كثيرة هي الأمنيات والآمال التي يتطلع لتحقيقها الشعب الفلسطيني، الذي يخوض معركة التحرير مع الكيان الصهيوني منذ 73 عاماً، ومع انقضاء عام 2021 الذي شهد أشرس حرب عدوانية على غزة، وتصاعد حرب التهويد والاستيطان في الضفة الغربية المحتلة ومحاولات الاستيلاء الكاملة على القدس ومقدساتها بالتهويد والتهجير والتدنيس المستمر للمسجد الأقصى المبارك، يأمل الفلسطينيون أن يحمل العام الجديد بشريات النصر على الصهاينة من خلال الاستمرار في معركة التحرير، والاشتباك مع الاحتلال في كافة
“حماس”: الاحتلال سيعمل على إخراج غزة من دائرة الصراع ويجب إنهاء كل ملحقات اتفاق أوسلو
الميادين، وتشكيل قيادة وطنية موحدة تؤمن بالتحرير وتطوي صفحة الاتفاقيات مع الاحتلال التي استغلها في تنفيذ مخططاته للعدوان والاستيلاء على ما تبقى من الأرض الفلسطينية.
في هذا الاستطلاع، تسلط “المجتمع” الضوء على أمنيات وآمال قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية للعام الجديد، وما طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني في كل الجبهات في هذا العام، وكيف ستدير المقاومة الوضع مع هذا العدو، الذي يحاول بكل أدواته تصفية القضية الفلسطينية.
حول ذلك، يقول القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) د. يحيى موسى: إن العامل الفلسطيني في العام الجديد العامل الحاسم في الصراع مع العدو الصهيوني، وهذا يتطلب أن يكون هناك قيادة وطنية تؤمن بالتحرر، ضمن مؤسسة جامعة تقود المعركة التحررية والعودة، ولن يكون هناك تغيرات في الحالة الوطنية الفلسطينية بدون تلك القيادة الموحدة.
وأشار موسى إلى أن غزة تمثل حالة مهمة في الحالة الفلسطينية ولا توجد قيادة وطنية رسمية حاملة لتضحيات ومعاناة ومقاومة أهل غزة وانتصاراتها، ولذا يجب أن يكون الشعب الفلسطيني سيد نفسه بحيث يختار قيادته بطريقة ديمقراطية ووطنية لخدمة عملية التحرير، وإنهاء هذا الاحتلال.
وبين موسى أن العدو الصهيوني هزيمته على يد المقاومة ليست مستحيلة، ولكن تحتاج لكل الشعب الفلسطيني للمشاركة في هذه المعركة، والأمة لن تخذلنا، لافتاً إلى أن اتفاقية أوسلو كانت أكبر خذلان للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن المعادلة الموجودة في الضفة المحتلة أنه ما دامت جرائم الاحتلال وقراراته العنصرية في ازدياد، وما دام يوغل في اغتصاب الأرض الفلسطينية؛ أمر طبيعي أن تزداد وتيرة المقاومة بكل أنواعها.
“الجهاد الإسلامي”: الضفة المحتلة تعيش حالة انبعاث جديدة للمقاومة التي تستنزف الصهاينة
وأوضح موسى أن الاحتلال يحاول أن يحيِّد غزة ويخرجها من دائرة الصراع من خلال أدوات الحصار والعدوان الصهيوني، وخلق أزمات فيها.
المؤامرة ستستمر
من جانبه، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل: إن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة حساسة وخطيرة، والمؤامرات ما زالت تحاك ضدها بهدف تصفيتها، حيث لم تنته عملية تطبيق “صفقة القرن”، التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، وما زالت فصولها مستمرة من خلال هذه الهجمة الاستيطانية المسعورة التي يرتكبها العدو الصهيوني تحديداً في القدس والضفة المحتلة، خاصة وأن العدو لا يكترث بالمجتمع الدولي ولا بالاتفاقيات.
وأشار المدلل إلى أن التطبيع شجع الصهاينة على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، وكذلك استمرار التشبث باتفاقيات أوسلو من قبل السلطة الفلسطينية يعطي الشرعية للعدو الصهيوني للاستمرار في تغوله.
وأكد المدلل أنه أمام هذه الجرائم هناك حالة انبعاث جديدة للمقاومة الفلسطينية، وهو ما أكده مقاومونا في الضفة المحتلة، من خلال العمليات البطولية الأخيرة التي أوجعت العدو حيث أيديهم على الزناد، وتبين زيف كل الاتفاقيات مع الاحتلال.
وبين المدلل أن العام الجديد سيحمل فيه أهلنا في الضفة مبادرة المقاومة للعدو الذي لا يفهم إلا لغة المقاومة، وستصبح الضفة والقدس ساحة الاشتباك الحقيقية مع العدو الصهيوني، لافتاً إلى أن قدرنا كشعب فلسطيني أن نكون رأس حربة في مواجهة المشروع الصهيوني الاستيطاني التهويدي، وهذا الدور تقوم به المقاومة لإسقاطه، من خلال العمليات الفدائية.
