1- وفاة الوالي أيوب بن شرحبيل الأصبحي
في مثل هذا اليوم التاسع عشر من رمضان سنة 101هـ/ 6 أبريل 720م، توفي أيوب بن شرحبيل، أمير مصر وواليها في عهد أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه، اهتم أيوب بإصلاح أمور مصر كافة، وقام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأغلق جميع الحانات وإصلاح الأمور، وسار في الناس سيرة حسنة، تدل على خشيته لله وصدقه في العمل، واهتم بتحسين أحوال الناس المعيشيّة، وحسنت أحوال الديار المصرية في أيامه.
2- السلطان برقوق يتولى حكم مصر
في مثل هذا اليوم التاسع عشر من رمضان سنة 784هـ/ 3 ديسمبر 1382م تولى السلطان برقوق حكم مصر بعد أن عزل الطفل الصالح حاجي، وبويع سلطاناً، ولقب بالملك الظاهر سيف الدين برقوق، وهو مؤسس دولة المماليك الثانية التي يسميها المؤرخون بدولة (المماليك البرجية الشراكسة) والتي استمرت 134 عاماً، وقد تولى برقوق الحكم بعد فترة عصيبة مليئة بالقلاقل والاضطرابات، وقد استطاع أعداؤه عزله سنة 793هـ/1391م ونفيه وسجنه في قلعة الكرك بالأردن؛ لكنه استطاع بعد عام أن يهرب بمساعدة أصدقائه وهزيمة مناوئيه والعودة إلى العرش مرة أخرى، وكان عادلاً ورحيماً برعيته، فقد أبطل الضرائب على الثمار، وكان يحب الفقراء ويتواضع لهم.
3- مولد العلامة محمود شكري الألوسي
هذه ترجمة العلامة الأديب المحدث الشيخ محمود شكري الألوسي كتبها بخطه، قال رحمه الله: “إني محمود شكري المكنى بأبي المعالي بن السيد عبدالله بهاء الدين بن أبي الثناء السيد محمود شهاب الدين الألوسي –المفسر- وينتهي نسبي إلى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما ولله الحمد على ذلك، وقد ولدت صباح يوم السبت تاسع عشر رمضان سنة 1272هـ، ثم لما بلغت من العمر ثمان سنين ختمت الكتاب الكريم، وشرعت في قراءة بعض الرسائل، وقرأت طرفاً من العربية على والدي، ثم أنخت(1) مطايا التحصيل على الفاضل الكامل، والشيخ الواصل علامة عصره وفهامة دهره الشيخ إسماعيل الموصلي رحمه الله وكان في قوة الحفظ والذكاء وحسن الأخلاق على جانب عظيم، كما إنه كان في الزهد والورع (جنيد زمانه) فلم تمض إلا أعوام يسيرة حتى شملني ببركته فوصلت الليل والنهار في التحصيل، وفارقت أخداني وأقراني، وانزويت عن كل أحد فأكملت قسماً عظيماً من الكتب المهمة في المنقول والمعقول، والفروع والأصول، وحفظت غالب متون ما قرأته من الكتب المفصلة والمختصرة، وأدركت ما لم يدركه غيري، ولله الحمد، ثم إني توغلت في اتباع سيرة السلف الصالح، وكرهت ما شاهدته من البدع والأهواء، ونفر قلبي منها كل النفور، حتى إني منذ صغري كنت أنكر على من يغالي في أهل القبور، وينذر لهم النذور، ثم إني ألفت عدة رسائل في إبطال هذه الخرافات فعاداني كثير من أبناء الوطن، وشرعوا يغيرون على ولاة البلد، ويحرضونهم على كتابة ما يستوجب غضب السلطان علي وفعلوا ذلك مرارا حتى ألجأوا بعض الولاة أن يكتب للسلطان بأن الأمر خطر إن لم يتداركه، وأن العراق يخرج من البلد بسبب تغير عقائد الأعراب إلى ما يخالف ما عليه الجمهور من العوام ولم يزل يلح حتى ورد الأمر بإبعادي إلى جهة ديار بكر، فلما وصلت إلى الموصل قام رجالها على ساق، ومنعوني أن أتجاوز بلدتهم وكتبوا كتابات شديدة اللهجة إلي السلطان فجاء الأمر بعد أيام بعودي إلى بغداد مع مزيد الاحترام والإكرام وسقط في أيدي الأعداء ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، وقد وفقني الله تعالى لتأليف عدة كتب ورسائل، تتجاوز خمسين مؤلفا ما بين مختصر ومطول ومنها ما قد طبع ونشر ومنها ما لم يزل في زوايا الخمول والنسيان… هذا ملخص حالي، وما جرى علي من حوادث الليالي، ونسأل الله حسن العواقب(2).
وقد توفي في يوم الخميس 4 شوال 1342هـ/ 8 مايو 1924م، ودُفن في مقبرة الشيخ معروف الكرخي في بغداد والمعروفة باسم مقبرة الشونيزية، وذكر تلميذه الشيخ محمد بهجة الأثري أنه مات بمرض ألمَّ به في رئتيه(3).
