العيد قدمه الرحمن الرحيم سبحانه وتعالى للمسلين جائزة بعد ركنين من أركان دين الإسلام العظيم، نعم ركنان فيهما شيء من المشقة بعض الشيء، وفيهما مجهود جسدي ونفسي وحسي حقيقة، وهما ركن الحج تأتي بعده جائزة العيد وهو عيد الأضحى، وركن الصوم “صوم رمضان” بعده جائزة “عيد رمضان”. وأسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم جميعا أحبابي في الله تعالى الصيام والقيام والدعاء وتلاوة القرآن العظيم.
نحن -الأمة الإسلامية- نحمل الرسالة العالمية للعالمين بصفتها آخر الأديان (دين الإسلام العظيم)، والبشر من طبيعتهم الضعف والقوة، تقوى الأمم حينما تمر بأسباب القوة، وتضعف حينما تمر بها وعليها أسباب الضعف.
نعم أحبابي في الله؛ وقد أكرمنا الله تعالى بمحطات دفع للقوة مثل صلاة العيد، حينما ننظر في صلاة العيد في أمة الإسلام وتجمعاتها تجعل الإنسان منا منشرح الصدر، ومن ثم يتنامى ويكبر الأمر في النفوس والتفكير حينما نرى هذه الأمة بصفوفها المليونية هنا أو هناك، في هذا البلد أو ذاك، حينها ندرك شيئا من حكمة العيد والصلاة فيه “صلاة العيد “، نعم صلاة العيد التي نراها من حكمها العظيمة والجليلة أنها تكون محطة أمل وقوة ودفع بكل قوة في الأمة من جديد، وإعادة النظر إذا ما سيطر علينا الخذلان والإحباط؛ فمنظر صلاة العيد ما هو وتجمعاته إلا دفعة وقوة تدفع الأمة إلى التفاؤل من جديد، وتسبب ارتفاع الأمل، ومن ثم توجيه التفكير والعمل إلى الفأل الحسن والتفاؤل وحسن الظن، ولا شك تؤدي لتجديد استقبال بشائر الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته، وأن هذا الدين سيسود، والخلافة ستعود، ويؤكد ذلك لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رافعا معنويات هذه الأمة حتى في حالة الضعف، ومن أجمل وأقوى ما يرفع هذه المعنويات فرحات العيد وقوله صلى الله عليه وسلم: “… بيت المقدس وأكناف بيت المقدس”.
نعم العيد من بدايته بالتكبيرات هو فرحة وتفاؤل وأمل وقوة ودين سائد، ومن ثم لا تغيب الفرحة والقوة في الأمة سواء على مستوى الأفراد والبيوت والأسر أم على مستوى الكتل والتيارات بأنواعها وأعراقها.
أيضا على المستوى الأسري؛ حيث استشعار رب الأسرة نعمة الله تعالى عليه، وتجديد هذا الشعور بقوة عند اجتماع الأسرة (الأب والأم والأولاد والأحفاد والأنساب)؛ فهو شعور ليس مثله شعور فرحا وسعادة، نعم وهذا هو العيد الجائزة من الرحمن الرحيم إلى أمة الإسلام بعد أداء الركن الثالث من أركان الإسلام العظيم.