قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إنه سيتم تأسيس مجموعة عمل مع الولايات المتحدة لمناقشة مسائل تنظيمي “ب ي د/ بي كا كا” و”غولن” الإرهابيين، ومنظومة صواريخ “إس 400″، بناء على عرض من واشنطن.
جاء ذلك خلال عرضه في البرلمان، الخميس، مشروع موازنة وزارة الخارجية والمؤسسات التابعة لها لعام 2022.
وأشار تشاووش أوغلو إلى مواصلة تركيا اتصالاتها مع الإدارة الأمريكية.
وبين أن الاجتماع بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والأمريكي جو بايدن، الأحد الماضي، جرى في جو بنّاء.
ولفت إلى أن تعاون الولايات المتحدة مع “ي ب ك/ بي كا كا”، وتواجد “غولن” فيها، وموقفها من العقوبات المتعلقة بمنظومة “إس 400” لا يتوافق مع روح التحالف.
وأضاف: “أكد رئيسنا بوضوح هذه الأمور خلال الاجتماع (مع بايدن). سننشئ مجموعة عمل لمعالجة تلك القضايا”.
وتابع: “قلنا سابقا إننا قدمنا مثل هذا العرض إلى الولايات المتحدة، والآن جاءنا العرض من الجانب الأمريكي”.
وذكر تشاووش أوغلو أن المؤسسات والوزارات ذات الصلة تواصل أعمالها المتعلقة بتأسيس مجموعة العمل والقضايا التي ستتم مناقشتها.
ولفت إلى أن 2021 عام حافل بالأجندات على الصعيد الدولي، مبينا أن تطورات مهمة حدثت في أفغانستان والشرق الأوسط والبلقان وإفريقيا وآسيا.
وأفاد بأن جو انعدام الأمن لا يزال يهيمن على المشهد العالمي، وأن الصراع المتزايد على السلطة، والمنافسة يهددان نظام العلاقات القائمة على القواعد.
وأشار إلى انتشار النهج القائم على المصالح قصيرة الأجل.
ولفت أن جميع الدول تحاول تكييف سياساتها الخارجية مع النظام العالمي المتعدد الأقطاب والمتقلب.
وصرح تشاووش أوغلو أن تركيا اتخذت خطوات حازمة في سياستها الخارجية المُبادِرة والإنسانية.
وقال: “ندرك أن السلام في الوطن يمر عبر السلام في العالم. فالحوار والتعاون هما أولويتنا، لكننا وعند الضرورة نلجأ إلى استخدام عناصر القوة الصلبة لإفساح المجال أمام الدبلوماسية”.
وأكد تشاووش أوغلو أنهم يتبعون سياسة خارجية فعّالة.
ولفت إلى أن “الدبلوماسية الاقتصادية” لها مكانة لا غنى عنها في السياسة الخارجية لتركيا.
وبين أن أحد أهم الموضوعات على الأجندة العالمية هو “التنافس بين القوى العظمى”.
وأوضح أن التقدم الذي أحرزته تركيا لا سيما في مجال الصناعات الدفاعية يبعث على الفخر.
وقال إن السياحة من أكثر القطاعات تأثرا بوباء كورونا، مشيرا إلى إيلاء بلاده أهمية خاصة لدبلوماسية السياحة في 2021، وأنها أضحت مثالاً للعالم بأسره من خلال مشروع “السياحة الآمنة”.
وأضاف: “تركيا قوة ذكية عالمية تستخدم عناصر القوة الصلبة والناعمة معا”.
وتابع: “نعمل على زيادة قوتنا الناعمة من خلال الدبلوماسية الثقافية جنبا إلى جنب مع وزارتي الثقافة والسياحة”.
وبخصوص الجهود الإنسانية التركية خلال الأزمة في أفغانستان، أضاف تشاووش أوغلو: “تماشياً مع سياستنا الخارجية المُبادِرة والإنسانية، عملنا أثناء الأزمة على ضمان الإجلاء الآمن لـ 1502 شخص معظمهم من مواطنينا”.
وتابع: “قدمنا أيضا الدعم لـ28 دولة صديقة وحليفة و14 منظمة دولية و17 وسيلة إعلامية دولية (بخصوص الإجلاء)”.
وأكد تشاووش أوغلو مواصلة تركيا أنشطة المساعدات الإنسانية في أفغانستان.
وقال: “في هذا الإطار، قدمنا 33 طنا من المساعدات الغذائية لأفغانستان، ونستعد لتقديم مساعدات إضافية”.
وتابع: “تركيا الدولة الوحيدة في حلف شمال الأطلسي التي لم تغلق سفارتها في كابل”.
وأكد أن تركيا لديها روابط تاريخية وعلاقات في العديد من المجالات مع أفغانستان ولا يمكنها أن تظل غير مبالية بشأنها.
وشدد على وجوب القضاء على تهديدات الإرهاب والهجرة المخدرات من مصدرها، ومنع الانهيار الاقتصادي والأزمة الإنسانية في أفغانستان.
وبين أن وقف المعارف التركي يمتلك 80 مدرسة في أفغانستان 14 منها للفتيات، مشيرا إلى استئناف 10 منها التعليم.
وأوضح تشاووش أوغلو أن تركيا تمتلك 253 ممثلية دبلوماسية في الخارج.
وبين أن بلاده وقعت في آخر عام 3 اتفاقيات جديدة، ورفعت عدد اتفاقياتها الثنائية في مجال التعاون الثقافي إلى 106.
وأضاف: “كما ساهمنا في افتتاح 87 مدرسة جديدة و3 مراكز تعليم من قبل وقف المعارف”.
وتابع: “دعمنا أيضا افتتاح 400 مدرسة وجامعة واحدة و14 مركزا تعليميا و6 مراكز ثقافية تركية جديدة لمعهد يونس إمره في 47 دولة”.
وبخصوص سوريا، أضاف تشاووش أوغلو : “عبر وجودنا في إدلب نحمي المدنيين ونمنع مخاطر وقوع هجرة إضافية منها”.
وأكد أن الهدف الأساسي لبلاده يتمثل في الحل السياسي وأنها تواصل اتصالاتها من أجل ذلك.
وبشأن ليبيا، أكد أن تركيا على اتصال وثيق بحكومة الوحدة الوطنية على جميع المستويات، وأن اتصالاتها مع مختلف شرائح الشعب الليبي مستمرة.
وأوضح أنه سيتم اتخاذ كل خطوة لمواصلة الزخم الإيجابي في الشرق الأوسط ومع مصر ودول الخليج.
وقال تشاووش أوغلو إن العقبة التي تحول دون تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط هي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
شدد على مواصلة تركيا دعم القضية الفلسطينية على الساحة الدولية.
وحول الوضع في شرق البحر المتوسط، قال: “قمنا ونقوم بالرد على الخطوات التي ينتهجها الثنائي اليوناني ـ الرومي ضدنا دون تردد على الأرض. من ناحية أخرى، فإن دعوتنا للحوار قائمة دائمًا”.
وتابع: “استأنفنا المحادثات الاستشارية مع إيماننا بإمكانية حل مشاكلنا مع اليونان من خلال الحوار البناء. عقدنا ثلاث جولات من الاجتماعات”.
وانطلقت الجولة الأولى من المحادثات بين أنقرة وأثينا عام 2002، لتحضير أرضية لحل “عادل ودائم وشامل” لخلافاتهما في بحري إيجة والمتوسط، واستضافت إسطنبول الجولة رقم 61 في 25 يناير/ كانون الثاني 2021.