“الجبهة الديمقراطية”: يجب رفع كلفة الاحتلال واستنهاض الحالة الوطنية وطي الانقسام
وبين في الوقت ذاته أن استمرار العمليات البطولية في الضفة المحتلة تعطي لدينا الأمل أن العدو الصهيوني يعيش حالة استنزاف في هذه المرحلة، مشيراً إلى أن العلاقة مع العدو الصهيوني علاقة التضاد والصراع المستمر، لأن هذه الأرض أرضنا، والقدس قدسنا، والأقصى أقصانا.
وأكد أنه أمام تقدم وتطور أدوات المقاومة نستطيع القول: إن هناك حالة مقاومة تكاملية بين غزة والقدس والضفة وأراضي فلسطين المحتلة 1948، الشعب كله في حالة حراك مقاوم في وجه الاحتلال الذي يعيش أسوأ مراحل حياته على أرض فلسطين منذ النكبة عام 1948، فهو يعيش هاجساً وجودياً وهاجساً أمنياً؛ لأن الاحتلال فشل في كسر إرادة صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني التي صنعت توازنات جديدة مع العدو.
وقال: انتهى اليوم الذي لا يرد الشعب الفلسطيني على القتل بالقتل والقصف بالقصف والنار بالنار، هذا الزمن ولى أمام المقاومة الفلسطينية بكل أذرعها العسكرية، موضحاً أن المجتمع الصهيوني لم يعد يتحمل ضربات المقاومة بعد معركة “سيف القدس”، فما بالكم حين تشتعل المقاومة في الضفة المحتلة، لا خيار أمام الشعب الفلسطيني سوى استمرار المقاومة بعد فشل كل الخيارات مع العدو الصهيوني.
وأضاف المدلل أن المرحلة القادمة خاصة العام المقبل سيشهد حالة مواجهة كبيرة جداً، ولن يستطيع العدو ومن معه الدفاع عن أنفسهم، ولن تحميهم من أدوات المقاومة.
وأشار المدلل إلى أن المستقبل يحمل الكثير من المفاجآت، حيث لم تعد القضية الفلسطينية على سلم أولويات واشنطن، وأوروبا تحاول تأخذ دوراً، والاحتلال يبحث عن حلفاء جدد، لافتاً إلى أن المفاجآت الكبرى ستحدث إذا أقدم الصهاينة على شن عدوان جديد على المنطقة، وزوال هذا الاحتلال حتمي، مبيناً أن الاحتلال الصهيوني فشل في اختراق الوعي العربي، وهو يعيش حالة إرباك عسكرية، داعياً إلى الاصطفاف الحقيقي للأمة لتصبح القضية الفلسطينية قضية الأمة جمعاء.
“المبادرة الوطنية”: نأمل أن يكون 2022 عام نهوض لحركة التضامن الدولية وعزل الاحتلال
بناء شراكة وطنية مقاومة
من جهته، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة أنه لا خيار أمام الشعب الفلسطيني خلال عام 2022 سوى الاستفادة من السنوات التي مضت بإجراء مراجعة جدية للحالة الوطنية الفلسطينية.
وقال: علينا إزالة كل العقبات التي تعترض المعركة مع الاحتلال، وفي مقدمتها إنهاء الانقسام الداخلي، من خلال حوار شامل بما يمكن من بناء مؤسسات وطنية على قاعدة الشراكة الوطنية، ضمن برنامج وطني وإستراتيجية موحدة، لمواجهة مخططات التصفية للقضية الفلسطينية، التي ستزداد شراسة في العام الجديد، في ظل عمليات الاستيطان والتهويد والتهجير والقتل والإعدامات الميدانية واستمرار الحصار على قطاع غزة.
وأكد أبو ظريفة أنه يجب رفع فاتورة كلفة الاحتلال الصهيوني في العام الجديد، من خلال استنهاض كل مقومات الصمود والمقاومة، داعياً لأن يكون الأداء الفلسطيني الحاسم في إدارة الصراع مع الاحتلال الصهيوني في ظل تقاعس المنظومة الدولية وتراجع الدور الأمريكي.
عام النهوض لحركة المقاطعة الدولية
في سياق متصل، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي: إنه من المتوقع أن يحتدم في العام الجديد النضال الفلسطيني ومقاومة الاحتلال الذي لا يوفر فرصة لمحاولة مصادرة كل حقوق الشعب الفلسطيني، مضيفاً أن العام القادم عام مقاومة، ونأمل أن يكون عام وحدة وينتهي هذا الانقسام البغيض، على أساس كفاحي مقاوم، وأن تجرى الانتخابات الحرة النزيهة، راجياً أن يكون العام الجديد عام نهوض لحركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني، ومقاطعة الاحتلال بسبب ممارساته العنصرية ضد الشعب الفلسطيني، التي ما كانت لتحدث لولا الصمت المريب من المجتمع الدولي.
وأكد البرغوثي أن الشعب الفلسطيني يشتبك مع هذا الاحتلال في كل الميادين، ولن تتوقف المقاومة حتى إنهاء هذا الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وهذا يتطلب نصرة ودعم الأمة العربية ونبذ التطبيع.