تتجه أنظار اللاجئين الفلسطينيين إلى العاصمة البلجيكية بروكسل حيث سيعقد المؤتمر الدولي للمانحين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، على مدار يومين بتنظيم من الأردن والسويد لجمع تبرعات مالية لثلاث سنوات قادمة وتنويع مصادر التمويل والإغاثة، في اختبار للمجتمع الدولي حول مدى جديته في إنقاذ “الأونروا” من الانهيار، في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها، والتي دفعها لسلسة من التقليصات في الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في فقر شديد في المخيمات تتجاوز 70 % حسب إحصائيات المنظمات الدولية.
أبو حسنة: الأزمة المالية خانقة ونحتاج 114 مليون دولار هذا العام للاستمرار في العمل
أزمة خانقة
ويقول المتحدث باسم “الأونروا” عدنان أبو حسنة لـ”المجتمع”: “نحن بحاجة ماسة للمساعدات المالية الطارئة والعاجلة من أجل الاستمرار في العمل، العجز المالي وصل إلى 114 مليون دولار، وهذا تسبب في عدم قدرتنا على توفير الأموال لدفع رواتب نحو 28 ألف موظف يعملون في قطاعات مختلفة تابعة للأونروا منها الصحية والتعليمية”.
وعلمت “المجتمع” أن سلسة من الفعاليات الاحتجاجية شهدتها مؤسسات “الأونروا”، حيث شرع العاملون في “الأونروا” بالإضراب الجزئي عن العمل، وتم تسريح الطلبة من المدارس في منتصف دوامهم اليومي، وإغلاق مؤسسات صحية وخدماتية، وذلك بسبب عدم تحقيق الأونروا لمطالبهم المتمثلة بإنصافهم في أجورهم، واستئناف عمليات التوظيف وإنهاء أزمة العقود.
ووصلت أزمة “الأونروا” مرحلة حرجة مع بدايات عام 2018م حين جمدت الولايات المتحدة في عهد إدارة دونالد ترامب مساعداتها لـ”الأونروا”، والتي كانت تبلغ 360 مليون دولار، وتعهدت إدارة جو بايدن باستئنافها.
تقديم مساعدات منتظمة
وتشكو “الأونروا” من عدم انتظام الدعم المقدم لها من الدول المانحة سواء العربية أو الأوروبية، وهو ما تسبب لها في تفاقم أزمتها المالية.
أبو هولي: نطالب بدعم غير مشروط لـ”الأونروا” لإنهاء أزمتها المالية
في السياق، طالب رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد ابو هولي مؤتمر بروكسل للدول المانحة بتقديم تمويل متعدد السنوات غير مشروط وزيادة في الدعم المالي تجاه موازنات “الأونروا”، ودعم استراتيجية “الأونروا” للأعوام 2023 – 2028م، وإنهاء معاناة اللاجئين الفلسطينيين وتوفير احتياجاتهم الأساسية والإنسانية وحشد الموارد المالية لـ”الأونروا”، في العاصمة البلجيكية بروكسل، برئاسة الأردن والسويد على ضرورة عدم ربط الدول المانحة تمويلها المقدم للأونروا بالأزمات العالمية والإقليمية والتي تؤثر على تقديم الموارد الكافية لبرامج “الأونروا”.
وأكد أبو هولي في بيان له أن العالم أمام اختبار لترجمة دعمه السياسي لـ”الأونروا” الذي عبر عنه في ديسمبر عام 2019م بتصويت 169 دولة عضو في الأمم المتحدة على قرار تجديد تفويض عمل وكالة الغوث إلى دعم مالي يحقق لها تمويل مستدام.
وحذر أبو هولي من إخفاق مؤتمر المانحين في تحقيق اهدافه في ظل استمرار الأزمة المالية لـ”الأونروا” وعدم قدرتها على صرف رواتب موظفيها لشهري نوفمبر وديسمبر والذي يعرض خدماتها التعليمية والصحية للتوقف.
خلف: مؤتمر بروكسل مطالب بإنقاذ “الأونروا” من الانهيار وتقديم تعهدات مكتوبة
من جانبه، أكد منسق لجنة اللاجئين في القوى الوطنية والإسلامية في غزة محمود خلف لـ”المجتمع” أن “مؤتمر الدول المانحة في بروكسل هو لحشد المزيد من التمويل لموازنة الأونروا التي تعاني من عجز مالي خطير، بات خطراً على وجود الأونروا، في ظل أن هناك مخطط سياسي لتقويض عملها لتصفيتها”.
وأشار خلف إلى أن سياسة “التنقيط” في الدعم المالي للوكالة من بعض الدول المانحة بهدف استمرار الأزمة عملية مفتعلة من الاحتلال وواشنطن بهدف إنهاء عمل “الأونروا” بالتدريج وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين وتصفية حق العودة.
ودعا خلف الدول المانحة للإيفاء بتعهداتها المالية، والتوقيع على تعهد، لتقديم متعدد السنوات لتمويل “الأونروا” وإنهاء ازمتها المالية؛ لتتمكن من تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين وهي مسئولية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، مؤكداً أن نجاح المؤتمر في بروكسل مهم في هذا التوقيت، خاصة وأن “الأونروا” قد أطلقت في السابق العديد من نداءات الاستغاثة لجمع التبرعات المالية لتتمكن من تقديم خدماتها لستة مليون لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها في غزة والضفة ولبنان والأردن وسورية.