أوضح سفير باكستان في القاهرة ساجد بلال أن الحكومة الهندية ردت بوحشية على المسلمين المتظاهرين احتجاجاً على الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم التي حدثت من جانب مسؤولين في الحزب الحاكم بالهند من خلال استخدام وكالات إنفاذ القانون، ورعاية حشود “الهندكة” المتعصبين الذين يهاجمون المسلمين دون تمييز.
جاء ذلك في كلمته أمام المؤتمر الصحفي الذي عقدته سفارة باكستان في القاهرة تحت عنوان “الإسلام فوبيا واضطهاد المسلمين في الهند”، وشارك فيه عدد من الصحفيين والإعلاميين والشخصيات العامة والدبلوماسيين.
وأشار السفير إلى أنه في أواخر مايو 2022، أدلى مسؤولان من حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند بتصريحات مسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم؛ مما تسبب في كثير من الألم والإيذاء لأكثر من مليار مسلم في جميع أنحاء العالم.
وقد نزل مئات الآلاف من المسلمين الهنود إلى الشوارع للاحتجاج السلمي على تواطؤ الحكومة الهندية في هذه المسألة.
كما أثارت التصريحات المهينة استنكاراً دولياً، بما في ذلك الأزهر الشريف، ومع ذلك، تجنبت الحكومة الهندية والقيادة العليا لحزب بهاراتيا جاناتا حتى الآن الإدانة القاطعة للتصريحات الهجومية.
قمع مظاهرات المسلمين بوحشية
وأكد بلال أن رد فعل السلطات الهندية على مظاهرات المسلمين الهنود السلمية المحتجة على الإساءة لنبي الإسلام كان عنيفاً وإجرامياً، فقد شمل العديد من الفظائع، منها هدم منازل المتظاهرين المسلمين كما تفعل “إسرائيل” مع الفلسطينيين، إلى جانب الاعتقال خارج نطاق القضاء والضرب والقتل.
واستشهد السفير بما أوردته منظمة العفو الدولية من أن الشرطة الهندية قتلت أحد المارة من خلال إطلاق الرصاص عليه 6 مرات، وقتلت اثنين من المتظاهرين من بينهم طفل يبلغ من العمر 15 عامًا برصاصة في رأسه بمدينة رانتشي في ولاية جارخاند الهندية.
وقال: للأسف، فإن سياسيي حزب بهاراتيا جاناتا احتفلوا على وسائل التواصل الاجتماعي بالفيديو الذي يظهر فيه ضابط شرطة هندي يضرب المتظاهرين المسلمين السلميين.
وأضاف بلال: يقوم هؤلاء السياسيون الهنود بتجريد المسلمين من إنسانيتهم من خلال خطاب الكراهية الجامح والتضليل والتحريض على العنف في وسائل الإعلام الهندية، ووصلت الأمور إلى توجيه الدعوات إلى الإبادة الجماعية للمسلمين.
وتابع قائلاً: لقد برزت “الإسلاموفوبيا” وكراهية الآخر والتطرف اليميني المتشدد كتهديد للوئام بين الأديان والتعايش السلمي في الهند، وبالنظر إلى المسار الحالي للسلوك المتشدد والمتصلف للسلطات الهندية، يمكن أن يواجه العالم وضعًا إنسانيًا كارثيًا، عاجلاً أم آجلاً.
وذكر أن الهند لم تهتم بالدول الإسلامية، ولم تعتذر للمسلمين، بعد سبِّ مسؤوليْن من الحزب الحاكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن السلطات الهندية تقوم بدعم المتطرفين الهندوس في تطاولهم على نبي الإسلام وزوجته أم المؤمنين عائشة، وأيضاً تشجعهم في اضطهادهم للمسلمين.
ضرورة محاسبة الهند على انتهاكاتها
وحول الوضع في ولاية كشمير المسلمة التي تحتلها الهند منذ 70 عاماً وترفض إعطاءها حق تقرير المصير وفقاً لقرارات الأمم المتحدة، أوضح السفير الباكستاني أن إرهاب الحكومات الهندية اللامتناهي على مدى السنوات الـ33 الماضية أسفر عن تيتم 107860 طفلاً، و22944 امرأة أرملة في الإقليم.
وأضاف بأنه في «كشمير المحتلة»، فقد مئات الشباب بصرهم وألحقوه الضرر بسبب إطلاق القوات الهندية والقوات شبه العسكرية للشظايا القاتلة على المتظاهرين السلميين منذ عام 2010.
واختتم بلال كلمته بأنه ينبغي للمجتمع الدولي القيام بما يلي:
1- الدعوة إلى تحقيق دولي ومستقل وحيادي وسريع وشامل وفعَّال بشأن انتهاكات الحكومة الهندية لحقوق الإنسان المرتكبة ضد المتظاهرين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وضرورة تحميل الهند المسؤولية عن اضطهاد الأقلية المسلمة وانتهاك حقوق الإنسان الأساسية الخاصة بهم.
2- دعوة الهند إلى ضمان سلامة وأمن ورفاهية الأقليات، وخاصة المسلمين، وألا يقع المسلمون الذين يعيشون في الهند ضحايا لمجرد ممارسة عقيدتهم وشعائرهم الدينية.
3- ضرورة توعية المجتمعات والدول الإسلامية والعالم كله بما يحدث للمسلمين في الهند من انتهاكات وجرائم.