دعا الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي “الديمقراطيين التونسيين” إلى ترك خلافاتهم جانباً للوقوف في وجه عودة “الدكتاتورية”، إذا تمّ تعليق العمل بالدستور.
وفي تصريحات لـ”الأناضول”، قال المرزوقي: “حتى الآن، الرئيس قيس سعيّد يؤكّد أنه يتحرك من داخل الدستور، وأنه ما زال متمسكاً به، نافياً صفة الانقلاب عما أقدم عليه يوم 25 يوليو”، في إشارة للقرارات الاستثنائية التي على رأسها تعليق عمل البرلمان، وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي.
وأكمل: “إذا أعلن (الرئيس سعيد) رسمياً ما يهيئ له مستشاره (في إشارة إلى تلميحات بتعليق العمل بالدستور)، فإنه سيكون قد حنث بقَسمه على القرآن بحماية هذا الدستور”.
وتابع: “إذا تمّ هذا فلن يبقى أمام الديمقراطيين من العلمانيين أو الإسلاميين غير ترك خلافاتهم جانباً للوقوف في وجه عودة الدكتاتورية”.
وفي مقابلة متلفزة، الخميس الماضي، مع قناة “سكاي نيوز عربية” (تبث من أبوظبي)، ألمح وليد الحجام، مستشار الرئيس التونسي، إلى إمكانية تعليق العمل بالدستور قائلاً: “في دستور 2014 تمّ وضع نظام سياسي لم يعد مجدياً”.
وأشار الحجام إلى أن “النظام سيكون رئاسياً وليس رئاسيوياً عانت منه تونس سابقاً”، في إشارة إلى حكم نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي الذي أطاحت به ثورة يناير 2011.
وحول وجود تفاعل رسمي مع خارطة الطريق التي طرحها الثلاثاء للخروج من الأزمة، قال المرزوقي: “للأسف لم يحصل أي تفاعل”.
والثلاثاء، طرح المرزوقي، خلال مقابلة مع فضائية “الجزيرة” القطرية، خارطة طريق تتلخص في عودة الحكومة بالدرجة الأولى، ثم إعادة البرلمان للعمل، ولكن “ضمن تنازل تقدمه حركة النهضة عن طريق تخلي رئيسها راشد الغنوشي عن رئاسة مجلس النواب”.
وبخصوص ما يراه مراقبون من غياب أي دفاع فعلي عن الدستور والديمقراطية بتونس، قال المرزوقي: “في الوقت الحاضر كل شيء متوقف على الإفصاح بعد طول التلميح”.
وأكمل: “حين يخرج الرئيس من إبهامه ليعلن عما يريد فعلاً ستتحرك كل القوى، وأعتقد أنه سيكون على القوى الديمقراطية الدعوة للتظاهر السلمي ضد تواصل الانقلاب واغتيال الديمقراطية”.
وفي معرض رده على سؤال عن الحراك الدبلوماسي الأجنبي الذي تشهده تونس عقب قرارات سعيّد، رأى المرزوقي أن “من نتائج الانقلاب تقسيم التونسيين وزيادة معاناتهم الاقتصادية، وتفاقم تدخل الأصدقاء والأعداء في شأن كان بوسعه أن يبقى داخلياً لو بحث الرئيس الحالي عن حلول من داخل الدستور وفي إطار التشاور مع الأطراف السياسية”.
وأوضح الرئيس التونسي الأسبق أن “التدويل حاصل ولن يزيد الطين إلا بلّة”.
والإثنين، دعا سفراء مجموعة الدول السبع بتونس (الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان وإيطاليا وكندا)، في بيان مشترك، الرئيس قيس سعيد إلى “تعيين رئيس حكومة جديد في أسرع وقت ممكن، وإعادة البلاد إلى المسار الدستوري الذي يكون فيه للبرلمان دور بارز”.