خلال ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء على الأربعاء، أعلنت مفوضية الانتخابات العراقية عن نتائج معدلة للانتخابات التي جرت يوم الأحد الماضي، جاءت هذه الخطوة بعد إقدام المفوضية على حذف نتائج الانتخابات التي أعلنتها مساء الاثنين الماضي، على موقعها الإلكتروني.
وأشارت النتائج الجديدة إلى تغييرات تتعلق بفوز مرشحين خاسرين وخسارة مرشحين سبق وأن أعلنت فوزهم، وعللت المفوضية ذلك بالإشارة إلى أنها تواصل احتساب أصوات المحطات الانتخابية التي لم تصل إلى بغداد، رغم أنها سبق وأن أعلنت عن وصول جميع صناديق الاقتراع عبر مروحيات عسكرية إلى العاصمة لتأمينها.
وأعلن رئيس مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات، جليل عدنان، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر المفوضية ببغداد، نتائج العد والفرز اليدوي في 8547 محطة انتخابية اختيرت بالقرعة.
تغييرات تتعلق بفوز مرشحين خاسرين وخسارة مرشحين
وأظهرت النتائج التي بدأت المفوضية بنشرها تباعاً زيادة ثلاثة مقاعد لتحالف الفتح الجناح السياسي لهيئة الحشد الشعبي، وخسارة تحالف تقدم السني الذي يترأسه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، أحد مقاعده في الدائرة الثانية بمحافظة الأنبار غربي البلاد لمصلحة المرشحة المستقلة أزهار حميد السدران، فضلاً عن زيادة ونقصان في أصوات تحالفات ومرشحين في محافظات عراقية أخرى.
مؤامرة على “الحشد”
واعتبرت الفصائل المسلحة المنضوية تحت لواء هيئة “الحشد الشعبي” نتائج الانتخابات مؤامرة عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وقال المتحدث باسم التحالف أحمد الأسدي: إنهم يرفضون النتائج ولن يتعاملوا معها، مبيناً أنها “ستتغير حتماً” حسب تعبيره.
وقال تحالف الفتح في بيان بعد إعلان النتائج الأولية: إن “هناك أكثر من 12 ألف محطة انتخابية ستغير فيها النتائج بشكل كبير”، معلنا رفضه لنتائج الانتخابات ومشدداً على “عدم التخلي عن أصواته” التي يعتبر أناها لم تُحتسب.
وأشار التحالف إلى أنه “يعتقد بأن نتائج الانتخابات ستتغير حتماً”، مؤكداً امتلاكه أدلة بوجود أصوات لصالحهم تؤهلهم للفوز.
وشهد محيط المنطقة الخضراء وسط بغداد، التي تضم مقر مفوضية الانتخابات، انتشارا أمنيا مكثفا، وذكرت وسائل إعلام محلية أن الإجراءات الأمنية الاستثنائية ستستمر حتى انتهاء أزمة نتائج الانتخابات، وأن قوة من جهاز مكافحة الإرهاب تمركزت في أحياء العلاوي والصالحية والحارثية القريبة من المنطقة الخضراء التي تضم المقار السيادية للدولة.
تحالف الفتح: أكثر من 12 ألف محطة انتخابية ستتغير فيها النتائج بشكل كبير
التيار الصدري يُحذر
من جهته حذر التيار الصدري الذي أظهرت النتائج الأولية تصدره فيها، من عواقب خطيرة ستترتب على تغيير النتائج، وقال زعيم التيار مقتدى الصدر في بيان: إن “الخلافات على صناديق الاقتراع وتأخير إعلان النتائج والضغط على مفوضية الانتخابات ستنعكس على الشعب العراقي لا على الكتل السياسية”.
وأضاف: “ندعو الجميع لضبط النفس والتحلي بالروح الوطنية، والالتزام بالطرق القانونية فيما يخص الاعتراضات الانتخابية، وعدم اللجوء إلى ما لا تحمد عقباه”.
يذكر أن عضو التيار الصدري عصام حسين صرح لقناة محلية تتبع التيار الصدري، أمس الأربعاء، أن 7 مقاعد من المستقلين تم احتسابها لصالح تحالف الفتح الذراع السياسية للحشد الشعبي، دون أن يحدد أسماء المستبعدين أو الذين حلوا بدلًا عنهم، واصفاً ما حدث بـ”المجزرة”.
وأضاف: “إذا تم تأكيد ما يتم تداوله الآن من أن التيار الصدري صار 69 مقعداً، بعد إن كان 73 فإن ذلك لا يؤثر على التيار وسيبقى الكتلة الكبرى في البرلمان المقبل”.
وأشار حسين إلى أنه “بحسب قانون الانتخابات فنحن من سيشكل الحكومة”.
الصدر: عواقب خطيرة ستترتب على تغيير النتائج
واعتبر أن “هذه الانتخابات ساعدت في صعود الأحزاب الناشئة مثل حركة امتداد، مبيناً أن “هذا التطور يعد نقلة نوعية في العملية السياسية العراقية”.
جدير بالذكر أن النتائج الأولية المعلنة، الإثنين الماضي، أظهرت أن الكتلة الصدرية تقدمت بواقع 73 مقعداً، يليها تحالف تقدم بـ41 مقعداً، ثم “ائتلاف دولة القانون” بـ37 مقعداً، وجاء الحزب “الديمقراطي الكردستاني”، الحاكم في إقليم كردستان العراق رابعاً على مستوى العراق بـ32 مقعداً.