أكد مشاركون في مؤتمر بعنوان “الصحة النفسية في قطاع غزة كمنطقة مأهولة باللاجئين”، أنه لا يمكن التمتع بالصحة والسلامة النفسية في ظل الحياة تحت الاحتلال والحصار وانتهاك الحقوق الانسانية وعدم تلبية الاحتياجات الضرورية وفقدان الشعور بالكرامة.
وخلص المشاركون في المؤتمر الدولي الثامن، الذي نظمه برنامج غزة للصحة النفسية على مدى الأيام الثلاثة الماضية، عبرتقنية “زووم”، إلى أن فيروس “كورونا” وضع العديد من القيود في ظل واقع معقد في قطاع غزة، الأمر الذي ساهم في خلق آثار سلبية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للمجتمع الفلسطيني.
ودعا المشاركون في المؤتمر إلى الحد من هذه الآثار، من خلال الاستفادة من زيادة تفاعل المستخدمين لصفحات التواصل الاجتماعي في رأب الصدع الذي أحدثته الجائحة، ومن خلال زيادة برامج التوعية والتثقيف حول الفيروس المستجد والاضطرابات النفسية المرتبطة به، وتطوير و موائمة المناهج والأساليب التعليمية داخل المؤسسات التعليمية الفلسطينية.
وأوضحت أمين صندوق مجلس إدارة البرنامج مها الطويل، خلال تلاوتها البيان الختامي للمؤتمر، اليوم الثلاثاء، أنه تتضمن ثلاثة محاور أساسية، هي الظروف الاجتماعية والاقتصادية في قطاع غزة كمنطقة مأهولة باللاجئين، والصحة النفسية لسكان قطاع غزة، وخدمات الصحة النفسية لسكان قطاع غزة والفجوات التي ينبغي رأبها.
وشددت الطويل أن النساء قطاع غزة إضافة الى الفئات الهشة مثل كبار السن والأطفال وذوي الإعاقة، واجهوا ضغوطات نفسية كبيرة وقت الطوارئ والأزمات التي ألّمت بهم خلال الأعوام الأخيرة، الامر الذي يستوجب تنمية قدراتهم، ووضع برامج وتدخلات خاصة لمساعدتهم على التكيف في أوقات الضغط النفسي، مع ضرورة الاهتمام بتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية والتأهيلية، وخاصة الاضطرابات المتعلقة بالصدمة والإجهاد، حيث أنها تمثل تهديدا لكافة شرائح المجتمع الفلسطيني خاصة الفئات الهشة.
وطالب البيان النهائي بضرورة الاستمرار في تطبيق التدخلات المبنية على الأدلة والبحث العلمي، وإجراء المزيد من الدراسات المتعلقة بالتغذية وأثرها على الصحة النفسية للسكان في قطاع غزة، مع ضرورة إجراء تقييم لبرامج الصلابة النفسية في قطاع غزة، وأخيرا ضرورة إجراء المزيد من الدراسات حول التأثير النفسي والاجتماعي للفقدان لدى افراد الاسرة الفلسطينية في قطاع غزة.
وشهد المؤتمر تقديم 50 ورقة عمل بحثية محلية ودولية مختصة في مجال الصحة النفسية وحقوق الإنسان.