قبل 91 عاماً، انطلق المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود من دولة الكويت بدعم من المغفور له بإذن الله الشيخ مبارك الكبير، حاكم الكويت السابع، وذلك لتوحيد بلد أجداده ونجح الملك عبدالعزيز بتوحيد أراضي شبه الجزيرة العربية، وسميت بـ”المملكة العربية السعودية”، وارتضت بعلم يحمل كلمة التوحيد “لا إله إلا الله محمد رسول الله” شعاراً لها، والقرآن الكريم دستوراً.
ومنذ ذلك الحين، آلت المملكة على عاتقها أولاً خدمة حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين، ففي عام 1344هـ/ 1925م، تمت صيانة المسجد وإصلاحه كلياً، واستمر تطوير مرافق الحرمين الشريفين على مدى الزمن حتى عام 1988م حيث وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن العزيز حجر الأساس لما عُرف بمشروع أكبر توسعة للمسجد الحرام منذ أربعة عشر قرناً، ولا تزال الدولة السعودية وبإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في خدمة الحجيج، فوجود أكثر من 4 ملايين شخص في بقعة صغيرة وهي مكة المكرمة، شيء كبير ويحتاج الكثير من التجهيز، وقد أبدعت المملكة أيما إبداع في خدمة الحجيج، حتى في ظل جائحة كورونا لم تتوقف فريضة الحج والعمرة، ورصدت المملكة الأموال والخبرات لخدمة زوار بيت الله الحرام.
إن التطور في خدمة الحجيج لم يكن إلا وفق خطة موضوعة تشمل التطور في جميع نواحي الحياة، ونجحت المملكة في بناء الإنسان من خلال إلزامية التعليم وفتح المدارس للجنسين في كل القرى والحضر، بالإضافة إلى الضواحي والمدن، وبالنسبة للتعليم الجامعي يوجد في المملكة العربية السعودية 33 جامعة حكومية، و12 أهلية وخاصة، و7 كليات عسكرية.
ويعتبر الاقتصاد السعودي من أقوى اقتصادات العالم، باعتبار السعودية عضواً في “مجموعة العشرين” في الترتيب الـ7 بينها، واحتلت المرتبة العاشرة عالمياً في مرونة الاقتصاد.
وتمتلك المملكة العربية السعودية 18.1% من الاحتياطيات المؤكدة من النفط في العالم، لتأتي في الترتيب الثاني عالمياً، ولديها خامس أكبر احتياطي مؤكد من الغاز الطبيعي، ووضعت “رؤية 2035” بدائل لدخل النفط، وبناء مدن جديدة في المملكة.
وفي الجانب الإنساني للمملكة، قامت بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ليكون مركزاً دولياً مخصصاً للأعمال الإغاثية والإنسانية، ودُشنت أعماله في مايو 2015، برأسمال يبلغ مليار ريال سعودي للدول المستفيدة.
وفي الجانب السياسي، أصبحت المملكة وجهة سياسية في القرارات التي تهم العالم وقضايا العالمين العربي والإسلامي، وقد قدمت السعودية الكثير من التضحيات لخدمة الأمة العربية والإسلامية.
وترتبط الكويت بالسعودية بعلاقة متجذرة وذات خصوصية، فالملك عبدالعزيز، رحمه الله، بدأ رحلة جمع شمل وتوحيد المملكة من دولة الكويت، وفي أثناء الغزو العراقي الغاشم للكويت عام 1990 وقفت المملكة العربية السعودية وقفة عظيمة؛ فاستقبلت الشرعية الكويتية والشعب الكويتي وفتحت أبوابها وأجواءها لاستقبال قوات التحالف لتحرير الكويت، ولا ينسى الشعب الكويتي الكلمات الخالدة للملك فهد، رحمه الله: “يا تبقى الكويت والسعودية يا نموت معاً”.
إن تقدير القيادات الكويتية والسعودية لبعضهما بعضاً انعكس على تطور العلاقات بين البلدين.
حفظ الله المملكة العربية السعودية، وحفظ الله الكويت، وأتمَّ عليهما نعمة الأمن والأمان، وعلى جميع الدول العربية والإسلامية.