سيعالج الاتحاد من أجل المتوسط في مدينة برشلونة نهاية الشهر الجاري الأزمة بين المغرب والجزائر، ويُجهل ما إذا كانت الجزائر ستقبل بمعالجة الموضوع أو سيحدث لقاء بين وزيري خارجية البلدين، علماً أنهما التقيا في باريس الأسبوع الماضي ولم تحدث حتى المصافحة بينهما.
وفي حوار مع جريدة “دياريو دي سيفيا” (يومية إشبيلية الصادرة في الأندلس)، الأحد الماضي، قال وزير خارجية مدريد خوسيه مانويل ألباريس حول الأزمة بين المغرب والجزائر: إنها شائكة وغير مرغوب فيها، مشيراً إلى أن المغرب والجزائر بلدان شريكان أساسيان لإسبانيا وللاتحاد الأوروبي ومعهما نبني العلاقة في البحر الأبيض المتوسط، وخلال يومي 28 و29 نوفمبر الجاري، ستحتضن برشلونة اجتماعاً لاتحاد المتوسط، حيث سنبحث هذه القضايا، نحن في إسبانيا سنعمل دائماً من أجل الانفراج ومن أجل حسن الجوار ومن أجل التعاون بناء البحر الأبيض المتوسط، الحوار أساسي في هذا الشأن.
وهذه أول مرة يعلن فيها مسؤول أوروبي الرغبة في معالجة النزاع أو الأزمة الشائكة بين المغرب والجزائر، علماً أن فرنسا تبتعد ظاهرياً عن أي وساطة، واحتضنت باريس الأسبوع الماضي مؤتمراً حول ليبيا، حضره كل من وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة، ونظيره المغربي ناصر بوريطة دون حدوث حتى المصافحة بين الطرفين، ولم تقم باريس بأي دور للوساطة بينهما مثل عقد لقاء بعيداً عن الأضواء.
وحاول عدد من الدول خلال مؤتمرات مثل اجتماع وزراء خارجية الدول العربية تنظيم لقاء بين وزيري خارجية البلدين، لكن كل المحاولات باءت بالفشل بسبب الموقف الجزائر الرامي إلى رفض أي وساطة في الوقت الراهن، وتمر العلاقات بأزمة من عناوينها قطع العلاقات الدبلوماسية ثم منع الجزائر للطيران المغربي التحليق فوق أراضيها علاوة على اتهام المغرب بالتخطيط مع “إسرائيل” لضرب وحدتها الترابي، وفي المقابل، يشدد المغرب على الاتهامات للجزائر لدورها في نزاع الصحراء.
وفي تقييمه للعلاقات مع الجزائر، تحدث الوزير الإسباني عن زيارتيه إلى الجزائر بشأن ضمان وصول الغاز ولا سيما بعد قرار الجزائر الاستغناء عن أنبوب “المغرب العربي- أوروبا”، نهاية الشهر الماضي، بعد العمل به منذ عام 1996، ثم تطرق إلى التعاون في مجال الهجرة في ظل ارتفاع هجرة الشباب الجزائري نحو إسبانيا في قوارب البحر.
وقال حرفياً: الجواب الذي تلقيناه من الجزائر كان مطمئناً للغاية، وبرهنت الجزائر كذلك أنها شريك إستراتيجي لإسبانيا، شريك إستراتيجي في مجال الطاقة بدون شك، وفي الوقت ذاته، شريك إستراتيجي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وفي معالجته للأزمة المغربية- الإسبانية، وصف المغرب بالشريك الإستراتيجي على جميع المستويات، مضيفاً: كلانا يريد علاقة تقوم على نفس الركائز: الثقة والمنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل، لا توجد إجراءات أحادية الجانب، نحن في طريق جيد.
واعترف الوزير بعدم حدوث لقاءات ثنائية على مستوى رئيسي حكومة البلدين، علاوة على عدم عودة السفيرة كريمة بنعيش إلى مدريد بعدما سحبها المغرب خلال مايو الماضي.
وعلق قائلاً: تعمل الدبلوماسية دائماً بحذر، وخاصة من أجل أهداف متوسطة وطويلة المدى، المهم ليس القيام بعمليات تجميلية، ولكن إرساء أسس علاقة متينة، علاقة القرن الحادي والعشرين.