كل شيء في القدس مستهدف من قبل جنود الاحتلال الصهيوني، ولم تسلم حرائره من قبضتهم بالتنكيل والضرب والاعتقال والتعذيب، ومحاصرتهن في مسجد قبة الصخرة المشرفة التابع للمسجد الأقصى المبارك.
وتأتي هذه المحاصرة التي تتعالى بها صوت النساء بالتكبير والتهليل خلال اقتحام جنود الاحتلال باحات الأقصى الشريفة.
ويتزامن هذا الاقتحام لتحقيق ما يسمى في عقيدتهم المزيفة بـ”قربان المعبد” أو “قربان الفصح”، وهو طقس من طقوس عيدهم المزعوم “الفصح”؛ حيث يقوم المستوطنون الأشد عداء للمقدسيين بذبح سخل صغير، ونثر دمه، فيما يسمى لديهم “مذبح المعبد”.
وكانت “جماعات المعبد” على سنوات عديدة تقوم بهذه الطقوس بالتقرب التدريجي من الأقصى في محاولة لفرضه كواقع جديد في ساحاته، لتحقيق زعمهم الباطل بأن الأقصى هو الهيكل؛ وهو ما رفضه المقدسيون جملة وتفصيلاً؛ الأمر الذي جعلهم يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان؛ لحمايته والحفاظ عليه من أي طقوس يهودية يمكن أن تقام، خاصة أنهم يدركون أن أي تهاون سيؤدي إلى فرض واقع جديد يهدد المسجد الأقصى.
وهذا الرباط لم يقتصر على الرجال بل شاركت فيه النساء المقدسيات؛ فهن يعلمن يقيناً أن القدس جزء من عقيدتهن لا يمكن التخلي عنه، حتى وإن أدى ذلك لاعتقالهن وضربهن أو حتى استشهادهن.