أكد النائب المبعد عن مدينة القدس أحمد عطون، مساء أمس السبت، أن الأسرى الفلسطينيين في معركة مفتوحة ومتواصلة مع الاحتلال بشكل يومي لا تهدأ أبداً، مشدداً في جانب آخر على أنه لا بديل له عن مدينة القدس مهما طالت سنوات إبعاده القسري عنها.
وقال عطون، في تصريحات صحفية، بحسب “المركز الفلسطيني للإعلام”: إن الاحتلال وإدارة سجونه فرضوا في الآونة الأخيرة عقوبات كبيرة على الأسرى وقاموا بالتضييق عليهم وسحب منجزاتهم، ووضع البوابات الإلكترونية وفرض عقوبات في التعليم والفورة اليومية ضمن أكثر من 15 إجراء عقابياً بحقهم.
ولفت إلى أنه بالوحدة النضالية لكافة الأسرى في التصدي للاحتلال ورفضهم للعقوبات بما هو متاح أمامهم، استطاعوا أن يكونوا نداً للاحتلال وإدارة سجونه، فيما يهددون بالتوجه للإضراب الجماعي.
ودعا عطون إلى إسناد الحركة الأسيرة في معركتهم مع الاحتلال، مؤكداً وجود قصور عام في دعم الأسرى على الصعيد الرسمي الذي يملك القنصليات والسفارات ويستطيع أن تجعل هذه القضية حية في المحافل الدولية.
وعلى صعيد النخب والقيادات والمفكرين والسياسيين، دعا لجعل القضية حية، وألا تكون قضيتهم موسمية، وشدد على أنه من العار على الأمة أن تشاهد أسرانا وأسيراتنا وهم يعانون ولا يجدون من ينصرهم، وبينهم المرضى، مثل ناصر أبو حميد، وإسراء الجعابيص، وأحمد مناصرة.. وغيرهم الكثير.
الإبعاد سلوك ممنهج من الاحتلال منذ أن احتل أرض فلسطين
الإبعاد عن القدس
من جانب آخر، أكد النائب عطون أنه لا يوجد أي مكان يمكن أن يكون بديلاً عن المدينة المقدسة رغم الإبعاد والاعتقالات.
وقال: إن الإبعاد سلوك ممنهج من الاحتلال منذ أن احتل أرض فلسطين، ومدينة القدس بشكل خاص، مضيفاً أن أهالي المدينة يعلمون خير علم هذا الإبعاد من خلال الإبعاد الداخلي أو عن الأقصى أو عن المدينة المقدسة داخلياً أو خارجياً.
بداية الإبعاد
وأشار إلى أن إبعادهم جاء بعد انتخابهم أعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006، حيث صدر قرار من حكومة الاحتلال بطردهم من المدينة، تحت حجة عدم الولاء لكيان الاحتلال.
ولفت عطون إلى أن النواب المقدسيين المبعدين رفضوا هذا الإجراء ولجؤوا في حينه إلى مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر ليؤكدوا رفضهم لهذه الحالة وإبرازها دولياً، وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته، ومكثوا مدة سنة ونصف سنة بشكل احتجاز داخل مقر الصليب الأحمر لا يخرجون منه لإدراكهم أن هناك إبعاداً واعتقالاً لهم.
تشتت الأسرة
وقال عطون: إن الإبعاد عن بلده هو من أقسى العقوبات التي يمكن أن يعاقب بها الإنسان، حيث عشنا وأهلنا وآباؤنا وأجدادنا في هذه المدينة، ولم أتخيل يوماً أني سأستنشق غير هواء القدس وأن أبعد عن المسجد الأقصى وعن أهلي.
وبيّن النائب المقدسي أنه وحتى يحافظ على وجود عائلته في القدس، فقد بقيت زوجته وأبناؤه في منزله في المدينة يزورونه نهاية الأسبوع وفي المناسبات في مكان إبعاده برام الله.
ورغم مشاعر تشتيت الأسرة الصعبة، فإن خيار بقاء العائلة في القدس يزورونه مبعداً أفضل لديه من اجتماع شمل العائلة بعيداً عن منزله وترك العائلة للمدينة المقدسة، كما قال النائب عطون.
وذكر أنه ونجله مبعدان عن القدس، في حين أن أحد أشقائه مبعد إلى خارج فلسطين بعد تحرره في صفقة “وفاء الأحرار”، مضيفاً أننا نعيش حالة اغتراب حقيقية، رغم أن رام الله والضفة وغزة وكل بقاع فلسطين هي جزء غالٍ على قلوبنا.
وأردف عطون أنه وإلى جانب النواب المبعدين عن القدس، فإنهم يعيشون في الضفة الغربية بحالة من الإقامة الجبرية، حيث إن الاحتلال سحب منهم كل الوثائق، ورفضوا أخذ وثائق فلسطينية بديلة، حتى لا يشرعنوا هذا السلوك من الاحتلال.
أما على صعيد السجون، فشدد عطون على أنه ومنذ أن بدأت الاعتقالات لديه منذ عام 1988 وحتى اليوم ما بين ذهاب وإياب، فلم ير سوى الصمود والتحدي للاحتلال وسجانيه.
وأضاف: خلقنا أحراراً، ولأننا كذلك نرفض الاحتلال وندفع الثمن على رفضنا له، لكن سنظل مؤكدين أننا رافضون لوجوده.