فرضت القيود المفروضة للحد من تفشي فيروس كورونا خلال عام 2020 ارتفاعاً في ظاهرة “الإسلاموفوبيا” على الإنترنت بمختلف أنحاء دول أوروبا.
جاء ذلك في تقرير بعنوان “الإسلاموفوبيا في أوروبا 2020″، أعده أنيس بيركلي، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة التركية الألمانية في إسطنبول، وفريد حافظ، الخبير السياسي من “مبادرة جسر” بجامعة جورج تاون الأمريكية، بمشاركة 37 أكاديمياً وخبيراً في تغطية 31 دولة أوروبية، وفق “الأناضول”.
وأفاد التقرير بتأثير وباء فيروس كورونا في أوروبا عام 2020 على “الإسلاموفوبيا”، إذ أدى التراجع القسري لمظاهر الحياة اليومية إلى تراجع الظاهرة جسدياً مقابل ارتفاع نسبتها على منصات التواصل الاجتماعي.
وأوضح التقرير أن غالبية الدول الأوروبية لا تسجل حوادث “الإسلاموفوبيا” كفئة منفصلة عن جرائم الكراهية، رغم أهمية تسجيل الجرائم المعادية للمسلمين كفئة منفصلة عن جرائم الكراهية للكشف عن نسبتها الحقيقية ووضع إستراتيجيات لمكافحتها.
وأضاف أن 12% فقط من المسلمين في الاتحاد الأوروبي، ممن تعرضوا للتمييز الديني، يبلغون السلطات بالحوادث التي يتعرضون لها.
كما نشر التقرير إحصاءات ظاهرة “الإسلاموفوبيا” في عدة دول أوروبية خلال عام 2020، على النحو التالي:
النمسا:
تم توثيق 812 جريمة كراهية ضد المسلمين في النمسا عام 2020؛ أي بنسبة زيادة تتجاوز 100% عن عام 2019 الذي بلغت فيه عدد الحالات 385 فحسب.
وبسبب الجائحة، ارتفع عدد جرائم الكراهية عبر الإنترنت في النمسا، حيث تم توثيق 3215 حالة عام 2020، مقارنة بتوثيق 1822 رسالة كراهية رقمية في عام 2019.
ألمانيا:
تم تسجيل 901 جريمة معادية للإسلام من قبل مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية في ألمانيا خلال عام 2020.
كما شهدت البلاد 18 مظاهرة مناهضة للإسلام، نظمتها حركة “أوروبيون ضد أسلمة الغرب” (بيغيدا) العنصرية في العام نفسه.
ومن بين 8585 جريمة كراهية تم تسجيلها في ألمانيا في عام 2020، كان بينها 950 جريمة كراهية للإسلام.
فرنسا:
تم تسجيل 235 جريمة معاداة للإسلام في عام 2020، مقارنة بتسجيل 154 حالة في عام 2019، أي بزيادة بلغت نحو 14%.
ووفق أحدث دراسة أجرتها “اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان” (رسمية) ارتفعت نسبة الجرائم المعادية للإسلام عام 2020 بنسبة 77% عن عام 2019.
بلجيكا:
وفقًا لإحصاءات في بلجيكا، فإن 90.6% من حالات “الإسلاموفوبيا” المسجلة عام 2019 تم القيام بها ضد النساء، مسجلة بذلك ارتفاعاً بنسبة 75% عن عام 2018.
ووفق التقرير، فإن 26.3% من حالات “الإسلاموفوبيا” كانت مرتبطة بالعمل، وتم تسجيل 48% منها في العاصمة بروكسل، و23% في والونيا، و4% في فلاندرز.
الدول الإسكندنافية:
وفق إحصاءات رسمية في الدول الإسكندنافية، فإن النساء المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب يقومن بإرسال طلبات الحصول على عمل بنسبة 60% أكثر من النساء الدنماركيات البيض.
وفي فنلندا، ارتفعت عدد حالات التحريض العرقي في عام 2019 إلى 105 حالات مقارنة بـ34 في العام السابق عليه، كانت غالبية الضحايا من المسلمين.
وبسحب التقرير، فإن 72% من جرائم الكراهية المسجلة في فنلندا كانت مرتبطة بالخلفية العرقية، و14% تتعلق بالخلفية الدينية.
إسبانيا:
في عام 2019، زادت جرائم الكراهية في البلاد بنسبة 6.8% مقارنة بالعام 2018.
كما تم تقديم 1706 شكاوى بشأن جرائم الكراهية عام 2019، بينها 66 حالة متعلقة بالدين، و515 متعلقة بالعنصرية وكراهية الأجانب.
بريطانيا وإيرلندا:
ارتفعت جرائم الكراهية المدفوعة دينياً في بريطانيا بأكثر من 30% خلال عام 2020 مقارنة بالعام السابق عليه.
وبين التقرير أن المسلمين وعائلاتهم هم أكثر عرضة لجرائم الكراهية بنسبة 4 أضعاف من المسيحيين.
وفي عام 2019، تعرض المسلمون لنسبة 14% من حالات الجرائم المبلغ عنها، و14% من حالات التمييز، كما تم استهدافهم بخطاب الكراهية في 45 مناسبة تم الإبلاغ عنها في إيرلندا.
ليتوانيا وبولندا:
في عام 2020، تم تسجيل 47 جريمة جنائية ضد قانون تساوي الأشخاص في الحقوق وحرية الوجدان في ليتوانيا.
وفي بولندا، في العام نفسه، باشرت الشرطة 557 إجراءً في قضايا جرائم الكراهية، استُهدف المسلمون في 14 حادثة منها.
كما تم ربط عرق الفئة المستهدفة بالإسلام في 44 حالة من جرائم الكراهية في البلاد، وخاصة ضد العرب والأتراك.