تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، بالرد على ما وصفها بالحرب الاقتصادية التي يشنها الغرب على روسيا ردا على مهاجمتها أوكرانيا، وقال إن بلاده ستخرج أقوى من الأزمة الحالية.
وخلال اجتماع مع الحكومة -عبر تقنية الفيديو- خصص لبحث تداعيات العقوبات الغربية على موسكو وسبل مواجهتها، قال بوتين إن روسيا ستتخذ إجراءات ردا على العقوبات الغربية “غير المشروعة“.
وأضاف أن هناك حلولا قانونية للرد بحزم على الشركات الأجنبية التي تغلق وتوقف إنتاجها في روسيا، مؤكدا أن بلاده لا تعتزم المبادرة بقطع العلاقات مع أي من الدول التي باتت في مواجهة معها بسبب الحرب على أوكرانيا.
وذكر الرئيس الروسي أن موسكو ستبقى ملتزمة بتعهداتها في مجال الطاقة، وأنها تواصل تصدير الطاقة، بما فيها تلك التي تمر عبر أوكرانيا، قائلا إن خط نقل الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا يعمل بكامل طاقته.
وقلل بوتين من أهمية قرار الرئيس الأميركي جو بايدن حظر النفط الروسي إلى الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن النفط الذي يصدر من روسيا إلى هذا البلد لا يزيد على 2% من حجم الصادرات النفطية الروسية.
وفيما يتعلق بتداعيات العقوبات الغربية، حذر الرئيس الروسي من ارتفاع هائل في أسعار المواد الغذائية عالميا، في وقت تعد روسيا من أكبر منتجي الأسمدة الضرورية لسلاسل الإمداد العالمية.
خطط محددة
وخلال الاجتماع الذي ترأسه بوتين، قال رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين إن حكومته تتعامل مع العقوبات الغربية وفق خطط محددة لتقليل آثارها على المواطنين.
من جهته، كشف وزير المالية أنطون سيلوانوف أن وضع الإيداعات في النظام المصرفي مستقر، مؤكدا أن الأولوية في الوقت الحاضر للحفاظ على فرص العمل ودفع التزامات الحكومة من الرواتب والدعم الصحي والاجتماعي.
وقال سيلواناف إن بلاده ستسدد التزاماتها الخارجية بالروبل إذا استمر تجميد حسابات النقد الأجنبي للبنك المركزي والحكومة بسبب العقوبات الغربية.
أما وزير الزراعة دميتري باتروشيف فقال إن أمن روسيا الغذائي مضمون، مشيرا إلى أنها ستنتج هذا العام 123 مليون طن من الحبوب.
وفي سياق الرد على العقوبات الغربية، حظرت روسيا تصدير أجهزة الاتصالات والمعدات الطبية والزراعية والكهربائية والتكنولوجية والسيارات حتى نهاية العام الحالي.
وضمت قائمة الحظر 200 بند شملت أيضا عربات السكك الحديدية والحاويات والتوربينات وبعض أنواع الخشب وغيرها من السلع.
وبالتزامن، أعلنت وزارة الاقتصاد الروسية أن روسيا ستعلق صادراتها من القمح والجاودار والشعير والذرة إلى دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي حتى 31 أغسطس القادم، وذلك في خطوة لتأمين سوقها المحلية بما يكفي من الغذاء.
في نفس الإطار، ذكرت وكالة رويترز أن الحكومة الروسية طلبت من البرلمان تقييد دخول السفن الأجنبية إلى الموانئ الروسية.
ويأتي ذلك بينما اتخذ المشرعون الروس خطوة أولى على طريق إقرار قانون يتيح تأميم ممتلكات الشركات الأجنبية التي تغادر البلاد.