قال عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال أفضل خان بأن رئيس الوزراء بوريس جونسون متهم بدعم الإسلاموفوبيا في بريطانيا قولا وفعلا، وأنه يتحمل مسؤولية تبعات انتشار العنصرية ضد الإسلام والمسلمين، على حد قوله.
وأضاف خان خلال مشاركته في المسائية على قناة الجزيرة مباشر، أمس الأربعاء، أن الجالية المسلمة في بريطانيا تواجه وضعا غير مسبوق على مستوى انتشار معدل الكراهية والخوف من الإسلام والمسلمين.
وتابع: “الحكومة مسؤولة عن الدفاع عن مواطنيها، لكن بوريس جونسون وأفراد فريقه الحكومي لديهم مشكلة مع هذا الوضع، ولم يقوموا حتى الآن بأي تحرك لتصحيحه”.
300 ادعاء
وكان المجلس الإسلامي البريطاني أرسل في 2020 ملفاً يضم 300 ادعاء عن ممارسات الإسلاموفوبيا ضد رئيس الوزراء بوريس جونسون وأعضاء الحزب المحافظ إلى لجنة المساواة وحقوق الإنسان الحكومية.
وتعد هذه هي المحاولة الثانية من المجلس الإسلامي البريطاني لمناشدة اللجنة المعنية مراقبة المساواة لمباشرة تحقيق بشأن الحزب الحاكم لكنها كانت أيضاً بلا جدوى.
وطالب أفضل خان بفتح تحقيق بشأن سياسة الحكومة البريطانية بقيادة بوريس جونسون و”دورها في التزايد المستمر للجرائم التي ترتكب ضد المسلمين في بريطانيا“.
وأضاف النائب في البرلمان البريطاني أن حزب العمال الذي ينتمي له أقر بوجود الظاهرة وتبناها في خطابه السياسي، واعتمد جملة من الإجراءات العملية لمواجهتها.
وأوضح خان أن مجموعة العمل البرلمانية المشرفة على شهر التوعية بالإسلاموفوبيا في بريطانيا التي تتزامن مع شهر نوفمبر الجاري ستقوم بلقاءات داخل البرلمان وخارجه مع منظمات ومجالس وأحزاب سياسية في بريطانيا من أجل تناول مفهوم الإسلاموفوبيا ودرجات خطورة انتشاره في البلد، موضحا أن حزب المحافظين يتجاهل كل ما له علاقة بهذا الموضوع.
وقال: الشعب البريطاني يرفض جميع أشكال التمييز ضد أي فئة داخل المجتمع ونجاح هذه الحملة سيلزم المحافظين بالاعتراف بخطورة وجود ظاهرة الإسلاموفوبيا في البلد.
وكشف خان أنه أرسل في نوفمبر 2020 رسالة لرئيس الوزراء خلال الشهر التوعوي “الإسلاموفوبيا في بريطانيا” يحثه على المشاركة في الحملة التوعوية، وأنه لم يرد على طلبه حتى الآن.
وقال خان إن بوريس جونسون “لا يزال أسير خطاب شعبوي ظرفي، لكن الناس الخيرين في بريطانيا لن يسمحوا لهذا الخطاب بأن ينتصر“.
واعتبر خان أن عدم رد رئيس الوزراء بوريس جونسون يوضح أن أكبر نسبة جرائم ضد المسلمين كانت في عهد حكومته، وأن نسبة الاعتداءات ضد المسلمات البريطانيات وصلت أرقاما قياسية.
وقبل أن يصبح بوريس جونسون رئيساً للوزراء، كانت له تصريحات قارن فيها النساء اللواتي يرتدين النقاب بـ”صناديق البريد” و”لصوص البنوك”.
بالمقابل، رفض النائب البريطاني أن يلقي باللائمة على كل المسلمين في بريطانيا إزاء وقوع أي جريمة، قائلا إنه لا يمكن معاقبة أكثر من 3 ملايين مسلم بريطاني بجريرة شخص واحد أو أقلية من الأشخاص.
وشدد أفضل خان على أنه سيواصل مع عدد من أعضاء البرلمان البريطاني حملة داخل البرلمان وخارجه إلى حين إرغام بوريس جونسون على الحضور أمام البرلمان، والإجابة عن أسئلة ومخاوف المواطنين، على حد وصفه.
وخلص خان إلى أن تجاهل جونسون للإسلاموفوبيا لا يمثل حالة خاصة على الصعيد الأوربي، وأنه عندما كان عضوا داخل البرلمان الأوربي وقف على أن ظاهرة الإسلاموفوبيا تتجاوز الحدود الجغرافية للدول الأوربية، مؤكدا أن التصدي لها يقتضي عملا دوليا مشتركا.