4- وفاة مفتي الديار المصرية الشيخ حسنين مخلوف
ولد الشيخ حسنين محمد حسنين مخلوف في حي باب الفتوح بالقاهرة في 16 رمضان 1307هـ/ 6 مايو 1890م، وتعهده أبوه بالتربية والتعليم، فما إن بلغ السادسة حتى دفع به إلى من يحفّظه القرآن الكريم، وقد أتمه وهو في العاشرة على يد الشيخ محمد علي خلف الحسيني شيخ المقارئ المصرية، وهيأه أبوه للالتحاق بالأزهر فحفّظه متون التجويد والقراءات والنحو، ثم التحق بالأزهر وهو في الحادية عشرة من عمره، وتلقى العلم على كبار شيوخ الأزهر، من أمثال الشيخ عبدالله دراز، والشيخ يوسف الدجوي، والشيخ محمد بخيت المطيعي، فضلاً عن والده الشيخ محمد حسنين مخلوف.
تخرج الشيخ في مدرسة القضاء سنة 1332هـ/ 1914م، بعد أن خاض امتحانًا قاسيًا أمام لجنة كان من بينها الشيخ سليم البشري شيخ الجامع الأزهر، والشيخ بكري الصفدي مفتي الديار المصرية، وبعد التخرج عمل الشيخ حسنين مخلوف بالتدريس في الأزهر لمدة عامين، ثم التحق بسلك القضاء قاضيًا شرعيًا في قنا سنة 1334هـ/ 1916م، ثم تنقل بين عدة محاكم حتى عُيِّن رئيسًا لمحكمة الإسكندرية الكلية الشرعية سنة 1360هـ/ 1941م، ثم رُقِّي رئيسًا للتفتيش الشرعي بوزارة العدل سنة 1360هـ/ 1942م، وقد أسهم في هذه الفترة في المشروعات الإصلاحية، مثل إصلاح قانون المحاكم الشرعية، وقانون المجالس الحسبية، ثم عُيِّن نائبًا لرئيس المحكمة العليا الشرعية سنة 1363هـ/ 1944م، حتى تولَّى منصب الإفتاء في 3 ربيع الأول 1365هـ/ 5 يناير 1946م، وظل في المنصب حتى 20 رجب 1369هـ/ 7 مايو 1950م، وعندما بلغ انتهاء مدة خدمته القانونية، اشتغل بإلقاء الدروس في المسجد الحسيني إلى أن أُعيد مرة أخرى ليتولى منصب الإفتاء سنة 1371هـ/ 1952م، واستمر فيه عامين، وقد طالت الحياة بالشيخ حتى تجاوز المائة عام، قضاها في خدمة دينه داخل مصر وخارجها، حيث امتدت رحلاته إلى كثير من البلاد العربية ليؤدي رسالة العلم، ويلقي دروسه، أو يفتي في مسائل دقيقة تُعرض عليه، أو يناقش بعض الأطروحات العلمية في الجامعات، وظل على هذا النحو حتى وفاته في 19 رمضان 1410هـ/ 15 أبريل 1990م.
5- وفاة الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات
في مثل هذا اليوم التاسع عشر من رمضان 1425هـ/ 2 نوفمبر 2004م، توفي مؤسس دولة الإمارات، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكان له دور كبير في توحيد الدولة مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وتحقق لهم ذلك في 2 ديسمبر1971م، وأسس دولة الإمارات العربية المتحدة، عمل الشيخ زايد مع أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله على إنشاء مجلس التعاون الخليجي فاستضافت “أبو ظبي” في 25 مايو 1981م أول اجتماع قمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي.
تولى الشيخ زايد حكم إمارة “أبو ظبي” خلفاً لأخيه شخبوط في عام 1966م، وخلفه في حكم إمارة “أبو ظبي” ابنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وانتخبه المجلس الأعلى للاتحاد رئيسا للدولة، استطاع في عهده خلق ولاء للوطن عوضاً عن الولاء للقبيلة أو الإمارة وترسيخ مفهوم الحقوق والواجبات لدى المواطن، كما قام الشيخ زايد خلال أربعة عقود بإنفاق مليارات الدولارات في مساعدة الدول الفقيرة، كما كان له دور كبير في حل المشكلات العربية.
________________________________
(1) “أَنَاخَ” بِالْمَكَانِ أَقَامَ وَيُقَال أَنَاخَ بِهِ الْبلَاء والذل حل بِهِ وَلَزِمَه والجمل أبركه وَيُقَال أَنَاخَ بفلان حَاجته أنزلهَا بِهِ وشكاها إِلَيْهِ – المعجم الوسيط
(2) كتاب أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث لأحمد تيمور باشا، ص 311.
(3) كتاب محمود شكري الألوسي سيرته ودراسته اللغوية – تأليف محمد بهجة الأثري.