شدد مقال في مجلة “ناشونال إنترست” (National Interest) الأمريكية على ضرورة أن تعاقب الولايات المتحدة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، بسبب دوره المدمر في ليبيا.
وذكر كاتبا المقال ساشا توبيريتش، وديبرا كاغان (الأول نائب الرئيس التنفيذي لشبكة القيادة عبر الأطلسي، والثانية مستشارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش) أن حفتر شارك في انقلاب عام 1969 الذي أتى بمعمر القذافي إلى السلطة، وأن أول ظهور دولي له كان بعد أن خسرت ليبيا حربها مع تشاد عام 1987.
وبعد سجن حفتر في تشاد، أطلق سراحه في النهاية بموجب صفقة مع الحكومة الأمريكية ليصبح بعدها أحد أصول وكالة المخابرات المركزية، ثم أصبح لاحقاً مواطناً أمريكياً.
وأشارا إلى أنه بعد اتفاق الصخيرات الذي توسطت فيه الأمم المتحدة عام 2015، تفاوض رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا آنذاك، فايز السراج، سرًا على تسوية سياسية مع حفتر لمحاولة تحقيق الاستقرار في ليبيا.
وفي الوقت نفسه، كان مبعوث الأمم المتحدة آنذاك غسان سلامة يعمل بجد لجعل جميع الفصائل السياسية الليبية توافق على الانتخابات وعملية السلام.
وكان إعلان سلامة عن المؤتمر الوطني الليبي، الذي كان يفترض عقده من 14 – 16 أبريل 2019 في مدينة غدامس، بمثابة اختراق، حتى إن الأمين العام للأمم المتحدة زار طرابلس في الخامس من أبريل لإظهار الدعم لإنجازه.
ومع ذلك، اعتقد حفتر -حسب رأي الكاتبين- أن مؤتمر غدامس سينهي فرصته في أن يصبح القذافي القادم والزعيم المطلق لليبيا، وتحدث الكاتبان عن تعهد السعودية والإمارات بتقديم ملايين الدولارات لاستيلائه على طرابلس، وأنهما أرسلتا إليه إمدادات قتالية.
وأضاف توبيريتش، وزميلته كاغان، أن مغامرة حفتر المميتة شجعت روسيا، إذ رحب اللواء المتقاعد -الذي أصبح حليفاً قوياً للكرملين- بمجموعة فاغنر الروسية للقتال من أجل قضيته، وسيطرت روسيا، التي لم تفوت فرصة في المنطقة أبداً، على العديد من القواعد العسكرية الليبية تدريجياً.
ويرى الكاتبان أن حفتر ليس مشكلة ليبيا الوحيدة، لكنه أكبر عقبة تمنع بلاده من المضي قدماً، وأنه لا يزال يتلقى مساعدة مالية كبيرة، وقد عين مؤخراً لاني ديفيس، المساعد السابق للرئيس بيل كلينتون، وزعيم مجلس النواب الجمهوري السابق بوب ليفينغستون، ليكونا واجهة لتحسين صورته والترويج له في انتخابات 24 ديسمبر 2021 في ليبيا.
وألمح الكاتبان إلى أنه لا يمكن أن يترشح للرئاسة الليبية ما لم يتخل عن جنسيته الأمريكية، لكنه قد يدفع أحد أبنائه للترشح بدلاً من ذلك، وقد قام بالفعل بتعيينهم قادة عسكريين على الرغم من افتقارهم إلى التدريب أو الخلفية العسكرية.
وأضافا أنه من الصعب تخيل أن الولايات المتحدة ستدعم أي جزء من الحياة السياسية لحفتر، ويجب على الكونغرس التفكير بجدية في عقد جلسة استماع حول دوره المدمر في ليبيا، ودراسة كيف يمكن لمواطن أمريكي أن يعمل بالطريقة التي يعمل بها من دون مواجهة العواقب.
واختتم الكاتبان مقالهما بأن حفتر -مع آماله في أن يصبح الزعيم المستبد القادم لليبيا- قد هدد الأمن القومي الأمريكي وأمن الجناح الجنوبي لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) بشكل خطير عن طريق تحالفه مع المؤسسات العسكرية وشبه العسكرية الروسية، كل ذلك في أثناء ارتكاب جرائم حرب، مشيرين إلى أنه على الرغم من جنسيته الأمريكية فإن حفتر ليس صديقاً للولايات المتحدة.