أصدر الأزهر الشريف بياناً مهماً مساء أمس الخميس، يرد على المحاولات الدءوب التي تسعى إلى طمس الهوية الإسلامية لمجتمعاتنا وشعوبنا، وتشويه تشريعات الإسلام، وتفكيك الأسرة المسلمة، ويحذر من إساءة استخدام الدعم المقدم للدول الأكثر احتياجاً لتحقيق هذه الغايات الخبيثة.
وقال البيان إنه يتابع ما تقوم به المؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع المدني من جهود في دعم الدول الأكثر احتياجا وتوفير سبل العيش الآمن، والارتقاء بمستوى التعليم والأنظمة الصحية في هذه الدول، والتعريف بحقوق الإنسان والمرأة والطفل، وتوفير فرص حقيقية لارتقاء هذه المجتمعات من خلال توفير منح دراسية وفرص للتعرف على خبرات المجتمعات الأكثر تقدماً.. وإنه إذ يقدر هذه الجهود ويشجع استمرارها؛ فإنه يحذر من أن تتخذ هذه الجهود ذريعة للتسلل إلى داخل المجتمعات المسلمة واستهداف الدين الإسلامي؛ خاصة فيما يتعلق بمنظومة الأسرة وقواعد الميراث التي حددها القرآن الكريم وفسرتها السنة النبوية الشريفة، وذلك من خلال محاولة تشويه العدل الإلهي الممثل في قواعد الميراث في الإسلام، وتصويرها بالظالمة للمرأة والمغتصبة لحقوقها، والزج بهذه الدعوات في المؤتمرات والندوات والمطالبة بتغييرها بدعوى إنصاف المرأة ومساواتها في الحقوق مع الرجل.
وواضح أن الأزهر يشير إلى المحاولات العدوانية التي ظهرت أخيرا بكثافة من خلال بعض الموالين للثقافة الغربية في الإعلام والفكر والثقافة ضد التشريع الإسلامي، وقد دعاهم البيان للنظر والتأمل في قواعد الزواج والميراث التي شرعها الله في الإسلام، واستلهام العِبر من مبادئها والأصول التي بنيت عليها الحكمة والعدل الإلهي؛ والنظر في واقع المجتمعات التي جنبت الدين ونصبت الإنسان بديلاً عن الخالق الحق، وما نتج عن ذلك من تفكك أسري، وزواج بلا ودّ أو رحمة، وأطفال بلا أب أو أم وبلا حقوق، ومحاولة دراسة هذا النظام الإلهي الذي حافظ على المرأة وكرمها، وكفل لها حقوقها وجعلها من أهم مقومات المجتمع المتحضر.