أثنى مستشارون تربويون ومختصون في مجال الأسرة على مسيرة عطاء مجلة “المجتمع” على مدار 52 عاماً، في مجالات عدة، وبخاصة في المجال التربوي والأسري والمجتمعي، مؤكدين أنها صمام أمن وأمان للأسرة العربية والإسلامية، ومنبر توعية لا غنى عنه في كل بيت عربي ومسلم.
رحلة ثرية وملهمة
وحيا المستشار التربوي والتعليمي الأكاديمي د. علاء حسني، في حديث لـ”المجتمع”، أسرة المجلة العريقة على ما وصفه بالرحلة الثرية والملهمة في رفع مستوى الوعي الحضاري لدى المسلمين منذ عقود تناولت خلالها المجلة مختلف القضايا الإسلامية، خاصة في مناطق الأقليات والمناطق الساخنة بوضوح رؤية نابع من ميزان إسلامي حضاري.
حسني: “المجتمع” تقف على “ثغرة” وعلامة في التميز الحضاري
وأشار حسني إلى أن “المجتمع” استطاعت من خلال ما تنشر من مقالات لتربويين أن تنير الوعي التربوي في العائلات المسلمة والعربية خاصة في مجال العناية بالنشء والحفاظ على الأسرة المسلمة عبر مقالات منهجية وحملات مدروسة مثلت لكثير من الأسر والعائلات زاداً مهماً على الطريق.
وأوضح حسني أنه على مدار عمر المجلة رصد معالجة فكرية رصينة لكافة القضايا عبر مفكرين على مستوى رفيع أزالوا الكثير من مواقف الجهالة والغبش وضعف الرؤية في موضوعات ذات أهمية، مثل: “العلمانية” وخطورتها وضغطها على الواقع الإسلامي وتقديم مسارات للحل، و”التبشير”؛ وهو ما ظهر على مدار أعداد كثيرة قدمت خططاً للمواجهة، و”التغريب” و”الإلحاق الحضاري” استطاعت المجلة أن تعمل ضدهما، وقدمت الكثير لدعم الهوية الحضارية مما يحمد لها في مرحلة شعارها كان وما زال “اهتزاز الهوية الحضارية”، وساهمت من خلالها وقوفها على ثغرة “التميز الحضاري” في مواجهة الانهزامية والإلحاق الحضاري.
منبر لا غنى عنه
وقالت المستشارة الأسرية والاجتماعية د. منال خضر لـ”المجتمع”: أحب أن أهنئ أسرة مجلة “المجتمع” على هذه الذكرى الطيبة التي تعبر عن رحلة عمر خاصة بي مع المجلة، فقد تربيت في حديقتها الغراء منذ الصغر عندما كنت أعيش في الخليج، وكبرت وكبرت معنا، ولم ننسَ دورها في بيوتنا وحياتنا ونحن ننتظر إطلالتها من عدد إلى عدد.
خضر: رحلة عمر ومنبر توعية لا غنى عنه للأسرة
وأضافت أن “المجتمع” تقف كحائط صد منذ القدم في مواجهة كل محاولات إفساد المجتمع والأسرة على وجه التحديد، وكانت منبر توعية لا غنى عنه لكل أسرة مسلمة، تجد فيها كل ما يعينها على مواجهة الغزو الفكري والأفكار الهدامة للبيوت بجانب العديد من الإسهامات المميزة بنكهة الفكر المعتدل الراشد في كل المجالات.
ووصفت خضر نفسها بأنها ثمرة من ثمار جهاد مجلة “المجتمع”، فمنذ الوعي عاهدت نفسها على أن تسلك مسلك التوعية الأسرية والمجتمعية في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ودعم البيوت والأسر والأبناء على مواجهة أعباء الابتلاءات المتواصلة في الحياة في ظل الحملة الشرسة على الإسلام ونبي الإسلام والمسلمين والمسلمات.
ودعت المستشارة الأسرية والاجتماعية “المجتمع” إلى مواصلة التطوير الإعلامي لتوصيل فكرتها الرائدة إلى كل البيوت في مشارق الأرض ومغاربها، مؤكدة أن الإعلام بات اليوم سلاح مهم من أسلحة الوعي.
حائط صد
من جانبه، وصف رئيس مجلس إدارة أكاديمية بسمة للسعادة الزوجية د. محمود القلعاوي نهج المجلة بأنه منبر الوسطية المعتدلة، وحائد الصد أمام كل محاولات الهدم والغزو.
القلعاوي: حائط صد أمام محاولات الهدم والغزو
وقال القلعاوي، لـ”المجتمع”: إذا نظرنا للبداية في سبعينيات القرن الماضي وقتها كان العالم العربي غارقاً بأحداثه الساخنة، وكان وقتها ترى تمهيداً لانطلاقة قوية للحركة الإسلامية التي خرجت بنورها للمنطقة العربية بل والعالم كله، والمجلة تُغبط على خطها الذى خطته من أول عدد لها؛ ألا وهي الوسطية المعتدلة.
وثمن رفع المجلة منذ اللحظة الأولى راية “مجلة المسلمين في أنحاء العالم”، فكانت وبحق مجلة لكل المسلمين دونما تفرقة في القضايا والبلاد، وكان واضحاً الاهتمام بالشأن الأسري والبيت المسلم من خلال القضايا المطروحة والملفات التي تناقش والفتاوى التي تُتناول.
وأكد القلعاوي أن المجلة كانت حائط صد لمواجهة كل محاولات الهدم والغزو الذي تعرض له البيت المسلم ورفع الالتباس عما يصل لبيوتنا من وسائل الإعلام الهادمة، بجانب فوزها بأقلام مميزة تتناول القضايا بعقل رصين وفكر وسطي راجح.