في المؤتمر الأدبي لإقليم شرق الدلتا الثقافي بالمنصورة بعنوان “الإبداع وترسيخ الهوية الثقافية في ظل العالم الافتراضي” (22-26 فبراير 2022)، دورة الكاتب الراحل علاء الدين وحيد، قام الموظفون بجمع كتاب الشيخ الراحل محمد الغزالي، رحمه الله تعالى، الذي ألَّفه الناقد الراحل علاء الدين وحيد، وكان يوزع ضمن كتبه التي أهدتها أسرته لأعضاء المؤتمر، وقال الموظف المسؤول: إن هذا الكتاب وأمثاله غير مسموح به في هيئة قصور الثقافة، وقام الموظفون من جانبهم بسحب الكتاب من الأعضاء؛ مما أدى إلى بعض المشاحنات التي حسمها رئيس الإقليم بأن هذه أوامر، ونحن ننفذها!
يذكر أن هيئة قصور الثقافة قد سحبت، قبل شهور، الكتب التي صدرت عنها حول نجيب محفوظ -صاحب “نوبل”- وحظرت تداولها أو بيعها، بعدما لجأ بعض رواد وسائل التواصل الاجتماعي إلى اقتباس بعض عبارات نجيب محفوظ التي تحض على الحرية وترفض الظلم.
وقامت الأجهزة الأمنية بمطاردة بعض المكتبات التي تبيع كتباً إسلامية والتضييق عليها، وحرمانها من المشاركة في معارض الكتب الرسمية أو التي تقيمها بعض الهيئات غير الحكومية، كما يطلب رجال الأمن من الناشرين عدم النشر لكتَّاب إسلاميين، ويتردد أن هناك مصادرات لبعض الكتب الإسلامية قبل خروجها من المطبعة!
هل مطاردة الكتب الإسلامية والناشرين الإسلاميين تعني محاربة “الإخوان” أم الإسلام؟
تواصل السلطات المصرية رحلة القمع الفكري معتمدة على بعض الكتَّاب الذين يسمون بـ”الأمنجيين”، ويرشدون على زملائهم، أو يكتبون عنهم تقارير كاذبة من قبيل الانتماء إلى هذا التنظيم أو ذاك، أو الإشارة إليهم بالخلايا النائمة.
ومع ذلك، فقد صدر عن المؤتمر المذكور بعض التوصيات الجيدة، ولو أنها تتكرر في كل مؤتمر، مثل: ضرورة الحفاظ على الهوية، ورفض التطبيع الثقافي مع العدو الصهيوني بجميع أشكاله، ومقاطعة أي من الكتَّاب الذين يتعاملون مع كيان العدو، والمطالبة بتشكيل لجان نوعية متخصصة للنظر في المحتوى الذي يقدم للطفل المصري حماية له من استلاب الوعي الثقافي المتسرب إليه عبر برامج “التوك شو”، ومواقع التواصل الاجتماعي دون أن يعني هذا فرض وصاية سلطوية، والمساعدة في تفعيل الرقابة على المحتوى المبثوث مرئياً عبر التلفزيون المصري بقنواته المختلفة والقنوات التي تبث عبر القمر الصناعي المصري.
وهذه التوصيات لا تنفذ عادة بقدر ما يتم التضييق على الإسلام والمسلمين، تحت ذرائع كورونا وغيرها، من قبيل منع الاعتكاف في المساجد وصلاة التهجد، ومنح صلاة التراويح نصف ساعة فقط، والفروض الخمسة عشر دقائق لكل فرض، بينما تقام خيمات السحور المكتظة للطبقة المرفهة، والحفلات الساهرة طوال الليل للمطربين والمطربات ويحضرها ألوف متزاحمة، فضلاً عن زحام المترو والقطارات والبنوك ومكاتب صرف المعاشات، ومباريات كرة القدم والنوادي الليلية.