الحرب الروسية الأوكرانية هي حرب غربية – غربية، بين شقيها الغربي والشرقي من شمال الكرة الأرضية، تدور الحرب، وفي الوقت ذاته يجتمع قادة أوروبا في سويسرا لمناقشة خطة لإعادة إعمار أوكرانيا تتكلف 750 مليار دولار.
ورئيس أوكرانيا يوجه كلمته إلى قادة أوروبا قائلا: “المهمة مشتركة للعالم الديموقراطي بأسره، وهي أكبر مساهمة لدعم السلام العالمي”.
روسيا تستخدم آلة القتل الهمجية، والغرب يسعى لإطالة أمد الحرب، ويفتح خطوط الإمداد بالعتاد والسلاح لجبهات القتال، والرئيس الأوكراني يعتبر الدعم الغربي دعما للسلام العالمي.!
ومع دوران الحرب تدور آلات المصانع الغربية، وتنتعش صناعة وتجارة السلاح، وتتحرك الأسواق الراكدة، وتنتظر الشركات العابرة للقارات بشوق ولهفة لاقتسام كعكة إعادة إعمار أوكرانيا.
والشعوب هي التي تدفع من دمائها ثمن أرباح الطغمة الحاكمة، وأصحاب النفوذ في الشركات عابرة القارات.
شعوب مسكينة يتم تخديرها بالشعارات والأناشيد الوطنية وسوقها لحروب لا ناقة لها فيها ولا جمل، وهي تهتف بحماس من أجل الوطن والموت في سبيل الوطن، وترفرف أعلام أوكرانيا بين يدي جمهور مسابقة الأغاني الأوروبية “يورو ستار” مع فوز الفريق الغنائي الأوكراني، وفتيات أوكرانيات يعرضن إرسال صورهن عاريات مقابل التبرع لأوكرانيا.
زيف وضلال يتلاعبان بالشعوب شرقا وغربا لملء خزائن الطغمة الحاكمة، ثم طلاء جرائم الطغمة بمساحيق من القيم المزيفة.
وهذه هي مأساة الإنسانية في ظل سيادة الحضارة الغربية.
ازدواجية مقيتة لحضارة تلبس ثوب الديموقراطية وهي الراعي الرسمي للطغاة.. تثير الفتن والحروب وتقيم مأتماً للقتلى وخياماً للاجئين وقوافل للإغاثة ومحاكم دولية لجرائم الحرب، تفني قبيلة “شيروكي” من الهنود الحمر ثم تطلق اسمها كعلامة تجارية لإحدى ماركات السيارات الأمريكية.. تقتل “بونتياك” أحد زعماء مقاومة الهنود الحمر ثم تطلق اسمه كعلامة تجارية لإحدى سيارات شركة جنرال موتورز الفارهة.. تحتل بلادنا وتمتص خيراتنا وتُدرِّسُ لنا فوائد احتلالهم لبلادنا!
مظهر من الدعاية الكاذبة، يخفي خلفه مضمونًا فارغًا من أي قيمة أخلاقية أو إنسانية، وطلاء براق يخفي خلفه شقوقا تؤذِنُ بالانهيار.