قال حلف شمال الأطلسي (الناتو): إنه يواجه تحديات في حفظ النظام العالمي من “قوى متسلطة” كروسيا والصين، وذلك بعيد الإعلان عن الاتفاق الأمني الأمريكي البريطاني الأسترالي الجديد (أوكوس) وأزمة صفقة الغواصات مع فرنسا.
وقال رئيس اللجنة العسكرية في حلف “الناتو”: إن الحلف يواجه تحديات في حفظ النظام العالمي من “قوى متسلطة” مثل روسيا والصين، مضيفاً أنه بحاجة إلى وحدة بين طرفي المحيط الأطلسي للوقوف معاً في وجه التحديات.
وتأتي هذه التصريحات قبيل انعقاد اجتماع لقادة أركان الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، اليوم السبت، في العاصمة اليونانية أثينا.
وتبحث اللجنة العسكرية لدول حلف “الناتو” في اجتماعها في أثينا خطط الحلف الدفاعية، وعمليات الحلف العسكرية حول العالم.
وتناقش اللجنة، التي تضم قادة أركان دول الحلف، الأخطار القادمة من روسيا والصين ومستقبل الحلف في إطار خطته لعام 2030، وتبحث اللجنة كذلك تعزيز الشراكة بين الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية.
ويأتي الاجتماع في وقت يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى تشكيل قوة عسكرية منفصلة للعمل بشكل مستقل بعد الانسحاب من أفغانستان الشهر الماضي، والإعلان المرتقب عن شراكة مع “الناتو” قبل نهاية العام الحالي.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أكدت أن الولايات المتحدة تعتبر الاتفاقات بين واشنطن وموسكو حول السيطرة على الأسلحة، والمفاوضات مع روسيا بشأن الاستقرار الإستراتيجي مهمة بالنسبة للعالم كله.
أزمة الغواصات
من ناحية أخرى، قالت الولايات المتحدة وأستراليا: إنهما تأسفان لقرار فرنسا استدعاء سفيريها في واشنطن وكانبيرا على خلفية إلغاء أستراليا صفقة للغواصات مع فرنسا، وهو ما وصفته باريس بأنه طعنة في الظهر، وقالت الإدارة الأمريكية: إنها تجري اتصالات مع المسؤولين الفرنسيين لحل الخلاف القائم.
وذكر البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تأسف لقرار فرنسا استدعاء سفيرها من واشنطن فيليب إيتيان، وأضاف أن واشنطن ستواصل العمل في الأيام المقبلة مع باريس لحل الخلافات بين الدولتين.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إيميلي هورن: إن واشنطن على اتصال وثيق مع شركائها الفرنسيين بشأن قرار استدعاء السفير إلى باريس للتشاور، وأضافت هورن -في بيان- أن الولايات المتحدة تتفهم موقف فرنسا وستواصل الانخراط معها خلال الأيام القادمة لحل خلافاتهما، كما فعلاً في قضايا أخرى على مدى تحالفهما الطويل.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي قال: إن مسؤولين كباراً في إدارة الرئيس جو بايدن كانوا على تواصل مع نظرائهم الفرنسيين بشأن صفقة الغواصات التي عقدتها واشنطن مع أستراليا، وأشار كيربي، في مؤتمر صحفي، إلى أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تحدث إلى نظيرته الفرنسية فلورانس بارلي، أمس الجمعة، حول الشراكة بين واشنطن وباريس.
ويوم الأربعاء الماضي، أعلنت أستراليا أنها ستلغي صفقة قيمتها 40 مليار دولار مع فرنسا لبناء أسطول من الغواصات التقليدية، وأنها ستبني بدلاً من ذلك ما لا يقل عن 8 غواصات تعمل بالطاقة النووية بتكنولوجيا أمريكية وبريطانية، بعد إبرام شراكة أمنية ثلاثية بين لندن وواشنطن وكانبيرا.
اتصالات جارية
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية: إن واشنطن ستواصل النقاش مع فرنسا بشأن الخلاف القائم، بما في ذلك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس أن فرنسا “شريك حيوي وأقدم حليف لنا، ونحن نولي أعلى قيمة لعلاقتنا”.
وفي أستراليا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن كانبيرا سجلت بأسف قرار باريس استدعاء سفيرها لدى أستراليا، وأضاف المتحدث أن بلاده تثمن علاقتها مع فرنسا، “ونتطلع إلى التواصل مع فرنسا مرة أخرى بشأن العديد من القضايا المشتركة، وعلى أساس القيم المشتركة”.
وأعربت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريس باين، أمس الجمعة، عن تفهم بلادها خيبة أمل فرنسا بعد قرار التخلي عن شراء غواصات منها، مضيفة أن بلادها ستواصل العمل “بشكل بناء ووثيق مع زملائنا في فرنسا”.
طعنة في الظهر
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قالت، أمس الجمعة، إنه -بناء على طلب رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون- تقرر استدعاء سفيري فرنسا لدى أمريكا وأستراليا فورًا للتشاور، على خلفية الاتفاقية الأمنية “أوكوس” (Aukus) بين أمريكا وبريطانيا وأستراليا، التي عدّتها باريس “طعنة في الظهر”.
وندد البيان بالتخلي عن صفقة الغواصات التي أبرمتها أستراليا وفرنسا منذ عام 2016، وقال: إن الإعلان عن شراكة جديدة مع الولايات المتحدة سلوكٌ غير مقبول وستؤثر عواقبه على مفهوم فرنسا لتحالفاتها وشراكاتها، وأهمية منطقة المحيطين الهندي والهادي بالنسبة لأوروبا.
وقال السفير الفرنسي في واشنطن فيليب إيتيان، في تغريدة: إنه استُدعي إلى باريس لإجراء مشاورات عقب ما قال: إنها إعلانات تؤثر بشكل مباشر على تحالفات بلاده وشراكاتها وأهمية منطقة المحيطين الهندي والهادي لأوروبا.
وقبل قرار استدعاء السفيرين، ألغت السلطات الفرنسية حفلاً كان مقرراً عقده أمس الجمعة في واشنطن لإحياء الذكرى السنوية لمعركة بحرية حاسمة خلال الثورة الأمريكيّة، أدت فيها فرنسا دوراً رئيساً.
ووصفت “الخارجية” الفرنسية التخلي عن مشروع الغواصات الذي ربط أستراليا بفرنسا منذ عام 2016 بالسلوك غير مقبول بين الحلفاء، في حين رفضت أستراليا الانتقادات الفرنسية، وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، أمس الجمعة: إنه أثار احتمال أن تلغي بلاده صفقة غواصات أبرمتها عام 2016 مع شركة فرنسية في محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يونيو، رافضاً الانتقادات الفرنسية بشأن عدم تلقيها تحذيرات.
ويأتي قرار أستراليا ضمن شراكة أمنية أعلنتها مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الأربعاء الماضي، وتشمل الشراكة منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وأعربت باريس، أمس الجمعة، عن عدم قدرتها على الوثوق بأستراليا في المحادثات الجارية بشأن إبرام اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي.