أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية أن المقاومة ستواجه “مسيرة الأعلام” الصهيونية واقتحام المسجد الأقصى بكل الإمكانيات، داعيًا شعبنا إلى الاستعداد والبقاء على كامل الجهوزية.
وقال هنية، خلال كلمة بمؤتمر “سيف القدس.. وحدة الوطن والشعب” في غزة: نتابع التلويحات والتهديدات باقتحام المسجد الأقصى المبارك يوم 29 مايو أو تنظيم “مسيرة الأعلام” التي مزقتها صواريخ المقاومة قبل عام.
وأضاف: أحذر العدو من الإقدام على مثل هذه الجرائم وعلى مثل هذه الخطوات؛ فالشعب الفلسطيني والمقاومة في المقدمة وفي القدس والضفة على وجه الخصوص لا ولن يسمح ولن يقبل بتمرير هذه الخزعبلات اليهودية التلمودية.
وتابع: قرارنا واضح لا تردد ولا تلعثم فيه؛ سنواجه ذلك بكل الإمكانات، ولن نسمح مطلقًا باستباحة المسجد الأقصى أو العربدة في شوارع القدس وضد أهلنا وشعبنا في القدس أو الضفة أو الـ48.
وشدد على أن المسجد الأقصى مسجد إسلامي خالص، مسجدنا وقبلتنا الأولى ومسرى رسولنا.
وذكر أن اليوم ليس الأمس، وأن مرحلة ما بعد “سيف القدس” تختلف كليًا عما قبل المعركة.
وأشار إلى أن المرحلة اختلفت في المبادرة وفرض الوقائع وبناء المشهد وانتزاع الحقوق وصناعة الانتصار.
وقال: اليوم هي بأيدينا وليست بأيدي عدونا، ونحن نقرأ المتغيرات على صعيدنا الفلسطيني والمنطقة والعالم، وهي تصب في مصلحة الشعب والقضية والمقاومة.
ودعا هنية أبناء شعبنا لأن يكونوا على كامل الجهوزية والاستعداد لحماية المسجد الأقصى ولعدم السماح بالعربدة داخل المسجد الأقصى.
ودعا إلى الزحف للمسجد الأقصى، ولا سيما في الأوقات التي حددها الاحتلال لاقتحام الأقصى، من أجل الدفاع عن المسجد.
وأضاف: نحن لا نتحدث وفقط، وأفعالنا تسبق كلماتنا، وعلى الأرض في غزة وجنين وفي كل أرجاء الضفة والقدس والـ48 وشعبنا في المنافي والشتات وأمتنا.
وشدد على أن الصراع مع المحتل دخل مرحلة جديدة بكل أبعادها ومآلاتها، وإن شاء الله سنحقق نصراً كبيراً ومؤزراً لهذا الشعب، وسنحرر الأسرى والمسرى وسيعود اللاجئون إلى أرضهم وسيخرج العدو من كل أرض فلسطين التاريخية.
ولفت هنية إلى أن غزة أشهرت “سيف القدس” وهوت به على رأس المحتل، وضربت عميقًا في وجدانه.
وأكد أن معركة “سيف القدس” شكلت نقطة تحول مهم في مجرى الصراع مع الاحتلال، وفتحت الباب أمام معركة مختلفة.
وأشار إلى أن نتائج المعركة لم تقتصر على القضية الفلسطينية فقط، بل تعدت إلى المجتمع الدولي بكامله، وشكّلت الوعاء الناظم لحركة التجديد والنهضة في روح المقاومة والثورة ضد الاحتلال.
وأكد أن المبادرة التي قامت بها “كتائب القسام” والمقاومة من غزة ضربت نظرية الأمن الصهيوني.
وقال: كل العالم شاهد الأداء البطولي للمقاومة، والارتباك والانكشاف الأمني والعسكري للعدو الصهيوني.
وأضاف أن المقاومة نقلت المعركة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولم يكن هناك شبر داخل فلسطين إلا وكان محل استهداف لصواريخ المقاومة وطائراتها المسيرة.
وتابع: شاهدنا كيف حاول قادة الاحتلال أن يخفضوا حالة الاحتكاك مع المصلين في الأقصى إلى أدنى مستوى بفعل تأثيرات “سيف القدس”.
ولفت هنية إلى أن العناصر التي ظهرت مع “سيف القدس” جعلت الميزان الإستراتيجي لصالحنا، وأهمها شعبنا داخل أراضي الـ48.
وقال: لم يعد هناك حاجز دون أن يقوم أي شخص بتسديد ضربة لهذا العدو، كما تخطى الأبطال المجاهدون التحديات الأمنية، ونفذوا العمليات داخل الاحتلال.
وبيّن أن معركة “سيف القدس” وحّدت الأرض والشعب والقضية، وأزالت الحواجز الجغرافية داخل فلسطين التاريخية.
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية برزت على حقيقتها قضية سياسية وطنية بامتياز، وهي لم تكن بهذا الوضوح وبهذا التماسك قبل “سيف القدس”.
وأكد أن إسناد شعوب الأمة والعالم أدى إلى تأثير عميق سيكون له ما بعده في المواجهات التي سيخوضها شعبنا ضد الكيان الصهيوني.