يواجه برنامج “غرس الأشجار” الباكستاني الطموح انتكاسة كبيرة بعد الإطاحة برئيس الوزراء عمران خان في تصويت بحجب الثقة في البرلمان الباكستاني.
وكان نجم الكريكيت رئيس الوزراء الباكستاني السابق قد أطلق المرحلة الأولى من “تسونامي العشرة مليارات شجرة” في عام 2019م لزيادة الغطاء النباتي والتخفيف من تأثير تغير المناخ على الدولة الواقعة في جنوب آسيا، والتي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة.
كان البرنامج يتقدم بسرعة، مع إتمام زراعة 1.5 مليار شجرة مزروعة بحلول مارس الماضي مقابل هدف زراعة 3.2 مليارات بحلول عام 2023، لكن هذا يواجه عقبات الآن بعد خروج خان، فهذا العمل المناخي التاريخي ليس من أولويات رئيس الوزراء الحالي شهباز شريف أو الأحزاب التي سيعتمد عليها في الحكم.
يقول مالك أمين أسلم، وزير التغير المناخي السابق في عهد خان، لموقع “كلايمت هوم نيوز”: إن برنامج “غرس الأشجار” لم يكن ترفاً، بل ضرورة لباكستان، ويحث الحكومة الجديدة على الاستمرار فيه.
ويضيف أسلم: لا ينبغي تجاهل تغير المناخ بصرف النظر عن الظروف السياسية في باكستان، لذلك يجب أن تكون مثل هذه المشاريع فوق الانقسامات السياسية.
وكانت حكومة خان قد خصصت 125 مليار روبية باكستانية للبرنامج (680 مليون دولار)، من بينها حوالي 30 مليار روبية أنفقت على زراعة 1.5 مليار شتلة في 9500 موقع في أنحاء باكستان.
وقال أسلم: أبقى رئيس الوزراء خان المشروع على رأس أولوياته حتى في ظل أزمة كورونا وقدم جميع الأموال المطلوبة لذلك، وقد ساعدت المبادرة في تطوير صورة خضراء لباكستان على مستوى العالم.
وكان من المقرر أن يظل خان في منصبه حتى أغسطس 2023، لكن تحالفًا معارضًا من 10 أحزاب أطاح بحكومته، في 11 أبريل الجاري.
وقد أدرجت باكستان المشروع ضمن مساهمتها في اتفاقية باريس للمناخ، ويقدر أنه سيخزن 500 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2040، إذا تم تنفيذه بالكامل، وفي عام 2018، بلغت الانبعاثات الوطنية 489.87 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
وقال الوزير السابق: كنا في المراحل النهائية لتأمين حوالي مليار دولار تمويل للمشروع من البنك الدولي في إطار سياسة الإقراض القائمة على الطبيعة، لكن هذا بالتأكيد سيكون في خطر الآن بعد إقالة حكومتنا.
وأشاد الخبراء بالمشروع باعتباره من عوامل تغيير قواعد اللعبة لتعزيز الغطاء النباتي في البلاد والوفاء بالالتزامات الدولية لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وقالت عائشة خان، المديرة التنفيذية لتحالف المجتمع المدني من أجل تغير المناخ في إسلام آباد: إن مخطط زراعة الأشجار الضخم هذا هو برنامج رائد للحكومة المنتهية ولايتها ويجب أن يستمر بنفس الوتيرة للوفاء بالتزاماتنا الوطنية والدولية.
وأضافت أن المشروع ساعد في زيادة الغطاء النباتي في البلاد، وخلق وظائف خضراء، وقمع إزالة الغابات من قبل “مافيا الأخشاب”، وكان يساعد على تعويض ارتفاع الانبعاثات من تزايد عدد السكان والصناعة.
واقترحت على الإدارة الجديدة محاولة سد الثغرات في المخطط لزيادة تقويته مثل تحديد أنواع الأشجار المناسبة لمناطق وتربة معينة قبل حملة الزراعة، وتقديم المشروع في المنتديات الدولية لتأمين التمويل الأخضر، هذا مشروع ذو أهمية وطنية ومن ثم (ينبغي) أن يتبناه كل حزب سياسي بغض النظر عن موقعه في البرلمان.
في عام 2010م، كان لدى باكستان 648000 هكتار من الغطاء الشجري، تغطي 0.74% من مساحة أراضيها، في عام 2020م، فقدت 69.2 هكتارًا من الغطاء الشجري، أي ما يعادل 26100 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وفقًا لـ”جلوبال فورست ووتش”.
وقال على توقير شيخ، خبير تغير المناخ والرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة فكرية ليد باكستان: إن المشروع كان خطوة ممتازة في الاتجاه الصحيح.
وقد قاد حزب خان مبادرة تسونامي الشجرة في مقاطعة خيبر باختونكوا في عام 2014م، حيث اعتبر الصندوق العالمي للطبيعة أنها ناجحة بيئيًا.
ويصر وزير التغير المناخي السابق أسلم على أن المشروع شفاف تمامًا، ويجب ألا تحاول الحكومة الجديدة عكس أو إبطاء المبادرة.
ويضيف: المشروع معترف به عالميًا، وهو مصمم لمستقبل باكستان المتوافق مع المناخ.
______________________
المصدر: “كلايمت تشنج نيوز”.