قال د. محمد الصغير، الأمين العام للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام: إن حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية كانت انطلاقتها من دولة الكويت، حيث الهَبَّة الشعبية القوية التي سُندت رسمياً للدفاع عن نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.
وأوضح الصغير، في حوار مع “المجتمع”، أن الحملة حققت أهدافاً كبرى جمعت المسلمين على هدف واحد، وأظهرت مكانة النبي في القلوب.
الهَبَّة الشعبية لمقاطعة منتجات فرنسا كانت بدايتها الأولى من الكويت
وعلى هامش الاستعدادات لمؤتمر انطلاق الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام، الذي ينعقد اليوم الثلاثاء في إسطنبول مع إتمام حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية عامها الأول، التقت “المجتمع” بالأمين العام للهيئة د. محمد الصغير، للتعريف بالهيئة ودورها المنتظر في نصرة الرسول الكريم والتعريف به صلى الله عليه وسلم.
الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام، ما فكرتها وعملها ودورها المنتظر؟
– ليس مجاملة أن نقول: إن البداية كانت من الكويت، حيث الهَبَّة الشعبية القوية لمقاطعة منتجات فرنسا رداً على الرسوم المسيئة والتعرض لمقام النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، وقد نجحت هذه المقاطعة في تحقيق أهداف كبرى جمعت المسلمين على هدف واحد، وأظهرت مكانة النبي الكريم في القلوب، وانتشرت في ربوع العالم الإسلامي، وبعد هذا النجاح ومع مرور عام كامل على هذه المقاطعة كان لا بد من التحول من الفردية إلى المؤسسية، ومن مقاطعة منتجات فرنسا إلى ما هو أكبر في نصرة الجناب الأعظم للنبي المكرم صلى الله عليه وسلم.
أنتم سميتموها الهيئة العالمية، فهل معنى ذلك أنها ستكون عالمية ممثلة لجميع الدول؟
بعد مرور عام على حملة المقاطعة كان لا بد من التحول من الفردية إلى المؤسسية
– الهيئة هي على قدر صاحبها ومن تنتسب إليه صلى الله عليه وسلم، وقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء: 107)، فمن عالمية الدعوة وعالمية الأمة ومن هنا فمجلس أمناء الهيئة يضم ممثلين عن كل الأقطار العربية والإسلامية، بما يحقق هذه العالمية وبما يتلاحم مع قضايا المسلمين في أي أرض كانوا.
ما خطة عمل الهيئة؟
– الهيئة وضعت في مقدمة أولوياتها وأخذت على عاتقها أن تبرز جهد العلماء من خلال من اختارتهم في مجلس الأمناء أو من سينضم من العلماء والهيئات العلمية والعلمائية من خلال إبراز جهود هؤلاء العلماء المكتوبة والمسموعة بالتعاقد مع شركات في مجال التواصل الاجتماعي والإعلام، هذه الشركات تُقدم لها هذه الجهود العلمائية بهدف أن يكون هناك نشر يومي وأسبوعي عن الرسول الكريم وسيرته العطرة وعن مسيرته ودعوته، والزود عن أتباعه وبيان محاسن الشريعة الإسلامية.
وبالتالي، سيكون الجهد الأكبر إعلامياً دعوياً من خلال إدارة تدير هذا العمل تجمع ما بين الدعوي والإعلامي، ففيها مثلاً د. أحمد موفق زيدان، الخبير الإعلامي المعروف، ومعه فقهاء مثل فضيلة الشيخ حسن بن علي الكتاني، رئيس رابطة علماء المغرب العربي، والشيخ سامي الساعدي، أمين لجنة البحوث في دار الإفتاء الليبية.
إبراز جهود العلماء المكتوبة والمسموعة في نشر دعوة النبي وسيرته العطرة
هل هناك إمكانية أن ينضم للهيئة من غير المسلمين من المنصفين لشخص وجناب الرسول الكريم والمدافعين عنه صلى الله عليه وسلم؟
– نحن ندعوهم إلى الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم، وإيمانهم بالنبي هو أكبر نصرة لأنفسهم ونصرة للرسول الكريم، فنحن مجموعة دعوية لدعوة الناس ليتعرفوا على رسولنا الكريم وعلى شمائله، وندعوهم للإيمان به نجاة لهم في الدنيا والآخرة.
هل سيكون لكم في الهيئة تواصل مع المنظمات العالمية الأخرى مثل “اليونسكو” أو “إيسيسكو”؟
– التواصل مع الهيئات العالمية الأخرى سيكون في مرحلة لاحقة ستأتي بعد مرحلة التأسيس، ولكن الهيئة الآن تقوم على ثلاثة أضلاع رئيسة؛ هي: الأمانة العامة “مجلس الإدارة”، واللجنة الإعلامية المسؤولة عن شبكات التواصل ووسائل الإعلام، ومجلس الأمناء من العلماء، سينضم أول ما يكون في الضلع الرابع هو ضلع العلاقات العامة، وهذا أمر مهم جداً، وسيضطلع بالتواصل مع الهيئات الإنسانية أياً كانت، فنحن نحيي حلف الفضول الذي قال عنه الرسول الكريم: “لو دعيت فيه في لإسلام لأجبت”، فنحن مع كل ما يرفع من قيمة الإنسان، ويرفع من قيمة الحضارة وينبذ العنف والتطرف والفاشية.
“المجتمع” في الطليعة المساندة لنصرة نبي الإسلام
مجلة “المجتمع” أهدت إلى مؤتمر الهيئة كتاباً بعنوان “أبرز مقالات الدفاع عن حبيبنا صلى الله عليه وسلم في مجلة المجتمع عبر مسيرتها في خمسين عاماً”، ما رسالتكم إلى المجلة؟
– حقيقة، نحن تواصلنا مع الجهات الفاعلة في العالم الإسلامي لدعم فكرة نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكعهدنا بأهل الكويت كانت مجلة “المجتمع” في الطليعة المساندة وكذلك علماء الكويت، وكانت مبادرة “المجتمع” ممثلة في رئيس تحريرها م. سالم القحطاني وهيئة تحرير المجلة، مبادرة طيبة وفكرة رائدة بجمع المقالات التي تحدثت عن النبي صلى الله عليه وسلم وتبنت قضية الدفاع عن الرسول على مدار 50 سنة، وأهدتها لمؤتمر انطلاق الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام وشاركت ومثلت المجلة في فعاليات المؤتمر بهيئة تحريرها فكانت خطوة مباركة من المجلة أسعدت العاملين في الهيئة والقائمين على المؤتمر، وهو جهد طيب نشكر مجلة “المجتمع” عليه.