توفي الشيخ العلامة عبدالحليم البخاري، من علماء بنجلاديش، عن عمر ناهز 77 عاماً.
وقد نعى أمير الجماعة الإسلامية في بنجلاديش د. شفيق الرحمن، العلامةَ الراحل، في بيان أعرب فيه عن حزنه العميق والبالغ بوفاة المدير العام للجامعة الإسلامية فتية، المفتي وشيخ الحديث العلامة عبدالحليم بخاري الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح أمس 21 يونيو.
وأضاف البيان أن العلامة الراحل كان قد كرس حياته لخدمة الإسلام، وكواعظ، وكان رجلاً مثالياً وعظيماً، وهو أستاذ الأساتذة للعديد من العلماء، وسيتذكره الشعب على خدمته المتميزة في نشر الثقافة الإسلامية والتعليم الإسلامي، وبوفاته فقدت الأمة عالماً كبيراً، سائلاً الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه ومحبيه وتلامذته الصبر والسلوان.
النشأة والتعليم
ولد الداعية الشيخ عبدالحليم بن الشيخ عبدالغني البخاري في عام 1945 بمنطقة لُوْهاغَرَا من مقاطعة شِيتاغُونغ في بيت علم وفضل، ونشأ في كنف أسرة متدينة وبيئة صالحة أثّرت في تكوينه العلمي والتربوي، حيث كان أبوه الشيخ عبدالغني من العلماء الصلحاء، وأسلافه قدموا إلى ديار بنجلاديش من مدينة بخارى بأوزبكستان الحالية، وإليها يُنسب بالبخاري.
تلقى الفقيد دراسته الأولية في قريته راجْغهاتا، وأكمل المراحل الإعدادية والثانوية بالمدرسة الحسينية عزيز العلوم، ثم ارتحل إلى الجامعة الإسلامية فَتيه –ثاني أكبر الجامعات الأهلية في بنجلاديش- وأكمل منها دراسته الجامعية والعليا، وتخرج فيها عام 1964 بامتياز.
اهتم الفقيد بدراسة العلوم العصرية، فدرس بجامعة داكا في تخصص الأدب البنغالي، ودرس الطب الحيوي والطبيعي في كلية دُونْ بلاهور بباكستان، وحصل على شهادة الكامِل –المرحلة الأخيرة في نظام المدارس العالية المعتمدة شهادتها لدى الحكومة آنذاك- وكل هذه المسيرة العلمية تدل على شغفه في طلب العلم وتَزوُّده باحتياجات العصر، فلا غرابة أن نجده أستاذاً بارعاً، وخطيباً بليغاً، ومرشداً صالحاً، ومحرراً دقيقاً، ومفتياً واعياً مع تبحره في العلوم الإسلامية المختلفة ودقته في تناول الكتب التراثية التقليدية.
مناصب علمية تقلدها
وبدأ الشيخ مسيرته المِهنية كمحاضر للغة العربية والعلوم الإسلامية بدار العلوم العربية العالية في مدينة تانْغايِيْل عام 1967، وعمل كمدرس وأستاذ في عدد من المدارس والجامعات إلى أن عيّن أستاذاً بالجامعة الإسلامية فتيه، شيتاغونغ عام 1982، وترقى في مناصبها التعليمية والإدارية المختلفة إلى أن أسندت إليه مشيخة التدريس ورئاسة الجامعة سنة 2008، وكان يزاول عمله في هذا المنصب حتى وفاته رحمه الله.
شغل الراحل أمين عام اتحاد المدارس الإسلامية ولجمعية المؤتمر الإسلامي في بنجلاديش، ثم رئيساً لهذه الجمعية، واختير كعضو بالمجلس الاستشاري لمنظمة حِفاظَتِ إسلامْ بنغلاديش في عام 2020، وشغل مؤخراً منصب رئيس لجنة الرقابة الشرعية ببنك شاهْ جلال الإسلامي.
عمل كمحرر لمجلة “التوحيد” الصادرة من الجامعة الإسلامية فتية لفترة طويلة، ولكنه مع كل هذه الأشياء تميّز بصناعة أجيال من الطلبة والعلماء، حيث كان مشهوراً بعرض سهل وجامع في إلقاء دروسه وأسلوب رائع فيه، ومعروفاً بالذكاء والحِنكة في المناقشة والأجوبة، ودروسُه للسنن الترمذي لعقود ثم دروسه لصحيح البخاري كانت موضع شوق ومحطّ أنظار لدى الطلبة عامة وتلاميذه خاصة.
اشتهر الراحل بحسن توجيه الطلبة حسب ميولهم الشخصية ونبوغهم العلمي، فخرج منهم العلماء والدعاة والكُتّاب والوُعّاظ والقادة، وألف كتباً باللغات البنغالية والعربية والأردية، منها: “تسهيل سنن الترمذي”، “تسهيل شرح معاني الآثار للطحاوي”، “تسهيل الأصول”، وله من الأولاد 4 ذكور و3 بنات.
______________________________________
(*) بعض المعلومات الشخصية مستقاة من كتابات تلاميذ الشيخ على صفحات التواصل الاجتماعي، حسين محمد نعيم الحق، Ataullah Hashem.