تصاعدت جرائم الاحتلال الصهيوني في العام المنصرم بشكل لم يحدث منذ 20 عاماً، وفق مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بالتزامن مع تجديد مشيخة الأزهر الشريف العهد لمواصلة مواجهة تلك الجرائم في العام الجديد بعد عام حافل بالمواقف الأزهرية ضد الكيان الصهيوني، وفق بيان رسمي ومراقبين.
جرائم متصاعدة
وكشف مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في تقرير أمس الأحد، عن تزايد واضح في وتيرة هدم أذرع الكيان الصهيوني في القدس المحتلة لمنازل الفلسطينيين خلال عام 2021؛ حيث هدمت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة 132 وحدة سكنية في هذا العام، بالإضافة إلى هدم منزلي شابين فلسطينيين شرقي المدينة قبل أيام.
الاحتلال الصهيوني ضاعف وتيرة الهدم خلال العام الماضي
وأكد المرصد أن أذرع الكيان الصهيوني الخبيثة تشن حربًا ديموغرافية على القدس المحتلة وعلى مواطنيها الفلسطينيين مستهدفة تدمير حياة أكثر من 100 عائلة فلسطينية كل عام.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، هدمت قوات الاحتلال الصهيوني مبنى مكوناً من ثلاثة طوابق في العيسوية.
ونقل المرصد عن منظمة “عير عميم” الحقوقية، تسجيل عام 2021 أكبر عدد من عمليات هدم المباني في القدس منذ 20 عامًا، وثاني أكبر عدد من عمليات الهدم السكنية للفلسطينيين.
وتشير البيانات، وفق مرصد الأزهر، إلى تضاعف معدل هدم المنازل تقريبًا في النصف الثاني من عام 2021، وهي مدة الحكومة الصهيونية الحالية؛ حيث تم هدم 150 مبنى؛ منها 87 وحدة سكنية، و63 عمارة أخرى، بينما شهد النصف الأول من العام الماضي هدم 85 مبنى في القدس الشرقية، بما في ذلك 45 وحدة سكنية، و40 مبنى آخر.
كما واصلت آلة البطش الصهيونية هدمها لمنازل الفلسطينيين في بلدة سلوان؛ حيث هدمت منزل زوجين -حديثي الزواج- في منطقة البستان قرب المستوطنة وحديقة “مدينة داود” الاستيطانية، فيما يوجد 90 منزلًا آخر مهدد بالهدم من أجل توسيع الحديقة التي تديرها منظمة “إلعاد” اليمينية الصهيونية.
وأوضح المرصد أن سياسة الهدم في القدس الشرقية تعد جزءاً من سياسة صهيونية طويلة الأمد، حيث لا تسمح من ناحية بوضع مخططات بناء للأحياء الفلسطينية، ومن ناحية أخرى تقوم بهدم منازل ومصادرة الأراضي وتقييد الأراضي التي يُسمح بالبناء فيها، وبالتالي فإن الفلسطينيين بين مطرقة الاحتلال وسندانه.
وبحسب منظمة “بتسيلم” الحقوقية التي تمارس نشاطها في الأراضي المحتلة، فقد فَقَدَ 217 فلسطينيًا عام 2021 منازلهم، بينهم 108 قاصرين.
مرصد: حرب صهيونية ديموغرافية على القدس المحتلة
تجديد العهد
وفي إحصائية رسمية وصلت مراسل “المجتمع” بمناسبة انتهاء عام 2021، جدد الأزهر الشريف عهده بالاستمرار في تفنيد المزاعم الصهيونية باللغتين العربية والإنجليزية، مؤكداً أنه كانت ولا تزال القضية الفلسطينية من أكثر القضايا المحورية التي يضعها فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على رأس اهتمامات مؤسسة الأزهر، مدافعًا عنها في كافة المحافل الدولية والإقليمية من أجل مناصرة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة وطنه المستقل وعاصمته القدس، وذلك انطلاقاً من المسؤولية الدينية والتاريخية التي يتحملها الأزهر الشريف تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم.
وأوضح الأزهر أن الإمام الأكبر لم يترك مجالًا أو مناسبة إلا وذكّر بتلك الحقوق المشروعة خلال عام 2021، وحث على ضرورة إحياء القضية الفلسطينية في نفوس العقلاء والمنصفين حول العالم، وعقول الأجيال الناشئة؛ بالقراءة عنها والتعريف بها دومًا.
وأشار إلى أنه خلال العام الماضي اتخذت المشيخة العديد من المواقف الحاسمة ضد الانتهاكات الصهيونية، مستخدمة في ذلك أشد العبارات لمخاطبة المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته والتوقف عن اتباع سياسة الكيل بمكيالين، ومناصرة الحقوق الفلسطينية في وجه “الإرهاب الصهيوني”.
وأشار إلى أنه انطلاقًا من المسؤولية الإنسانية التي يتحملها الأزهر تجاه القضية الفلسطينية، تم خلال عام 2021 إرسال قافلتين إحداهما إغاثية والأخرى طبية، وذلك بتوجيهات من الإمام الأكبر لدعم الشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة لما يتحملونه من إرهاب صهيوني غاشم.
المشيخة تجدد العهد على استمرار مواجهة انتهاكات الصهاينة
كما حرص الأزهر على نشر الوعي والثقافة بالقضية الفلسطينية، ومن ذلك إطلاق أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ دورة متخصصة للأئمة والوعاظ المصريين في مايو 2021 تحت عنوان “القدس والحق التاريخي”، شارك فيها 100 واعظ و25 واعظة، التي استمرت فعالياتها لمدة أسبوع بنظام التعليم عن بُعد، واهتمت الدورة التدريبية برفع الوعي بأبعاد القضية الفلسطينية والتعريف بحقوق الشعب الفلسطيني الضاربة في أعماق التاريخ بجوانبها المتعددة؛ دينيًّا، وسياسيًّا، وأمنيًّا، ودعويًّا، وإعلاميًّا، وتربويًّا، واجتماعيًّا، وحضاريًّا.
وأبرز جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدوليّ للكتاب في دورته الـ52، في الفترة 30 يونيو- 15 يوليو 2021، الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وذلك من خلال تخصيص عدد من إصدارات هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر تنتصر لعروبة القدس وهويتها الإسلامية وتدحض المزاعم الصهيونية حولها وتدافع عن القضية الفلسطينية
كما دشن الأزهر حملة عالمية لتفنيد المزاعم الصهيونية باللغتين العربية والإنجليزية خلال عام 2021، بعنوان “القدس بين الحقوق العربية والمزاعم الصهيونية”، تضامنًا مع القدس والقضية الفلسطينية، فنَّد من خلالها المزاعم المغلوطة والأباطيل التي يروجها الكيان الصهيوني وتصدى لما يتم ترويجه من قبل الأذرع الإعلامية الصهيونية من شبهات ومزاعم مغلوطة حول القدس وعروبتها، خاصة بعد الأحداث التي شهدها وقتها حي “الشيخ جراح” في محاولة لتهويده عبر التهجير القسري لسكانه من الفلسطينيين وطمس عروبته والاستيلاء عليه.
وشدد الأزهر على أن اهتمامه بالقضية الفلسطينية خلال عام 2021، يعد امتدادًا لتاريخ أزهري طويل من الدعم والمساندة والتذكير بحقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأولى للعرب والمسلمين.