تعتزم جامعة إسطنبول، بالتعاون مع جامعات أخرى، جمع أكثر من 35 ألفاً من أمهات الكتب والمراجع التراثية والثقافية المحفوظة في مكتبات إسطنبول على منصة رقمية مشتركة.
وفي إطار الجهود التي تبذلها جامعة إسطنبول، بالتعاون مع جامعات “ابن خلدون” و”السلطان محمد الفاتح” و”أستنيه”، من أجل ضمان حماية التراث الثقافي ونقله بأمان إلى الأجيال القادمة، أطلقت الجامعة بدعم من “وكالة إسطنبول للتنمية” مشروع مكتبة إسطنبول الرقمية للتراث الثقافي.
وستقوم الجامعة من خلال المشروع بنقل أمهات الكتب والمخطوطات التراثية والثقافية المحفوظة في مكتبات إسطنبول إلى منصة إلكترونية مشتركة، خاصة الكتب والمجموعات القيمة والأعمال النادرة، وتوفير فرصة الوصول إليها من قبل الباحثين والأكاديميين والطلاب والمهتمّين.
ومن المقرر أن يتم تحويل المنصة إلى شبكة معلومات وطنية تحتوي على أهم الآثار النادرة والكتب القيمة والدراسات المتكاملة، من أجل المساهمة في زيادة عدد الدراسات الأكاديمية ذات الصلة في المستقبل، وزيادة عدد القادرين على الوصول إلى المعلومات من الأكاديميين والطلاب والمهتمين.
أعمال نادرة من العهد العثماني
ومن المخطط أن تشمل المنصة مخطوطات وكتباً علمية عمرها مئات السنين ذات قيمة تاريخية وعلمية، بالإضافة إلى مجموعات خاصة تضم فيما تضم صحفاً وصوراً فوتوغرافية وخرائط ونوتات موسيقية ترجع للعهد العثماني.
كما تضم المنصة ألبومات صور للسلطان عبدالحميد الثاني، ومصنفات للجرائد التي كانت تصدر في العهد العثماني، ومجموعة من أمهات الكتب والمراجع الرئيسة، والمخطوطات، والعديد من الأعمال والخرائط التي جرى كتابتها وإعدادها في عهد السلطان عبدالحميد الثاني، ومجموعة من الكتب التي دأب مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك على قراءتها.
الحفاظ على أصول التراث التاريخي
وحول المشروع، قال رئيس جامعة إسطنبول د. محمود آق: إن الجامعة تسعى إلى نشر كل ما يتعلق بأصول ومناهج العلوم الحديثة، إلى جانب سعيها الدؤوب لحماية المصادر التاريخية وتسهيل الوصول إليها.
وذكر آق أن مكتبة جامعة إسطنبول المركزية تعمل منذ سنوات على جمع النسخ النادرة من الكتب والمجموعات ذات القيمة التاريخية.
وأشار إلى أن مكتبة جامعة إسطنبول المركزية تحتوي على نسخة من جميع الكتب المنشورة في الجمهورية التركية، وفقًا لقانون النشر، لذلك، فإن الجامعة لديها مجموعة غنية جدًا من الكتب، التي يبلغ عددها حاليًا مليونين و125 ألف كتاب، بينها ما يقرب من 100 ألف كتاب يصنّف ضمن الأعمال النادرة.
وأوضح أن هذه المجموعات تشمل مخطوطات وأعمال مطبوعة بالعهد العثماني، باللغات العربية والتركية والفارسية، بالإضافة إلى العديد من الأعمال المنشورة بالفرنسية والألمانية والإنجليزية في القرن السابع عشر.
ولفت إلى أن المكتبة المذكورة تحتوي على العديد من الخرائط والبورتولان (مخطوطات الخرائط البحرية) والكتب النادرة الخاضعة للحماية، وأن الجامعة تقوم بحفظ وحماية هذه الأعمال النادرة وحماية التراث الثقافي للجمهورية التركية.
ونوه آق بأن جامعة إسطنبول اتخذت على عاتقها قيادة مشروع مكتبة إسطنبول الرقمية للتراث الثقافي، لما يحمله هذا المشروع من أهمية خاصة في جمع المواد التاريخية ونقلها إلى منصة إلكترونية وتسهيل وصول الطلاب والأكاديميين والمهتمّين إلى تلك الأعمال والمعلومات.
700 ألف صورة رقمية
من جهتها، قالت منسقة أعمال المشروع وعضو الهيئة التدريسية في قسم إدارة المعلومات بكلية الآداب بجامعة إسطنبول، الأستاذة المساعدة بروين بزيرجي: إن المؤسسات الأكاديمية والمهتمة بحماية الذاكرة الثقافية تسعى لحماية الأعمال النادرة، وذات القيمة التاريخية، عبر الاستفادة من وسائط التكنولوجيا الحديثة.
وأشارت بزيرجي إلى أنه تم تنفيذ العديد من المشاريع في السنوات العشر الماضية من أجل نقل الأعمال ذات القيمة التاريخية في مجموعات المكتبة المركزية بجامعة إسطنبول إلى البيئة الرقمية، ونقلها بذلك إلى الأجيال القادمة وتسهيل الوصول إليها من قبل الطلاب والأكاديميين والباحثين.
ولفتت إلى أن مشروع مكتبة إسطنبول الرقمية للتراث الثقافي تم تنفيذه بناءً على هذه التجارب، وأن المشروع سوف يقوم بفهرسة قرابة 35 ألف عمل ذي قيمة تاريخية، ونقل 700 ألف صورة رقمية إلى البيئة الرقمية وجمعها في منصّة إلكترونية.
وأردفت أنه سيتم نقل وفهرسة الأعمال النادرة، وذات القيمة التراثية إلى البيئة الرقمية من خلال إجراء عمليات تقنية ومسح ضوئي وفقًا لمعايير المكتبات العالمية.
وأكّدت بزيرجي أن المنصة الرقمية المشتركة التي سيتم إنشاؤها سوف تتيح للطلاب والأكاديميين والباحثين والمهتمين الوصول إلى موجودات المنصة عبر الإنترنت.