كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن وجهه الصهيوني القبيح، وهو يستنجد بالكيان الصهيوني لإغاثته ومساعدته وإنقاذه بالوساطة من الهول الذي تعيشه أوكرانيا تحت شراسة الهجوم الوحشي الروسي، لم يتصل زيلينسكي بدولة عربية واحدة ولا زعيم عربي واحد كي يشاركه أمنيته بإيقاف القتال.
تطوعت دولة عربية واحدة بالوساطة واتصلت به وبالقيصر الروسي، ولكن الرئيس الأوكراني الذي يؤكد يهوديته في كل الاتصالات لم يأنس بأحد من العرب الذين أدانوا الهجوم الروسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة باستثناء الرئيس الطائفي لدمشق.
ألح زيلينسكي ليتحدث أمام الكنيست اليهودي، ولكن طلبه رفض مرات لأسباب مختلفة قبل أن يتمكن عبر الفيديو من إلقاء كلمته التي كشف فيها عن صهيونيته القبيحة.
لقد تعاطفت الشعوب العربية مع شعب أوكرانيا الذي تعرض للجائحة الروسية الهمجية، بدافع إسلامهم الذي يرفض العدوان والظلم في كافة صوره وأشكاله، فضلاً عما تفرضه المبادئ والقيم الإنسانية من إدانة الوحشية والقائمين بها، ولكن زيلينسكي نسي المبادئ والقيم والأخلاق وتمسك بأهداب الصهيونية وقيمها الهمجية، متجاهلاً ما فعله أقاربه اليهود بالشعب الفلسطيني على مدى 80 عاماً من عدوان بشع ما زال مستمراً حتى اليوم، قتل فيه عشرات الألوف، وأقام مذابح جماعية في قبية وكفر قاسم ودير ياسين وغيرها، وشن حروباً واعتداءات على الدول العربية، ولما يزل بمساعدة أصدقائه الأمريكيين والغربيين، ويغير على سورية الشقيقة بين يوم وآخر بالاتفاق والتواطؤ مع غريمه الروسي!
إن زيلينسكي يتخلى عن الإنسانية والأخلاق والعدل، حين يشبه الهجوم الروسي بالتهديد المزعوم للكيان الصهيوني القائم على اغتصاب فلسطين.
ما معنى أن يقول: إن التهديد الذي تواجهه أوكرانيا يشبه التهديد الذي يواجهه الكيان الصهيوني؟! وما معنى أن يقول: إن الحرب الروسية تمثل مأساة لأوكرانيا واليهود والعالم أجمع؟! وما معنى أن يقول أمام الكنيست: “إسرائيل” وأوكرانيا مهددتان بخطر التدمير؟!
ثم يتفضل زيلينسكي بتقديم الشكر للكيان العدواني الغاصب، ويصف القدس بالمكان المناسب لإيجاد السلام مع روسيا، مع أن تركيا تبذل جهوداً جبارة لوقف القتال، ودعت الرئيسين المتصارعين إلى قمة في أنطاليا التركية.
ومع أن زيلينسكي يستجدي الكيان الصهيوني التوسط لدى روسيا، فإنه يتجاهل أن أقاربه الصهاينة لديهم علاقات أكثر أهمية من العلاقة به، فالروس يشاركون العدو الصهيوني في سحق القضية الفلسطينية، ودعم الكيان الصهيوني بالجديد من المعلومات التسليحية والعسكرية والاستخبارية، ويتواطؤون لإبقاء الرئيس السوري، وضربه بين يوم وآخر بالطيران اليهودي أو الصواريخ اليهودية، والأخير يرد بضرب شعبه في إدلب وحلب بالبراميل!
يذكّر زيلينسكي أقاربه الصهاينة بالماضي قائلاً: “لقد اتّخذت أوكرانيا خيارها قبل 80 عاماً بإنقاذ اليهود”، مشبّهاً في نقاط عدّة أتى على ذكرها، الاجتياح الروسي لبلاده بالمحرقة النازية! ولكن أقاربه اليهود يعملون على استقبال يهود أوكرانيا، وتوطينهم في الأرض التي احتلوها بقوة السلاح والمكر والخداع والخيانة، ويمنحون الأوكران غير اليهود إقامة مؤقتة، ولا يبالون بما يجري للشعب الأوكراني لأن مصالحهم الحيوية كما سبقت الإشارة مع القيصر! ولن تجدي كلمات الاستعطاف والانتقاد التي وجهها لأقاربه القتلة: “عدم المبالاة تقتل، والحسابات تقتل، ويمكن التوسط بين الدول ولكن ليس بين الخير والشر”، أو قوله: حان الوقت الآن لتتخذ “إسرائيل” خيارها وتدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا”.
إنه يذكرهم باللاجئين الأوكران، ولكن هل تذكر اللاجئين الفلسطينيين؟! إن الدفاع الجوي اليهودي لن يحمي أوكرانيا، لأنه شريك الروس في حماية الحاكم الطائفي لسورية الشقيقة، فضلاً عن الكيان الغاصب! ولأن الروس هدّدوا من يساعد أوكرانيا، وقال بوتين، في تهديد ضمني: “التوازن والحياد أهم شيء لأي شخص يقوم بدور الوسيط بين الأطراف”.
وللأسف، لم تنطق دولة عربية بكلمة في مواجهة الحاكم الصهيوني لأوكرانيا الذي يعلن بغير خجل تأييده لكيان الاحتلال الغاصب، باستثناء رئيس مجلس الأمة الكويتي الذي دفعته المروءة ليطالب بطرد الكنيست من الحضور والمشاركة في البرلمان الدولي، مثلما يطالب الغرب بطرد روسيا، وإلا فالمسألة كيل بمكيالين!