وصلت حصيلة ضحايا الأعاصير التي ضربت الولايات المتحدة إلى 83 حالة وفاة في 5 ولايات وسط البلاد وجنوبها، الأمر الذي وصفه الرئيس جو بايدن بمأساة تفوق التصور.
وأُحصِيت 70 وفاة في ولاية كنتاكي وحدها، وقال حاكمها إندي بيشير “كنا شبه متأكدين من أننا سنخسر ما يزيد على 50 من سكان الولاية، وأنا متأكد الآن أن العدد يتجاوز 70 وقد يتجاوز 100 بنهاية اليوم”.
وتأكّد وفاة ما لا يقل عن 6 من العاملين بشركة (أمازون) في مخزنها بالقرب من مدينة سانت لويس بولاية ميسوري، عند انهيار سقف المخزن وسقوط أحد جدرانه فوق العمال.
وقال رئيس إدارة الإطفاء جيمس ويتفورد، إن 45 من موظفي أمازون نجوا من الموت في منشأة إدواردسفيل بولاية إلينوي.
وأظهرت صور وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي مباني دمّرتها العاصفة، بينما تناثرت قضبان حديد ملتوية وأشجار مقتلعة وحجارة في الشوارع، مُخلّفة وراءها واجهات منازل مدمّرة.
ولحقت الأضرار بالعديد من مقاطعات كنتاكي جراء الإعصار الأقوى على الإطلاق، والرياح المرافقة التي تجاوزت سرعتها 300 كيلومتر، وعُدّت مدينة مايفيلد التي تضم 10 آلاف نسمة الأكثر تضررًا في الولاية.
وقال بايدن في تغريدة له السبت إن الأعاصير التي خلفت عشرات الضحايا في الولايات المتحدة تشكل “مأساة تفوق التصور”.
وكان قد أوضح أنه اطلع على آخر التطورات الميدانية، مضيفًا “نعمل مع حكام الولايات لضمان توافر ما هو ضروري لنا للبحث عن ناجين”.
وقال بايدن لاحقًا في تعليقات تلفزيونية “إنها مأساة.. وما زلنا حتى الآن لا نعرف عدد الخسائر في الأرواح والنطاق الكامل للأضرار”، متعهّدًا بإرسال مساعدات فدرالية إلى الولايات حيث تسببت العواصف بأضرار.
وأشار بايدن إلى أن الوكالات الفدرالية للاستجابة للكوارث بدأت بالفعل الانتشار في الميدان.
وأوضح أن حالة الطوارئ أُعلِنت في كنتاكي، ويمكن أن تتبعها مناطق أخرى إذا طلب حكام الولايات المتضررة ذلك.
وأكد بايدن عزمه التوجه إلى كنتاكي، لكنه شدد على أنه لا يريد “عرقلة” عمليات الإغاثة.
واعتبر الرئيس الأمريكي أن التغير المناخي يجعل الطقس “أكثر حدة”، قائلًا “الحقيقة هي أننا جميعا نعلم بأن كل شيء يكون أكثر حدة عندما يكون المناخ دافئًا، كل شيء”.
وكان أطول إعصار أمريكي تمّ تتبّعه هو عاصفة امتدت 219 ميلًا في ولاية ميسوري عام 1925، وحصد أرواح 695 شخصًا.
وبذل مئات المسؤولين جهودًا طوال الليل حتى ساعة مبكرة السبت، لإنقاذ الموظفين بالمنشأة في إلينوي التي سُوّي ثلثها بالأرض.
وتخوفت وكالة كولينسفيل لإدارة حالات الطوارئ من “خسائر بشرية كبيرة” مع “العديد من الأشخاص العالقين في مستودع أمازون”.
وقالت سبرينغز لوري ووتون، التي تقيم في داوسن لشبكة سي إن إن “في البداية، كنا نسمع هطول المطر. لكن فجأة، سمعنا صوتًا قويًا جدًا كأنه قطار”.
وأضافت “لم أظن أنه سيستمر وقتًا طويلًا. اختفى بعد 3 أو 4 ثوانٍ، لكن عندما خرجنا من المنزل، تبين لنا أن الأضرار تفوق التصور”.
وتابعت “هناك أشياء كثيرة متناثرة، ومن الصعب تحديد الأغراض وهوية صاحبها، وخطوط الكهرباء على الأرض، لذا يجب توخي الحذر الشديد”.
وأشار دين باترسون من شرطة كنتاكي إلى أن الأضرار “لا توصف”، مضيفًا “لم نشهد من قبل ما نشاهده الآن”.
وقال حاكم إلينوي جي بي برايتزر “صلواتي لأهالي إدواردسفيل هذه الليلة”.
وأضاف “شرطة إلينوي ووكالة إدارة الكوارث في الولاية تنسقان عن كثب مع المسؤولين المحليين، وسأواصل مراقبة الوضع”.
وقال المتحدث باسم أمازون ريتشارد روكا -في بيان أُرسِل إلى وسائل إعلام محلية- إن “سلامة ورفاه موظفينا وشركائنا أولويتنا القصوى الآن، ندرس الوضع وسنشارك معلومات إضافية عند ورودها”.
وحذر علماء من أن التغير المناخي يزيد شدة العواصف ووتيرتها، ما يمثل تهديدًا متزايدًا لمناطق تشهد أصلًا ظروفًا مناخية قاسية.