أصدر د. إبراهيم أبو محمد، المفتي العام للقارة الأسترالية، بياناً بشأن محاولات النيل من الأزهر وإمامه الأكبر، قال فيه:
أولاً: يؤكد سماحة المفتي للمسلمين في أستراليا والعالم الإسلامي كله الحقائق التالية:
1- أن مناهج الأزهر ومجالس شيوخه هي التي فتحت عيون علماء العالم الإسلامي على فهم كتاب الله وسُنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعن طريق مناهجه وشيوخه أدرك العالم قيمة منهج الإسلام رسالة ورسولاً، وعلى متون تلك المناهج تعرفت الدنيا بكل أبنائها على تاريخ أمتنا وحضارتها ورجالها وأبطالها ومن صنعوا لها المجد.
2- من علوم الأزهر أخذت المعايير الحقيقية التي يقيس الناس بها نبض الحياة، ويعرفون بها مقياس الصواب والخطأ، ليس فقط على مستوى السلوك الفردي فيما يجوز وما لا يجوز، وإنما معيار الصواب والخطأ الحضاري والثقافي للأمم والشعوب والمجتمعات الإنسانية.
3- أكدت حقائق التاريخ وشهادة الواقع بأن الأزهر منذ نشأته يمثل الفكر الإسلامي الأصيل، وهو قبلة المسلمين العلمية، والأزهر بعلمائه وشيوخه هو المأمون على دين الله عقيدة ولغة وثقافة.
ولا يمكن لجهة أو هيئة في أي مكان في العالم تستهدف التأصيل العلمي وتبحث عن صحة الرواية وسلامة التوثيق إلا ويكون لها علاقة وثيقة بالأزهر الشريف جامعاً وجامعة.
4- ظل الأزهر لما يزيد على ألف عام هو الحارس الأمين والمأمون على سلامة وصحة فكر الإسلام الصحيح، وعلى نظافة وجدان المسلمين وعقولهم في كل بقاع الأرض من طوفان الغلو والتطرف والتعصب الأعمى والتأويل الفاسد، والإرهاب المجنون، فكيف يسمح لفئة إعلامية ضالة وجاهلة أن تنتهك حرماته وتتهمه وتحاول النيل من أعلى موقع فيه؟
5- نؤكد في هذا البيان أن الهجوم على الأزهر والتطاول على شيخه، والتعريض بدوره ومنهجه وعلمائه ورموزه، إنما هي محاولة لتقزيم مصر وحرمانها من الحضور الحي والتأثير في المحيط الإقليمي والدولي، وإسقاط وتفريط ليس للأمن القومي المصري فقط، وإنما هو إسقاط وتفريط لأمن الأمة ثقافة وحضارة وتاريخاً ورجالاً ومؤسسات.
وهذا في حد ذاته يشكل عاراً وطنياً وقومياً وهزيمة ثقافية وحضارية تُسَلِّم -في خذلان- أشد حصون عقيدتنا وثقافتنا لعدو يخطط لاختراق أجهزة المناعة الثقافية ويسعي لتجريدنا دوماً مما تبقى لأمتنا من كل وسائل التحصين التي سقطت، ولم يتبق منها على الأرض وفي قلوب الناس وعقولهم غير الأزهر.
6- يعلن سماحة أ.د. إبراهيم أبو محمد، المفتي العام للقارة الأسترالية، إدانته للتطاول السخيف والعبث المحموم والمفضوح الذي تم بمعرفة مذيع فاقد للمصداقية والمروءة حين استضاف صغيراً من صغار القوارض للحقيقة، ودعياً في الثقافة، ودخيلاً على طلاب العلم، ليعرض بأكبر الرموز (فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر) الذي يمثل رأس الهرم وأعلى قيمة علمية في العالم الإسلامي كله.
7- ومعلوم للجميع أن د. أحمد الطيب ليس مقصوداً لذاته، وإنما هي حلقة في سلسلة تتعرض لها أعرق مؤسسة في مصر وهي مؤسسة الأزهر من خلال ظاهرة التطاول الإعلامي على ثوابت الإسلام والتشكيك في مصادره ومحاولات النيل من حصونه، وفي مقدمتها الأزهر ومناهجه الدراسية، وشيخه ورموز علمائه.
ونتساءل: لصالح من تهدمون الحصون؟ وكيف يسمح لإعلام الغواية والفتنة أن يمارس دور الخيانة بالدعوة إلى هدم الحصون؟ ومن هو هذا الذي يدفع للطبال والزمار في تلك الحملة المشؤومة؟
واختتم مفتي القارة الأسترالية بيانه قائلاً: برغم كل المحاولات الفاشلة، سيبقى الأزهر الشريف هو المصدر والمرجعية، وبيت الخبرة الكبير الذي يحصن الجميع بعطاياه الفكرية، ضد العنف والإرهاب، ويقيم للثقافة والفكر والمعرفة ميزان العدالة والاستقامة.
حفظ الله مصر ممن يمكرون بها، وحفظ لمصر أزهرها بشيوخه وعلمائه ليظلوا حصناً واقياً وسداً منيعاً وسنداً علمياً وثقافياً لمصر وللعالم الإسلامي من كل موجات الوضاعة الثقافية المترعة بالمعصية وفقدان المناعة.