حضور لافت للهوية الإسلامية وعناوين الوسطية والحضارة تحت لواء الأزهر الشريف في معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي بدأت نسخته الـ53، في 27 يناير وتستمر حتى 7 فبراير، عبر جناح خاص تناغمت فعالياته وكتبه وندواته، مع اختيار العلامة الراحل شيخ الأزهر الأسبق حسن العطار كشخصية مميزة للجناح تعبر عن هويته الإسلامية في ظل رفع المعرض شعار “هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل”.
أركان متنوعة لحماية الهوية والوسطية وتحصين الشباب
أركان متنوعة
ويضم جناح الأزهر مجموعة من الأركان المتنوعة التي تغطي مختلف احتياجات رواد معرض الكتاب من أجل التعريف بالحضارة الإسلامية والترغيب في الاعتدال ومواجهة الشبهات والانحرافات.
وأكد الأزهر، في بيان رسمي، أن مشاركته في المعرض تأتي أيضاً انطلاقاً من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في الحفاظ على كيان الأسرة والمجتمع وتحصين الشباب من الأفكار المنحرفة ونشر الفكر الإسلامي الوسطي الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويتكون الجناح من ركن الفتوى، وركن مرصد الأزهر، وركن بيع الكتب، وركن الخط العربي، وقاعة الندوات، وبانوراما الأزهر، ومتحف المخطوطات، والمركز الإعلامي، ومكان لعرض شخصية الجناح والتعريف بها، وجناح جامعة الأزهر، ومنطقة للأنشطة الفنية وأنشطة متنوعة، وقاعة لكبار الزوار.
وتشارك مختلف قطاعات وهيئات الأزهر ومراكزه البحثية بمئات الإصدارات العلمية والكتب باللغة العربية واللغات الأجنبية وأنشطة متنوعة بالمعرض، ومنها هيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث الإسلامية، وجامعة الأزهر، وقطاع المعاهد الأزهرية، ومركز الفتوى، ومرصد الأزهر، والجامع الأزهر، ومكتبة الأزهر، والمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، ومركز الترجمة، ومكتب إحياء التراث.
وخصص الجناح علماء من الأزهر والواعظين والواعظات للإجابة عن أسئلة الجمهور ورواد الجناح في المسائل الفقهية المختلفة.
ركن للفتاوى وندوات تعالج أمور التراث والحرية
الشيخ حسن العطار
ويحتفي الجناح هذا العام بالعلامة الراحل الشيخ حسن العطار، شيخ الأزهر الراحل، بعد أن قرر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اختياره ليكون “شخصية الجناح” لهذا العام.
ويأتي الاختيار، وفق مراقبين، موافقاً لشعار المعرض عن الهوية، حيث يعتبر الشيخ العطار أحد قامات الأزهر وشيوخه، وعلماً من أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث، والشيخ السادس عشر في قائمة شيوخ الأزهر، حيث تولى المشيخة في الفترة من عام 1930م وحتى وفاته في 22 مارس 1935م.
ندوات ثقافية
ويقيم الجناح الأزهري ندوات ثقافية، ووجبة فكرية وثقافية دسمة لرواد المعرض من خلال مشاركة أبرز الكتَّاب والمفكرين والمثقفين وقادة الرأي والشخصيات المؤثرة والفاعلة في المجتمع.
ومن الندوات التي جرى تنظيمها منذ الافتتاح في 27 يناير، ندوة “التراث بين التجديد والتقديس”، وندوة “الحرية.. مفاهيم وضوابط”، التي يتم بثها مباشرة إلكترونياً مع ترجمة للغة الإشارة بالتعاون مع المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة بمصر.
الشيخ العطار شخصية الجناح كعلم للفكر الإسلامي
الأطفال حاضرون
واهتم الجناح هذا العام بشكل كبير بأنشطة الأطفال، وهو ما ظهر كعامل جذب للجمهور، في ظل انطلاق إجازة منتصف العام في المدارس بمصر.
ونظم الجناح للأطفال أنشطة تفاعلية وقراءة في مجلات “نور” المتخصصة في مجال الأطفال وإصدارات المنظمة العالمية لخريج الأزهر، وزيارة ركن الأنشطة الفنية والمشاركة في بعض الأنشطة والتعلم من النحاتين والخطاطين والرسامين.
