فقدت مصر المستشار محفوظ عزام عن عمر ناهز 95 عاماً، بعد تاريخ مشرف من النضال الوطني منذ عشرينيات القرن الماضي حتى ثورة 25 يناير 2011، ودفاع عن الحقوق والحريات، وصون المدرسة الإسلامية في العمل الوطني العام، لم ينس فيها الجميع أنه تولى مسؤولية الدفاع القانوني عن المفكر الإسلامي الشهيد سيد قطب في أزمة الستينيات.
وأقيمت صلاة الجنازة على الفقيد، السبت الماضي، في المسجد الذي شهد صلاته للقيام في رمضان التي لم يقطعها رغم ظروفه الصحية بحسب المقربين منه.
مدرسة بارزة
ووصف الأكاديمي والمفكر الإسلامي البارز كمال حبيب، الفقيد بأنه من مدرسة الحزب الوطني الذي كان استمراراً لمصر الفتاة بعد منعها، وهي مدرسة تجمع بين تقاليد الوطنية المصرية التي تسعى للاستقلال من التبعية للأجنبي المحتل واحترام الإسلام كمرجعية للأمة.
وأضاف أن المفكر الإسلامي الراحل سيد قطب قد درس للفقيد وهو طالب بالابتدائية في مدينة حلوان جنوب العاصمة القاهرة، حيث كان يقطن الراحل قطب إلى جوار منزل آل عزام ومسجدهم.
وكان الفقيد محامياً للشهيد سيد قطب فيما بعد، وحصل على توكيل منه للدفاع عنه عام 1965 بعد جهد كبير، كما كان نائباً لرئيس حزب العمل الإسلامي الراحل إبراهيم شكري، ثم أصبح رئيساً للحزب بعد وفاته.
مدافع عن المظلومين
ونعى المهندس أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط، الفقيد.
وقال ماضي، في تدوينة على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك: أ. محفوظ رمز من رموز الوطنية المصري، حيث شارك في الحزب الوطني القديم أيام الحكم الملكي مع الراحل الكبير فتحي رضوان، والراحل العظيم إبراهيم شكري، ثم شارك منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي مع الراحل المهندس إبراهيم شكري في تأسيس حزب العمل، وكان نائباً لرئيس الحزب حتى وفاة رئيسه م. شكري، حيث ترأس الحزب حتى تجميده.
وأضاف أن الفقيد عمل محامياً مدافعاً عن الحق وعن المظلومين، وتعامل معه عن قرب حيث كان يعامله كابنه، وحضر معه كثيراً من القضايا مدافعاً، ومنها القضية العسكرية التي حُوكم فيها عام 1996 عند المحاولة الأولى لتأسيس حزب الوسط، وشارك معه في نشاطات كثيرة للحزب.
وفي السياق ذاته، نعى ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل المنسق العام للائتلاف الوطني للأحزاب السياسية المصرية، الراحل، مؤكداً أنه بذل عمره كله في العمل الوطني دفاعاً عن استقلال الوطن وطرد المحتل منذ أربعينيات القرن الماضي، وكان عضواً في الحزب الوطني الذي أسسه الزعيم الوطني مصطفى كامل، وترأسه وقتها الزعيم الوطني فتحي رضوان.
وأضاف أن الراحل شارك بإخلاص وتفان في مسيرة العمل الوطني طوال العقود السبعة الماضية، وكان مدافعاً صلباً في كل قضايا الوطن وخاصة قضايا حرية الرأي والحريات، وكان دائماً حاضراً فيها.