لم يُكن يوم 29 سبتمبر 2021م يوماً حزيناً على الكويت فقط وإنما على العالم بأسره ففقد قائد العمل الإنساني للعالم ليس بالأمر الهين ولكنها إرادة الله تعالى ولا اعتراض على قدره سبحانه وتعالى.
إن أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد صاحب الابتسامة حتى في وجه خصومه يعتبر مدرسة رائدة في كثير من مناحي الحياة فهو يرحمه الله كان مدرسة سياسية ودبلوماسية بما تحمل الكلمة من معنى فالراحل الكبير أثناء توليه وزارة الخارجية عام 1963م أصبح رئيسًا للجنة الدائمة لمساعدات الخليج العربي في عام 1963م، حيث قام بإعطاء المنح دون مقابل للدول الخليجية والعربية وله العديد من المبادرات لحل الكثير من القضايا العالقة بين الدول العربية وتتلخص مدرسته يرحمه الله بالحكمة وحل كل القضايا العالقة بالحوار ومصلحة الأمة العربية والإسلامية، وكلنا ندكر له يرحمه الله في وقت الأزمة الخليجية كيف كان يرحمه الله يواصل الليل بالنهار لحل الأزمة والتي أكمل حلها خلفه سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد حفظه الله ورعاه، وكذلك كانت له يرحمه الله بوصلة واضحة بعدم التعامل بأي شكل من الأشكال مع الصهاينة المغتصبين لدولة فلسطين المحتلة والقدس الشريف وما رمي رئيس مجلس الأمة بما سمي بصفقة القرن بسلة القمامة في المؤتمر البرلماني الدولي إلا برضا وتبريكات من سموه يرحمه الله، ونعلم كيف استطاع الله أن يسير بالكويت إلى بر الأمان وسط إقليم ملتهب وجعل الكويت بالإضافة إلى تواجدها الدولي مركزاً للعمل الإنساني وقبلة لكل من يريد الأمن والسلام.
إن سر حب الكويتيين للشيخ صباح يرحمه الله هو تواضعه الجم وحبه لشعبه فكم رأيناه في سيارته يرحمه الله بلا حماية أو موكب أو ايقاف للشوارع، وكلنا نذكر يوم تفجير المسجد الصادق في رمضان 1436 هـ / 2015م وكيف هرع يرحمه الله إلى مكان التفجير مع ما يعتري هذه الأماكن من خطورة وكلمته الخالدة عن طلب رجال الأمن منه يرحمه الله التراجع عن مكان التفجير (هذولا عيالي).
نعم والدنا الشيخ صباح نحن أبناؤك وسنسير على دربك بعمل الخير وحب الناس ونقول لك اطمئن رحمك الله فأنت سلمت الأمانة لأخيك سمو الشيخ نواف الأحمد الصباح الرجل العابد المتواضع ونعدك يا أميرنا الراحل أن نكون نِعم الأبناء لنعم الحاكم الشيخ نواف الأحمد، وأن نحافظ على الكويت، وأن يكون عمل الخير والابتسامة الصادقة التي كنا نستوحيها منك يرحمك الله شعاراً لنا، ونعدك أن لا نمد يدنا إلا لمن أراد الخير لكويتنا، وأن نحافظ على مجتمعنا وديمقراطيتنا، وأن تبقى قضية القدس محور قضايانا، وأن يكون أمن خليجنا والحفاظ على منظومة مجلس التعاون الخليجي هو هدفنا.
رحمك الله يا بو ناصر وجعل مثواك الجنة.