وأصدر الأزهر سلسلة “من القصص القرآني”، للأطفال بمناسبة المعرض.
وتستهدف سلسلة “من القصص القرآني” تقديم النموذج والمثل الأعلى للأطفال، ليكونوا لهم قدوة؛ من خلال إبراز ما تحتويه تلك القصص من عبر وعظات، وما تتضمنه من دعوة إلى الخير والعطاء وإعمار الأرض؛ وليجدوا في هذا القصص معاني الأمل والعزم والصبر، ومقابلة السيئة بالحسنة، ومواجهة الشر بفعل الخيرات.
كما نظم الجناح عروضاً فنية لمجموعات من الأطفال وإنشاداً دينياً وعروض مسرح العرائس، وقدم الأطفال أداء متميزاً في العروض المسرحية التي تقدمها لزوار الجناح من مواد علمية وثقافية مبسطة وجذابة.
مصحف “برايل”
وعرض الأزهر هذا العام نسخة تجريبية من مصحف الأزهر الشريف بطريقة “برايل” في الجناح الأزهر لدعم المكفوفين وضعاف البصر.
وتعد النسخة التجريبية من المصحف باكورة التعاون المجتمعي بين المبصر والكفيف في حفظ وقراءة القرآن الكريم.
وقال الأزهر، في بيان له: إن هذه الخطوة من الأزهر تأتي إيماناً بضرورة رعاية ذوي القدرات الخاصة والمكفوفين وامتدادًا لرسالة الأزهر الشريف في نشر القرآن الكريم وعلومه.
وتتميز المصاحف المطبوعة بطريقة “برايل” بأنها لا تطبع بحجم صغير مثل المصاحف العادية، حيث إن طريقة “برايل” تحتاج إلى مساحة أكبر وورق مقوى وسميك من نوع خاص، حتى تكون النقاط واضحة وبارزة بحيث يمكن قراءتها بالأنامل بسهولة.
إصدارات فكرية متنوعة لتسليط الضوء على الحضارة الإسلامية
إصدارات فكرية
وتعالج إصدارات جناح الأزهر أبرز القضايا الفكرية المهمة التي تشغل بال الباحثين وطلاب العلم، وتواجه المفاهيم المغلوطة، وتناقش الظواهر والقضايا المعاصرة وقضايا الأمة العربية والإٍسلامية.
ويقدم جناح الأزهر هذا العام لزواره كتاب “الفقيه والمعمار.. دراسة حول أثر الفقه في العمران الإسلامي في مصر”، لأستاذ الآثار والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر د. محمد علي عبدالحفيظ.
وبحسب بيان رسمي، يمثل الكتاب اتجاهًا جديدًا في دراسة التراث العمراني للحضارة الإسلامية، ويكشف عن نصوص فقهية جديدة تتعلق بفقه العمران وعن نماذج تطبيقية جديدة من العمائر الإسلامية المصرية، ويبرز أهمية التكامل بين العلوم البينية المختلفة لإظهار الوجه المشرق للحضارة الإسلامية.
الوافدون يشاركون
وتنوعت مشاركات الوافدين من دول إسلامية عديدة للجناح، ومن بينهم الطالب أكرم عابد جانوف، الطالب بمعهد البعوث الإسلامية للوافدين.
وجانوف جاء من مدينة طشقند عاصمة أوزبكستان، ليلتحق بالأزهر الشريف، بِناء على توصية من معلمه ديلمراد علي ماردانوف، الذي تخرج في معهد الإمام البخاري بأوزبكستان.
وأكد الطالب جانوف، في تصريحات صحفية، أن الأزهر أثار في نفسه الشغف والحب لهذه المؤسسة العريقة، وجعله يتعلم اللغة العربية ويشرع في حفظ القرآن الكريم وأحكام التجويد والتلاوة، فحفظ في أوزبكستان ثلاثة أجزاء من القرآن سماعاً، وعندما وجد في نفسه القدرة على التحدث بالعربية وفهمها قرر المجيء إلى مصر والالتحاق بالمؤسسة التي لطالما حلم بالانتماء إليها والدراسة فيها والتعلم على يد علمائها وشيوخها.