دشنت الجهات الثلاث المعنية بالملف الديني بمصر فعاليات جديدة في إطار إستراتيجية مشتركة لمكافحة ارتفاع نسب الطلاق بمصر، والتصدي للتفكك الأسري المتصاعد.
وأعلن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية، مطلع العام الحالي، التنسيق المشترك من أجل إدارة حوار مجتمعي حول مخاطر التسرع في الطلاق.
نحو أسرة آمنة
أطلق الأزهر الشريف عبر الأمانة العامة للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية حملة توعوية موسعة إلى جميع محافظات مصر، يشارك فيها وعاظ وواعظات الأزهر، وتستمر فعالياتها على مدار شهر كامل، حتى فبراير المقبل، تحت عنوان “نحو أسرة آمنة ومجتمع مستقر”.
ووفق بيان رسمي وصل مراسل “المجتمع”، فإن شيخ الأزهر د. أحمد الطيب وجه بالتركيز على برامج التوعية للأسرة المصرية؛ واستجابة لحاجة المجتمع إلى مثل هذه اللقاءات التوعوية المهمة التي تمثل نتائجها طريقًا للوصول إلى مجتمع مستقر ينعم بالسلام بين جميع أفراده.
وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية نظير عيّاد، في تصريحات رسمية: إن الحملة تأتي في إطار جهود الأزهر الشريف للمحافظة على الأسرة المصرية وحمايتها من كل محاولات العبث باستقرارها.
وتستهدف الحملة الاهتمام بقضايا الأسرة المتنوعة باعتبارها المكون الرئيس للمجتمع وبقدر تماسكها وترابطها يكون المجتمع قويًا، خاصة في توقيت تعاني فيه الأسرة بعضًا من المشكلات والعقبات؛ نتيجة لغياب الدور الرقابي والتوجيهي لأرباب الأسر، مما أنتج بعضًا من المشكلات المجتمعية، وفق بيان الأزهر الشريف.
ويقوم بالحملة وعاظ وواعظات الأزهر من خلال اللقاءات المباشرة مع الناس في مختلف أماكن تواجدهم، إضافة إلى الرسائل الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الرسمية، والموقع الإلكتروني لمجمع البحوث الإسلامية على بوابة الأزهر الإلكترونية.
مذكرات تفاهم وتحركات
وعلى التوازي، نظمت وزارة الأوقاف كذلك الدورة الأولى المتخصصة في مجال الأحوال الشخصية لعدد 80 واعظاً وإماماً وواعظة في إطار التوعية بمخاطر التسرع في الطلاق، ومعالجة أسبابه وطرق علاجه، وبيان الآثار السلبية المترتبة عليه، والأحكام الفقهية المتعلقة به.
ومن المقرر خلال الفترة المقبلة تشكيل لجان إفتائية، ومصالحة أسرية في القاهرة الكبرى، تختص بالتوعية ضد مخاطر الطلاق.
وكانت وزارة الأوقاف ودار الإفتاء وقعا مؤخراً مذكرة تفاهم مع المستشار عمر مروان، وزير العدل، بغرض تدريب للأئمة والمأذونين على طرق الاستقرار الأسري والمجتمعي، والحد من ظاهرة الطلاق.
وتضمن الاتفاق الاستمرار في عقد دورات تدريبية لجميع المأذونين في كافة أنحاء الجمهورية خلال مدة زمنية لا تتجاوز 6 شهور لتدريب ألف مأذون شهريًّا تنتهي في يونيو 2022، على أن يشمل التدريب الجوانب القانونية والدعوية والفقهية.
ونظمت الوزارة مع المجلس القومي للمرأة بمصر قبل أيام دورة “سكن ومودة” بمشاركة مائة إمام من أئمة محافظة بني سويف جنوب العاصمة القاهرة بهدف بيان أهمية الاستقرار الأسري، وحقوق كل من الزوجين على الآخر، وبخاصة للمتزوجين حديثًا والمقبلين على الزواج.
لجان مختلفة
ويمتلك الأزهر الشريف وحدة “لم الشمل” دشنها شيخ الأزهر، في 16 أبريل 2018، كوحدة متخصصة لحل الخلافات والنزاعات الأسرية، والمواريث، سواء كانت خلافات مالية أو اجتماعية.
ووقع الأزهر الشريف ممثلاً في الوحدة التابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية مذكرات تفاهم مع وزارتي الشباب والرياضة والهجرة والمجلس القومي للمرأة، بهدف حماية الأسرة المصرية من خطر التفكك.
وتمتلك دار الإفتاء المصرية كذلك لجنة للإرشاد الزواجي.
وتعمل وزارة الأوقاف، منذ أكتوبر الماضي، على تفعيل مبادرة سكن ومودة لتأهيل الوعظات والأئمة للتصدي لظاهرة الطلاق.
وكشفت إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري (جهة رسمية) عن وصول قرابة 40% من المتزوجين الجدد إلى مرحلة الطلاق في السنوات الخمس الأولى من الزواج.