كما أكرمتنا بأن أتيتنا في كل عام لتجبر قلوبنا المنكسرة، وتلملم شعث نفوسنا، وتحيي ما مات من عزائمنا..
لن ننسى فضلك وأنت تطرق بوارق الأمل فينا بعد أن ضاق ذرعنا بالوباء..
لن ننسى حين فتحت إلينا أبواب السماء بعد أن أغلقت أُبواب الأرض ومن عليها لنجأر إلى الله بالدعاء..
لن ننساك وأنت تلقننا دروساً في العزلة والزهد، والتخفف، والتعلق برب الأرباب ومسبب الأسباب..
سنحسن وفادتك بإذن الله هذا العام بعد أن فرَّطنا بحقك أعواماً بعد أعوام..
سنحدثك عن جبر الله لقلوبنا بعد البلاء والوباء..
سنخبرك عن أحاديث شتى فاض بها الفؤاد تجبرنا على الشكر لرب السماوات، فقد أعطانا عطايا فاقت كل التصورات..
سنردد وسنتلو تلك الآيات التي قد اختارت أيامك لتتنزل، وبها قد عرفت وصار لك شأنٌ وشأو، وازدانت بك الأزمان..
سنسجد سجدات في بيوت قد أوصدت أمامنا بذنوبنا، ورحمة الله وسعتنا حين دعتنا إليها من جديد..
رمضان كما جبرتنا وآنستنا في أيامنا الخوالي.. سنجدد التوبة والعهود لعل ربنا المقصود يتقبلنا ويعتقنا ومنه يقربنا..
لنُري الله من أنفسنا خيراً، وقد تجددت رؤيتنا للهلال ونحن نرفل في عطايا الرحمن، لا فاقدين ولا مفقودين..
مبارك عليكم الشهر، وعساكم من عواده..