كشف رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية أن لدى المقاومة 4 أسرى “إسرائيليين”، متعهداً بإجبار الاحتلال على صفقة تبادل أسرى، ومهدداً في الوقت نفسه بأسر المزيد من جنود الاحتلال.
وأكد هنية، في حديثه لحلقة لبرنامج “المقابلة” على قناة “الجزيرة”، مساء أمس الأحد، أن الإفراج عن الأسرى على سلم أولويات الحركة، وفي مقدمتهم الأسرى الستة الذين سبق أن فروا من سجن جلبوع، قبل أن يعيد الاحتلال أسرهم.
وحذر هنية “إسرائيل” من أنها إذا لم تقتنع بما تملكه المقاومة من أسرى -وعددهم 4 جنود في الوقت الحالي- فإن “حماس” ستعمل عبر أذرعها على زيادة الغلة من جنود الاحتلال.
كما تحدث رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” عن معركة “سيف القدس” بوصفها “بروفة لتحرير الأراضي الفلسطينية من الاحتلال”، على حد قوله، مضيفاً أنها أصابت الكيان الصهيوني بشلل تام، حيث وصلت صواريخ المقاومة -وعلى رأسها “كتائب الشهيد عز الدين القسام”- إلى كل جغرافيا الأراضي المحتلة بما فيها عاصمة الكيان “تل أبيب” التي تمثل قلبه الاقتصادي والحيوي، وأفشلت القبة الحديدية التي تغنت بها “إسرائيل” طويلاً.
العلاقة مع إيران
وعن علاقة حركة “حماس” بإيران، قال رئيس المكتب السياسي للحركة: إنها تأتي في إطار الدعم الذي توجهه إيران للمقاومة، مؤكداً أن المقاومة تهدف لتحرير فلسطين ولا تخوض حرباً بالوكالة أو تنفذ أجندة أي طرف آخر.
وعن أسباب الدعم الإيراني للمقاومة، قال هنية: إن إيران تنظر للقضية الفلسطينية من عدة جوانب؛ الأول البعد الإسلامي، وقد موّلت خطة الدفاع الشاملة بمبلغ 70 مليون دولار، أسهمت في تطوير منظومة الصواريخ والدفاع لدى المقاومة، والثاني هو العداء المشترك مع الكيان الصهيوني، والثالث هو البعد السياسي والخروج من أن إيران تدعم الأحزاب الشيعية فقط، وإنما تدعم حركات المقاومة السُّنية أيضاً.
وحول رؤية “حماس” إذا تم شن حرب على إيران، أكد هنية أن حركة “حماس” والمقاومة تعملان على أراض فلسطينية ضد العدو الصهيوني وفق أجندة المقاومة، ولم يطلب من الحركة خوض حرب بالوكالة عن أي طرف آخر.
ونفى رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” وجود انقسامات أو تيارات داخل الحركة، موضحاً التزام جميع المستويات القيادية بالقرارات التي يجري اتخاذها عبر المؤسسات السياسية في الحركة.
العلاقات مع الدول العربية
وأكد رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” أن الحركة يربطها علاقات طيبة بالشعوب والحكومات العربية، وأضاف هنية أن “حماس” انحازت لخيار الشعب السوري وخرجت من سورية وخسرت الكثير بسبب هذا الخروج، كما أنها دعت “حزب الله” إلى تحييد بندقيته وعدم استخدامها في غير موضعها، وحتى اللحظة لم تعد العلاقة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وعن علاقة “حماس” بمصر، أكد هنية أن العلاقة مع مصر لم تنقطع نهائياً بل في تطور مستمر، وقد عملت الحركة مع كل الحكومات المتعاقبة في مصر، وهي بالنسبة لـ”حماس” ركن ثابت في إستراتيجيتنا، وقد شهدت العلاقة بين عامي 2013 و2016 فتوراً لكن الدفء عاد في الفترة الأخيرة.
وعن تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية في بريطانيا، قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس): إن القرار البريطاني استكمال لقرارهم السابق الذي منح “الإسرائيليين” الأراضي الفلسطينية، وعلى بريطانيا التراجع عن هذه الخطوة والقرار.
صواريخ “القسام”
وعن تطور صواريخ المقاومة، أكد هنية أن بداية هذا المشروع كانت عبارة عن طرق بدائية منذ عام 2001، واستمر العمل على تطوير هذه الصواريخ حتى استطاعت الوصول إلى عمق الأراضي المحتلة بعد أن كانت 3 كيلومترات فقط.
وأضاف أن الحرب التي شنت على قطاع غزة عام 2009 غيّرت المعادلة، حيث بدأت المقاومة العمل على امتلاك سلاح الردع متمثلاً في الصواريخ طويلة المدى، والسلاح الإستراتيجي مثل الأنفاق الهجومية والدفاعية، وسلاح مواجهات الدبابات والعربات العسكرية “الإسرائيلية” التي تتوغل داخل قطاع غزة.
ولخص هنية الحروب التي خاضها الاحتلال ضد قطاع غزة، حيث وصف الحرب الأولى التي شنت عام 2009 بالصمود، والثانية في عام 2012 بالتحدي، والثالثة 2014 بكسر هيبة الجيش “الإسرائيلي”، والرابعة عام 2021 ببروفة للتحرير الشامل، ومعركة “سيف القدس” ثبتت أن المقاومة في غزة لن تكون بمعزل عن التطورات في باقي الأراضي الفلسطينية.