يرصد العلماء زيادة في عدد الإصابات بسلالة فرعية من متحور فيروس كورونا “أوميكرون”، تُسمى “السلالة الشبح” ويتأهبون جراء تحقيقها انتشاراً واسعاً في أجزاء من القارة الأوروبية وآسيا التي تسجل دول فيها قفزات هائلة في أعداد الإصابات بالفيروس، وفق “رويترز”.
تقف السلالة أوميكرون شديدة العدوى التي يُعرف الشكل الأكثر شيوعاً منها باسم “بي.إيه.1” وراء جميع الإصابات بالفيروس تقريباً على مستوى العالم.
لكن السلالة الفرعية من متحور “أوميكرون” التي باتت تُعرف بـ”بي إيه 2″، بدأت تحل محل “أوميكرون” في أجزاء من أوروبا وآسيا، وفقاً للعلماء.
فيما يلي هذا ما نعرفه إلى الآن عن هذه السلالة الفرعية من المتحور “أوميكرون”.
السلالة الشبح
تقول منظمة الصحة العالمية: إن دولاً عدة حول العالم سجلت في الآونة الأخيرة زيادة في الإصابة بـ”السلالة الشبح”.
فبالإضافة إلى “بي.إيه.1” و”بي.إيه.2″، تضع منظمة الصحة العالمية على قوائمها سلالتين فرعيتين أخريين تحت مظلة أوميكرون، هما: “بي.إيه.1.1.529″، و”بي.إيه.3″، وجميع هذه السلالات ذات صلة وثيقة جينياً، لكن كلاً منها تظهر عليها تحورات يمكن أن تغير الكيفية التي تعمل بها.
تريفور بيدفورد، وهو عالم فيروسات في مركز فريد هاتشينسون للسرطان الذي يرصد تطور فيروس كورونا، قال على “تويتر” يوم الجمعة 29 يناير الجاري: إن “السلالة الشبح” مسؤولة عن 82% من الإصابات في الدنمارك، 9% في بريطانيا، و8% في الولايات المتحدة.
هذه الأرقام التي ذكرها بيدفورد استند فيها إلى تحليله للبيانات المتسلسلة من قاعدة بيانات مبادرة “جي.آي.إس.إيه.آي.دي”، وإحصاء الإصابات من مشروع “أوار ويرلد إن داتا” (عالمنا في البيانات) بجامعة أكسفورد.
تُعد النسخة “بي.إيه.1” من السلالة أوميكرون أسهل نسبياً في تتبعها من السلالات السابقة، ويرجع هذا إلى أن “بي.إيه.1” لا يوجد بها واحد من ثلاثة جينات يستهدفها اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل “بي.سي.آر”.
لكن ليس في سلالة “الشبح” نفس الجين المستهدف المفقود، وعوضاً عن ذلك يرصدها العلماء بنفس الطريقة التي رصدوا بها السلالات السابقة ومن بينها دلتا، وذلك بتتبع الخرائط الجينية “الجينوم” للفيروسات.
هل “السلالة الشبح” أكثر عدوى؟
تشير تقارير إلى أن “السلالة الشبح” قد تكون أكثر عدوى من “بي.إيه.1” الشديدة العدوى بالفعل، ولكن لا يوجد دليل حتى الآن على أنه من المرجح أن تقاوم حماية اللقاحات.
يقدر مسؤولو الصحة الدنماركيون أن قابلية سلالة “الشبح” للانتشار قد تكون أكثر مرة ونصف من “بي.إيه.1″، وذلك استناداً إلى بيانات أولية، على الرغم من أنها لا تسبب أعراضاً مرضية أخطر على الأرجح.
في إنجلترا، يشير تحليل أولي لتتبع المخالطين، من 27 ديسمبر 2021 حتى 11 يناير 2022، وأجرته وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، إلى أن نسبة انتقال العدوى في المنزل أعلى بين المخالطين لمصابين بالنسخة “الشبح”، إذ تبلغ 13.4% مقارنة مع 10.3% في سلالات “أوميكرون” الأخرى.
لكن لم تعثر الوكالة البريطانية على أي دليل على وجود اختلاف في فعالية اللقاحات تجاه هذه السلالات، وفقاً للتقرير الصادر في 28 يناير 2022.
من جانبها، قال د. إيجون أوزير، وهو خبير الأمراض المعدية بكلية طب فاينبرغ بجامعة نورث وسترن في شيكاغو: إن هناك سؤالاً مهماً؛ وهو: هل يحصل من أصيبوا بالسلالة الفرعية “بي.إيه.1” على حماية من السلالة الفرعية “بي.إيه.2″؟
وأضاف أن هذا السؤال مثار اهتمام في الدنمارك، حيث سجلت بعض الأماكن إصابات كثيرة بالسلالة الفرعية “بي.إيه.1” وتُسجل إصابات متزايدة بالسلالة الفرعية “بي.أيه.2”.
وأوضح أن النبأ السار هو أن اللقاحات والجرعات التنشيطية منها ما زالت تقي الناس من دخول المستشفيات ومن الموت.