الناصريون يتجاهلون مسئولية عبد الناصر ويحملون على السادات!
“لا يحل شهر يونيو كل عام إلا ويشعر المصريون بغصة فى القلب، فذكرياته جرح لا يندمل حتى وإن أعقبها انتصار حرب أكتوبر المجيدة ليقضى على أسطورة الجيش “الإسرائيلي” الذي لا يقهر، نكسة أو هزيمة يونيو لم يتخيلها حتى أكثر المصريين تشاؤماً آنذاك، فهى لم تكن فى حسبان الشعب المصري الذي كان يعيش وقتها (عصر الهمة الوطنية المتقدة)، فكل ما فى البلاد ينم عن شعب يعشق زعيمه ويصدقه…”.
كانت هذه الفقرة مطلع مقال الصحفي محمد أمين المصري في الأهرام يوم السبت 11 يونيو الجاري، وقد حاول أن يقترب من السبب الحقيقي للنكسة أو الهزيمة التي حلت بمصر والعرب والمسلمين فقال: “أزمة يونيو لم تتوقف على خطأ زعيم لم يُقدر أبعاد قراراته وتصرفاته، ولم يُحسن اختيار قياداته”، وراح يربط بين الهزيمة وما كتبه مايلز كوبلاند في كتابه الشهير لعبة الأمم، واعتماد عبد الناصر على الولايات المتحدة.. لم يشر الصحفي محمد المصري إلى استبداد عبد الناصر، وحرمانه للشعب من المشاركة في تقرير مصيره، وتكميمه للأفواه، وووضع الأحرار في السجون، وإطلاق سراح الفساد والمفسدين!
ولكن صحفياً آخر قالها، وهو محمد العزبي الذي استعرض في يوميات الأخبار 8 يونيو الجاري رواية الطبيب الشيوعي “إيمان يحيى “قبل النكسة بيوم”، قائلاً: “لم تكن نكسة ولا وكسة بل عار هزيمة مهينة فى ساعات قليلة على أناشيد النصر المزيفة وأرقام كاذبة عن تهاوى طائرات عدو الأمس واليوم وغداً”، وراح يرصد ما عاشه هو ورفاقه الشيوعيون في معتقل مزرعة طره، وزنازين القلعة (أردد قول الحاكم «لا حرية لأعداء الشعب» أصفق وأصدق حتى اكتشفت أنه لا حرية للشعب):
وكتب الناصري محمد سيف الدوله على صفحته مقالاً بعنوان: (فى ذكرى النكسة، فلنربّ أولادنا على أن “إسرائيل” لا تزال هي العدو)، وأشار إلى أن مصر تغيرت بعد 55 عاماً، ولم تتغير دولة العدو، متجاهلاً جريمة عبد الناصر في حق الشعب، وأخذ يرصد تفوق دولة الاحتلال المدعومة من الولايات المتحدة، وإصرارها على تنفيذ مخططها الصهيوني، وأن “الوعد الساداتى المزعوم” بأن السلام سيجلب “الرخاء” للمصريين لم يتحقق رغم مرور ما يزيد عن أربعين عاماً على توقيع المعاهدة والانسحاب من الصراع؛ بل على العكس تضاعفت الديون المصرية أضعافاً مضاعفة ولا تزال الغالبية العظمى من الشعب المصرى تعيش تحت وطأة الفقر والقهر الاقتصادي.
أما إبراهيم عيسى – الصحفي الذي يدعي الناصرية- فتحدث عن مجتمع يعاني من غياب الديمقراطية ووجود قيود على الحرية والصحافة، في برنامجه “حديث القاهرة” (يوم 2 يونيو الجاري)، على فضائية “القاهرة والناس”، وأضاف: إن نكسة 5 يونيو هي منتج مجتمع يعاني من غياب الديمقراطية، مناشداً القيادة السياسية بالإفراج عن الوثائق والمستندات والمحاضر الخاصة بالهزيمة، “حتى لا نكرر أخطاءنا ومشاكلنا، ولابد أن نعرف ما الذي جرى لصالح الأمة”.
والسؤال الآن بعد سبعين عاماً من الحكم العسكري: هل تغير شيء من أسباب النكسة و”الوكسة” والهزيمة؟