أثار نجاح ستة أسرى فلسطينيين في اختراق التحصينات الأمنية لسجن “جلبوع” قرب بيسان (شمال فلسطين المحتلة عام 1948)، الانتباه إلى السجن الذي تصفه مصلحة سجون الاحتلال بـ”الخزنة” لشدة تحصيناته، و”استحالة الهروب منه”.
وحسب موقع “واي نت” العبري فإن سجن جلبوع افتتح عام 2004؛ لمواجهة الزيادة الكبيرة في عدد السجناء الأمنيين الفلسطينيين المعتقلين خلال انتفاضة الأقصى عام 2000.
وأشار الموقع، إلى أن مصلحة سجون الاحتلال تصنف السجن الموجود في مجمع سجن شطة على مشارف غور بيسان، ضمن أحدث السجون وأكثرها صرامة في الإجراءات بمعايير عالمية و يتمتع بأعلى مستوى من الأمن بين جميع السجون في “إسرائيل”، كونه سيؤوي سجناء أمنيين، وأعضاء بارزين في التنظيمات الفلسطينية، وتم بناؤه بعد دراسة دقيقة لمنشآت مماثلة حول العالم.
وذكر الموقع أن مصلحة سجون الاحتلال، تطلق معتقل جلبوع “السجن الآمن”، لأن زنازينه مبنية على شكل “خزنات”، وتم بناء كل زنزانة “الخزنة” باستخدام 66 طناً من الخرسانة المصبوبة، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف وزن الزنزانة في سجن عادي.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، يوجد في أسفل كل “خزنة”، “إجراءات أخرى تمنع إمكانية حفر نفق، من خلال وضع مادة مثبتة على الأرض، تكشف بوضوح ما إذا كان أي شخص قد حاول الحفر فيها”.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى أن أرضية كل “خزنة”، مبنية بالباطون المسلح وبطبقة فولاذية من تحتها صفائح الفولاذ، الذي تصنع منه دبابات الميركافاه الإسرائيلية.
ويحاط السجن بكلاب الحراسة وأجهزة استطلاعية، ويقوم السجانون يوميا بالفحص الأمني لأرضية الزنازين، ولمتانة الأبراش “الأسرّة الحديدية”، وللمرحاض وللشباك الحديدية التي تكسو النافذة، ويقومون بالعدد الصباحي والنهاري والمسائي لضمان كل ما في “الخزنة”.
وحسب الموقع، فقد “جرى تصميمه على اساس أقسام منفردة لا تتصل بينها وكأن كل قسم هو سجن منفرد، وكل خروج من القسم، يمر في مسارات داخلية محاطة بالجدران والأسلاك وأجهزة الرقابة”.
وقال الموقع: “تم بناء متاهة بين جميع الخزائن، التي تجعل من الصعب على الأسرى معرفة مكان وجودهم، مشيرا إلى أن السجن يضم خمس أجنحة منفصلة، يمر الطريق إليها من خلال نفس المتاهة، فيما تم نصب 72 كاميرا داخل السجن، تراقب كل خطوة داخل السجن على مدار 24 ساعة”.
وأشار الموقع، إلى أنه قبيل فتح أي جناح تتخذ مصلحة السجن مجموعة من الإجراءات الاحترازية، ولا يتم فتح أي جناح إلا من قبل حراس القسم، وكل زنزانة بها ثمانية أسرة، ولكل جناح 15 زنزانة مرتبة على شكل حرف “H”، وفي الوسط فناء يمكن للسجناء الخروج إليه لمدة ساعتين في اليوم.
وفي العام 2014، جرت محاولة شبيهة في السجن، وتم كشفها وإحباطها بعد العثور على نفق امتد عدة أمتار، استغرق العمل فيه أشهر عديدة، وذلك من أرضية المرحاض في إحدى الزنازين، وفي أعقاب ذلك قررت مصلحة السجون تغيير كل المراحيض في السجون واستبدال المرحاض “الأرضي” بالمرحاض الإفرنجي (الكرسي) وبناء أرضية من الباطون والشباك الفولاذية. كما قاموا بتغيير قنوات الصرف في أرضية ساحات السجن وفتحها يوميا؛ للتأكد من عدم وجود تراب أو حجارة كدلالة على حفر نفق.
ووفقا للموقع، تقوم مصلحة السجون الإسرائيلية، بوضع شارة (ساجاف – وهي اختصار: خطر هروب كبير)، وذلك في بطاقة الأسير الذي بتقديراتهم الاستخباراتية قد يهرب أو ليس له ما يخسر.
ويحظى هؤلاء الأسرى باجرات صارمة للغاية في أي تحرك أو تنقّل سواء للعيادة أو لقاعة الزيارات أو للنقل إلى سجون أخرى.
ونجح صباح اليوم ستة أسرى فلسطينيين، من اختراق التحصينات الأمنية لسجن جلبوع، وانتزاع حرياتهم، عن طريق نفق حفروه من داخل السجن إلى خارجه.