أطلق أكاديمي أزهري مبادرة لمساندة الطلاب الوافدين والمغتربين في الأزهر بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تؤثر على بقائهم في مسار التعليم، بالتزامن مع لقاءات متتالية من قيادات الأزهر لبحث مشكلات الطلاب.
معاناة شديدة
ودعا أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر د. هاني تمام إلى استخدام صدقات شهر رمضان المبارك في دعم الطلاب الوافدين بالأزهر لحاجتهم فئة منهم لذلك.
وقال تمام، في منشور مطول عبر صفحته على “فيسبوك”: إن هؤلاء الطلبة يستحقون المال من حيث إنهم طلبة علم، وفقراء، وأصبح هؤلاء يعانون عناء كبيراً من المعيشة بعد غلاء الأسعار وارتفاعها، لدرجة أن بعض الطلبة قد صارحني في أنه يفكر في ترك الدراسة والرحيل والعودة إلى بلده مرة أخرى؛ لكثرة ديونه وقلة ماله، ومنهم أناس لا يجدون الطعام في بعض الأوقات ويعانون معاناة شديدة.
وأوضح تمام أن الأزهر الشريف يعمل جاهدًا على مساعدة هؤلاء الطلبة وتوفير السكن والأمور الخاصة بهم قدر الطاقة والإمكان، كما أن شيخ الأزهر يولي بنفسه اهتمامًا خاصًّا بهؤلاء، وكذا بعض المشايخ ووزارة الأوقاف، لكن المشكلة أن عدد هؤلاء الطلبة كثير، حيث يضم الأزهر طلبة من مرحلة الإعدادية حتى الماجستير والدكتوراة.
وأعرب تمام عن أسفه الشديد لاستغلال بعض المصريين هؤلاء الطلبة عبر رفع أسعار إيجار الشقق بشكل كبير وغير ذلك، الأمر الذي جعل بعض هؤلاء الطلبة يضطرون للعمل ساعات كثيرة بأجر قليل مما يؤثر ذلك على مذاكرتهم وصحتهم وقلة استيعابهم.
وأشار أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر إلى أن هؤلاء الطلبة، خاصة البنات منهم، حرصهم الشديد على العلم وتعلم أحكام الدين مع شدة ما يلاقونه من متاعب ومصاعب وسوء أحوالهم وفقرهم، ولا يضيعون أوقاتهم، كما أنهم على قدر كبير جداً من الخلق الكبير والأدب العالي.
وناشد تمام المصريين إلى توجيه جزء من أموال صدقاتهم وزكاتهم في الإنفاق على هؤلاء المساكين ومساعدتهم ابتغاء مرضاة الله ونشراً للعلم والدين، موضحاً أنه من أراد ذلك فليذهب بنفسه إلى كليات الأزهر وليقابل عميد الكلية أو أي مسؤول فيها لتسهيل الأمر عليه وإيصاله بهؤلاء الطلبة المستحقين والتواصل معهم بصورة مباشرة أو مشيخة الأزهر أو وزارة الأوقاف.
محاولات للحل
ووفق رصد مراسل “المجتمع”، تكررت، منذ مطلع مارس الجاري، لقاءات من قيادات أزهرية بالطلاب الوافدين لبحث مشكلاتهم.
والتقى مستشار شيخ الأزهر والأمين العام للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر د. عبدالدايم نصير بروابط الطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر الشريف، في منتصف مارس، لدراسة العقبات التي تواجههم.
وبحسب تصريحات رسمية، فقد ناقش مستشار شيخ الأزهر مع الطلبة أهم القضايا التي تهم الطلاب الوافدين، والعقبات التي تواجههم، وناقشهم فيها، ومحاولة وضع الحلول اللازمة لهذه التحديات حتى تسير العملية التعليمية لهؤلاء الطلاب في طريقها الصحيح.
وشدد الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف د. أحمد الطيب، في وقت سابق، على أهمية التواصل الدائم والمستمر مع جميع الطلاب الوافدين، موضحاً أنهم أمانة على الجميع أن يخلص في أدائها.
ووفق إحصائيات منشورة، يبلغ عدد الطلاب الوافدين في جامعة الأزهر ما يقرب من 40 ألف طالب، منهم 4 آلاف طالب وافد على الأقل يدرسون على منح الأزهر الشريف، ونحو أكثر من 30 ألف طالب وافد يدرسون على حسابهم الخاص.
كما يبلغ عدد الطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر من أفريقيا حوالي 11 ألف طالب وافد من 34 دولة أفريقية.
ويعفى الطلاب الحاصلون على منحة من الرسوم الدراسية، كما يحصل على إقامة بمدن البعوث الإسلامية “مدن جامعية أزهرية معروفة”، مع صرف منحة نقدية شهرية.
ويتصدر طلاب إندونيسيا، وتايلاند، ونيجيريا، وأفغانستان، وتركيا، والصين، وروسيا، والسنغال، وجزر القمر، والهند، أعداد الوافدين.