انطلقت، صباح اليوم الأحد، الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية لانتخاب الرئيس المقبل للبلاد لولاية مدتها 5 سنوات في اقتراع تبدو نتائجه حاسمة لمستقبل البلاد.
وأمام الفرنسيين خيار تاريخي؛ إما التجديد للرئيس المنتهية ولايته، وهو ما لم يحدث أبداً، باستثناء فترة تعايش مع حكومة من جانب سياسي آخر منذ بدء اختيار رئيس الدولة بالاقتراع العام المباشر في عام 1962.
أو انتخاب أول امرأة وأول زعيم لليمين المتطرف يتربع في الإليزيه؛ ما سيحدث صدى خارج الحدود الفرنسية على غرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وانتخاب دونالد ترمب في الولايات المتحدة في العام 2016.
وستمثل إعادة انتخاب ماكرون (44 عاماً) الاستمرارية وإن تعهد الرئيس بجعل البيئة في صميم عمله.
أما وصول لوبان (53 عاماً) على رأس قوة نووية مع مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، فسيكون بمثابة زلزال من حيث حجمه، خصوصاً في سياق حرب على أبواب أوروبا.
وكشفت آخر استطلاعات للرأي أن ماكرون سيفوز في الدورة الثانية التي تشكل نسخة ثانية من تلك التي جرت في عام 2017، بفارق أقل من الذي سجل قبل 5 سنوات عندما حصل على 66% من الأصوات، مقابل 33.9 لمنافسته، ليصبح أصغر رئيس للجمهورية بعمر 39 عاماً.
ويخشى كل من المعسكرين امتناع ناخبيه عن التصويت ولا سيما في هذه الفترة من العطلات المدرسية الربيعية في كل أنحاء البلاد.
وطغت على الحملة إلى حد كبير الأزمة الصحية ثم الحرب في أوكرانيا التي أثرت على القدرة الشرائية الشغل الشاغل للفرنسيين، نظراً إلى تداعيات النزاع على أسعار الطاقة والغذاء.
وستعطي نسبة المشاركة ظهراً أول مؤشر على تعبئة الناخبين البالغ عددهم 48.7 مليوناً.
وكشفت المناظرة التلفزيونية، مساء الأربعاء الماضي، بين المرشحين المؤهلين للدورة الثانية الاختلاف العميق في مواقفهما بشأن أوروبا والاقتصاد والقوة الشرائية والعلاقات مع روسيا والمعاشات التقاعدية أو الهجرة.
واتهم الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته ماكرون منافسته اليمينية لوبان بالمخاطرة بإشعال “حرب أهلية” بفرنسا في حال انتخبت رئيسة ونفذت تعهدها بحظر الحجاب الإسلامي في الأماكن العامة.
ووفق “وكالة الأنباء الفرنسية”، أكدت لوبان، مرشحة اليمين المتطرف، خلال المناظرة الرئاسية، تمسكها بفكرتها المثيرة للجدل بشأن حظر حجاب الرأس الإسلامي الذي تعتبره “زياً موحداً فرضه الإسلاميون”، لكنها شددت على أنها “لا تحارب الإسلام”، ورد ماكرون عليها بالقول: “سوف تتسببين بإشعال حرب أهلية، أقول ذلك بصدق”.