قال إسماعيل ولد الشيخ سيديا، باحث مهتم بتاريخ الصحوة الإسلامية في موريتانيا: إنه من المعجبين جداً بمجلة “المجتمع” (مجلة المسلمين في أنحاء العالم)، ومن المدينين لها بتكوينه الفكري والتربوي؛ حيث واكبت بواكير وعيه وتفاعله مع الصحوة الإسلامية المباركة وقضايا الأمة الإسلامية، موضحاً أنه عندما كان تلميذاً في مرحلة الثانوية بموريتانيا نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات كان يبحث عن مجلة “المجتمع” بشغف في مكتبة نادي مصعب بن عمير رضي الله عنه، وهو نادٍ شبابي ثقافي أنشأته الجمعية الثقافية الإسلامية في موريتانيا.
وأضاف ولد الشيخ سيديا، في حوار لـ”المجتمع” بمناسبة الذكرى الـ52 لتأسيسها، أن علاقته بمجلة “المجتمع” توطّدت بعد ذلك، فظل يحرص على الحصول على أعدادها واحداً تلو الآخر، ثم تطورت علاقته بها أكثر فأكثر حتى أصبحت تصله الأعداد عبر البريد العادي، مؤكداً أنه يحتفظ بالكثير من أعداد “المجتمع” في مكتبته الخاصة ويقرؤها جميعاً.
واقترح الباحث الموريتاني المهتم بتاريخ الصحوة الإسلامية في بلاد شنقيط على القائمين على “المجتمع” أن يقوموا بجمع مادة المجلة في شكل كتب مستقلة، على أن يضم كل كتاب مجالاً موحداً تجمع فيه كل الكتابات المتعلقة بذلك المجال دعوياً كان أو سياسياً أو متابعة لقضية من قضايا المسلمين، وذلك حسب التسلسل التاريخي لتلك الكتابات.
أحتفظ في مكتبتي الخاصة بالكثير من أعداد “المجتمع” وأقرؤها جميعاً
في البداية، كيف تعرفت على مجلة “المجتمع”؟
– بسم الله الرحمن الرحيم، كانت بداية تعرّفي على مجلة “المجتمع” نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، من خلال ارتيادي كشاب منفعل ومتأثر بالصحوة الإسلامية لمكتبة تابعة لنادي مصعب بن عمير رضي الله عنه لرعاية الشباب، وهو نادٍ شبابي تابع للجمعية الثقافية الإسلامية في موريتانيا؛ حيث كانت لهذا النادي مكتبة غنية بالمجلات والكتب الإسلامية، وكانت من المجلات التي لفتت نظري فيها مجلة “المجتمع”، حيث صرت أبحث عنها بشغف كبير وأقرأ أعدادها واحداً تلو الآخر.
ما الذي تمثله لك “المجتمع” من بين مجلات إسلامية عديدة؟
– تمثل مجلة “المجتمع” بالنسبة لي من بين المجلات الإسلامية العديدة الخط الإعلامي الإسلامي الوسطي المعتدل، وتمثل لي المجلة التي تهتم بهموم المسلمين في جميع قارات الدنيا، ويكفي شعارها للدلالة على ذلك “مجلة المسلمين في أنحاء العالم”.
هل ساهمت “المجتمع” في تكوينك الفكري والتربوي؟ وهل كان لها دور في تعريفك بقضايا الأمة؟
– نعم ساهمت “المجتمع” في تكويني الفكري والتربوي، وتعرفت من خلالها على الكثير من أقطاب الفكري الإسلامي، ورموز الدعوة الإسلامية المعاصرة، والحق أنني من المعجبين جداً بمجلة “المجتمع”، ومن المدينين لها بتكويني الفكري والتربوي، حيث واكبت بواكير وعيي وتفاعلي مع الصحوة الإسلامية المباركة وقضايا الأمة الإسلامية في قارات الدنيا، وكانت تقدم لنا مادة علمية شاملة، وقد حرصتْ على المواكبة الحية لهموم الساحة الإسلامية، ومناصرة العاملين للإسلام وقضايا المسلمين.
هل كنتَ تعتمد على مادة “المجتمع” في تحضير بعض المحاضرات والندوات بموريتانيا؟
– نعم كانت “المجتمع” قبل ظهور المواقع الإلكترونية وتوفر الشبكة العنكبوتية تمثل مصدراً لا غنى عنه، وينبوعاً نستفيد منه مادة تربوية رصينة، ومرجعاً أساسياً لنا في الدروس والمحاضرات والندوات الفكرية بموريتانيا.
أقترح إخراج مادة “المجتمع” في كتب مرتبة ترتيباً تاريخياً ومصنفة حسب المجالات
تحتفظ في مكتبتك الشخصية بأعداد كبيرة من “المجتمع”، لماذا قمت بأرشفة أعداد المجلة؟ وكم عدداً تحتفظ به الآن في مكتبتك؟
– نظراً لشغفي بمجلة “المجتمع”، فقد كنت أحتفظ بأعدادها، بل بمصورات من تلك الأعداد، ولديّ الآن عدد لا يُستهان به من مجلداتها في مكتبتي الشخصية، وأقرؤها جميعاً.
تحتوي “المجتمع” على محاور وأعمدة عديدة تتناول قضايا مختلفة، ما المواضيع التي كانت تثير اهتمامك في “المجتمع” أكثر من غيرها؟
– في الحقيقة كل مواضيع مجلة “المجتمع” جيدة ومهمة، لكن هناك زوايا وكتَّاب كانوا محلّ اهتمام مني، مثل كتابات جاسم المهلهل، وتوفيق الواعي، وحلمي القاعود، بالإضافة إلى افتتاحيات “المجتمع”، والملفات التي تعدها من حين لآخر عن القضايا الإسلامية الساخنة، ومن أبرز عناوين “المجتمع” التي كانت تعجبني “زاوية نقوش على جدار الدعوة”.
هل من كلمة أخيرة؟
– أتمنى على إدارة مجلة “المجتمع” الموقرة أن تجمع مادتها في شكل كتب مستقلة، على أن يضم كل كتاب مجالاً موحداً تجمع فيه كل الكتابات المتعلقة بذلك المجال، دعوياً كان أم سياسياً، أم متابعة لقضية من قضايا المسلمين، وذلك حسب التسلسل التاريخي لتلك الكتابات.
دامت مجلة “المجتمع” متألقة، وتحية وتهنئة لها في الذكرى الـ52 لتأسيسها.