قالت صحيفة “الغارديان” (The Guardian) البريطانية في مقال إن كثيرا من الأوكرانيين عبّروا عن خشيتهم من تأثر مستقبل البلاد جراء خسارة الشباب النشطين الذين يلقون حتفهم في جبهة الحرب ضد روسيا.
وذكرت الصحيفة أن آلافا من الشباب الأوكرانيين تطوعوا وانضموا إلى الجيش، وأن كثيرا منهم يقاتلون من دون أي تدريب عسكري ضد الجيش الروسي المدرب الذي يتفوق على خصمه بمعدل 10 لواحد.
وأحد هؤلاء الشباب هو رومان راتوشنيي، الناشط السياسي الذي قتل حديثا بالقرب من خاركيف، والذي يحظى بتقدير وسط الشباب، فقد برز اسمه منذ الليلة الأولى لاندلاع الثورة البرتقالية ضد النظام الموالي لروسيا في 2013.
وبعد نجاح الثورة عمل راتوشنيي صحفيا استقصائيا، وفضح عددا من ملفات الفساد، كما كان الوجه الأبرز في حملة رفض سيطرة رجال أعمال على منطقة خضراء وسط العاصمة، وبعد مقتله شارك كثيرون في جنازته.
عدد كبير
ويُعتقد أن ما بين 100 و200 أوكراني يقتلون كل يوم، وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن مقتل شباب أوكرانيا كان نتيجة حتمية للغزو الروسي، وألقى باللائمة على افتقار بلاده إلى الأسلحة الثقيلة في تفسيره لسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا يوميا.
ونقلت الغارديان عن المصورة فاليا بوليشوك قولها إن أيامها الآن مملوءة بالانتقال من جنازة إلى جنازة، في حين ذكرت الناشطة إيفانا سانينا أن الشباب الأشجع والأذكى في أوكرانيا يموتون، مؤكدة أن الحرب على المجتمع هائلة وخطرة.
وأضافت سانينا أن الفرق كبير جدا بين الجيل الذهبي الأوكراني الذي يموت لأجل مثل أعلى، وبين كثيرين في الجانب الروسي الذين يقاتلون لأجل المال.
وأوردت الصحيفة البريطانية تصريحا للمحامي ماسي نعيم كان قد أدلى به لصحيفة “الأوبزرفر” قال فيه إن الجيل الجديد في أوكرانيا سيكون جيلا مختلفا، ولن ينسى هذه الحرب بقية حياته، ولن يفكر في عقد مصالحة مع روسيا لعقود قادمة.
وكشفت الغارديان أن الأوكرانيين يخشون من كارثة ديمغرافية في البلاد، إذ تسببت الحرب الطاحنة في فرار ملايين السكان من البلاد، في حين يموت آلاف في جبهات المعارك.
وذكرت أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي شعر بهذه الأزمة الخطرة، إذ خاطب الطلاب الأوكرانيين في المملكة المتحدة بالعودة إلى بلادهم للإسهام في بنائها وإعمارها.
وأكد زيلينسكي أن بناء مستقبل من دون شباب أمر يستحيل تحقيقه.