أعلن ضياء رشوان، نقيب الصحفيين المصريين، في بداية انعقاد الأمانة العامة للحوار الوطني، أخيراً، أنه تم الإفراج منذ بداية الإعلان عن الحوار الوطني عن 450 معتقلاً (أكثريتهم الساحقة من اليساريين والناصريين)، كما أوضح بصفته منسقاً عاماً للحوار، أن جميع جلسات الحوار علنية ومفتوحة للصحفيين ما لم يتقرر خلاف ذلك في بعض القضايا، وقال في مقر الأكاديمية الوطنية للتدريب، حيث ينعقد مجلس أمناء الحوار: إن هناك رغبة في الانتهاء من بعض القضايا سريعاً ولا ننتظر إنجاز كل القضايا مرة واحدة.
وأضاف: نحن هنا للتوافق وطرح الآراء وليس هزيمة أي طرف، لذلك قرر المجلس اليوم بالإجماع استبعاد كل من انتهج العنف أو شارك فيه أو حرّض عليه أو هدد به، ومنهم جماعة الإخوان المسلمين، بحسب وصفه، مؤكداً أنها مستبعدة من الحوار بعد قرار من المجلس، وأن لجنة الحوار الوطني استبعدت أيضًا كل من لم يقبل دستور 2014 فهو أساس التشريع، لأن من لا يقبل به يعد انقلابيًا! يريد أن يقلب نظام الحكم، والذي يقاتل ليس له مكان في الحوار، متابعًا: الجلسة الثانية للجنة الحوار الوطني ستكون، الثلاثاء 19 يوليو الساعة 12 ظهرًا.
وروّجت أجهزة الدعاية للحوار، وبشرت بعهد جديد سعيد، وقالت مذيعة تدعى قصواء الخلالي: جلسة الحوار الوطني مكاشفة واضحة تليق بالجمهورية الجديدة، وهناك الكثير من التيارات المشاركة في ذلك الحوار المهم.
ورأى مراقبون أن الحوار الجاد كان يقتضي الإعلان عن نية حسنة ومشاركة طوائف الشعب جميعاً والتمهيد بالإفراج عن عشرات الآلاف من الأبرياء المعتقلين ظلماً منذ 8 سنوات، وأن استبعاد الإخوان والإسلاميين من الحوار بحجة استخدام العنف والتهديد به يعد حواراً بين الأقليات السياسية والفئوية والطائفية، حيث يمثل الإسلاميون 80% من القوى السياسية في البلاد، وأن السلطة في حقيقة الأمر هي التي استخدمت العنف وأسالت دماء الآلاف من الأبرياء في الميادين والشوارع، والسجون، ولفقت تهماً جنائية وسياسية لكثير من المعارضين، وهي تهم نمطية أو معلبة، راح ضحيتها أعداد غير قليلة على أعواد المشانق بعد تعذيب وحشي، ثم إن الحوار لم ولن يتطرق إلى جوهر التوافق الوطني وهو عودة الجيش إلى ثكناته، وتحويل النظام العسكري إلى نظام مدني تتنافس فيه القوى السياسية المختلفة ويكون الفيصل بينها صندوق الانتخابات، فالجنرالات حالياً معنيون بالحكم والسياسة، وليس قتال الأعداء والحفاظ على الحدود والثروات.
وذكّر بعض المراقبين بحوار (جورج الخامس يفاوض جورج الخامس)، أو هو حوار مع طرف يوجه مسدسه إلى رأس الطرف الآخر، ووصفه بعضهم أنه مجرد ديكور لمساندة النظام الذي فشل اقتصادياً، وسياسياً، وأضاع نهر النيل، وحمّل البلاد عبء ديون غير مسبوقة، واستسلم للعدو الصهيوني والغرب، ودول إقليمية.