يشهد الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 تطورات متلاحقة مؤخرا؛ حيث لم يفق الصهاينة من العملية الفدائية البطولية التي حدثت في بئر السبع، والتي نفذها الشهيد محمد أبو القيعان، الذي تجرع هو وأهله مرارة التشريد والهدم لقريته في النقب على يد الاحتلال الصهيوني خلال السنوات الماضية، وأسفرت تلك العملية الفدائية عن مقتل أربعة صهاينة؛ حتى جاءت عملية الخضيرة لتقلب كل الموازين والسيناريوهات، ولتضع الصهاينة أمام مشهد جديد، مشهد لطالما خشيت الأوساط الصهيونية من انفجاره.. هذا الانفجار بدأت إرهاصاته من خلال تصاعد العمليات الفدائية الفردية، وتصاعد مقاومة أهالي النقب لمخططات التهويد والتشريد، والتي كان آخرها مخطط إقامة عشر مستوطنات في قلب النقب؛ لمحاصرة الوجود الفلسطيني هناك.
مشهد جديد
بدوره قال الخبير في الشأن الفلسطيني والصهيوني ثابت العمور لــ”المجتمع”: “إننا أمام حالة جديدة من الاشتباك في النضال الوطني الفلسطيني مع الصهاينة لفلسطيني 48، هذه الحالة التي أراد الاحتلال الصهيوني تدجينها بمخططات تغييب الهوية الوطنية، ومشاريع كيّ الوعي، وسلخهم عن هويتهم الوطنية الفلسطينية العربية، لكنها فشلت”.
وأضاف “يعودون بمشهد قوي، وما حدث من عمليات فدائية هو استكمال لهبة الكرامة التي اندلعت العام الماضي خلال العدوان على قطاع غزة، حين انحاز هؤلاء في الناصرة وأم الفحم وحتى في أماكن تواجدهم في المدن المختلطة لدعم المقاومة في غزة “.
ثابت: نحن أمام مشهد انتفاضة جديدة ومحاولة تدجين فلسطيني عام 48 فشلت
وأشار العمور أننا أمام مشهد جديد في الداخل الفلسطيني، وأصبح هؤلاء جزءا من المعركة التي تدور رحاها مع الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإن كانت العمليات التي حدثت فردية، لأننا أمام حالة ثورية يخوضها فلسطينيو عام 1948 وهي تؤسس لحالة مقاومة جديدة مكونها فلسطينيو عام 48.
وأكد العمور أن الانتفاضة الأولى اندلعت عام 1987 في قطاع غزة، والانتفاضة الثانية انطلقت في الضفة المحتلة، في تقديري أن الانتفاضة الثالثة ستندلع داخل فلسطين المحتلة عام 1948 وهم الملمح الأبرز في هذا التوقيت خاصة في نشر الجريمة والتميز العنصري والاستيطان، وهذه الملحمة البطولية لن تتوقف؛ مبيناً أن الاحتلال كان يخشى جبهة غزة والقدس والضفة وهناك جبهة جديدة فتحت ولن تتوقف حالة الاشتباك مستمرة مادام هذا الاحتلال جاثم على الأرض الفلسطينية.
سيناريوهات المواجهة الشاملة
في سياق متصل تعالت الأصوات داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية بشن عملية “السور الواقي 2″، على غرار ما حدث في الضفة المحتلة في عملية” السور الواقي 1″ باستهداف الفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة عام 1948، وتم وضع سيناريوهات لاندلاع مواجهات تعم كل فلسطين التاريخية خاصة المدن المختلطة وصولاً الى الضفة الغربية.
عطا الله: ما يحدث في الدخل الفلسطيني نتيجة لتصاعد الهجمة الصهيونية على المقدسات وعمليات التهويد
وتقول وسائل إعلام صهيونية إن قادة الأجهزة الأمنية الصهيونية عبروا عن الحاجة إلى تعزيزات بآلاف ضباط الشرطة وجنود الاحتياط لقمع الانتفاضة الجديدة المحتملة.
وكشفت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أن قوات الاحتلال تستعد لشهر على الأقل من القتال وفي كل الجبهات، وأن جولة القتال والمواجهة مع الفلسطينيين ستكون أضعاف ما حدث في “معركة سيف القدس” العام الماضي، وأن المواجهة ستطال كل فلسطين المحتلة عام 1948، والتخوف الأكبر من استخدام فلسطيني عام 1948 للأسلحة النارية في تلك المواجهة، التي ستكون بؤرتها القدس وعكا وحيفا وكل أماكن التواجد الفلسطيني، وسيتم إغلاق طرق ومفترقات رئيسية ومسيرات ومظاهرات وكل شيء وارد كما تقول الأجهزة الأمنية الصهيونية.
بدوره قال الخبير في الشأن الصهيوني أكرم عطا الله لــ”المجتمع”: “واضح أن هناك علاقة ظاهرة تفرق بين الفلسطينيين والصهاينة داخل فلسطين المحتلة عام 1948، هذه العمليات هي رد على تصاعد المد القومي الصهيوني المتطرف ضد الفلسطينيين، وتصاعد الهجمات على المقدسات، وعمليات الهدم في النقب كلها إرهاصات كانت وقودا لمثل تلك العمليات”، مشيراً إلى أن كل السيناريوهات مفتوحة في هذا الاتجاه.