أصدر مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في سورية في ختام دورته العادية، يونيو 2022م بياناً هذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أكثر من خمسين عاماً وشعبنا الأبي في سورية يتعرض لأشد أنواع الأذى والتنكيل، وكان أكثرُها فظاعة ما تمارسه العصابة الإجرامية في سورية بعد اندلاع الثورة السورية المباركة، فقد نزل هؤلاء المجرمون بمستواهم إلى ما دون البهيمية الأولى واستدعوا كل قوى الشر والإجرام في العالم، ليجهضوا ثورة السوريين وَلكن الثورة ماضيةٌ بإذن الله حتى تحقق ما تصبو إليه، وتنال أهدافها النبيلة في الحرية والكرامة (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
في ظل هذه الظروف القاهرة التي يَمُرُّ بها بلدنا سورية من تصاعد الاشتباكات بين قسد والجيش الوطني السوري، وعودة النفوذ الإيراني العسكري وتوسع دائرة عمل المليشيات الشيعية، وزيادة المخاطر بفقدان شعبنا لأمنه الغذائي، انعقدت الدورة العادية لمجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في سورية، بهدف تطوير رؤية مواكبةٍ للأوضاعِ السورية والإقليميةِ والدوليةِ ومستجداتها، وتقويم أعمال القيادة والجماعة.
وقد أكد المجلسُ على المواقف التالية:
1- نجلُّ ونثمنُ عالياً روح المقاومة التي تحلَّى بها شعبنا الصابر المحتسب، ونحيي كلَّ الفصائل والقوى والفعاليات الثورية التي حافظت على الدور الثوري الأصيل التي ما تزال رغم هول وبشاعة الاحتلال الروسي والإيراني، صامدة بكل إباء وإصرار لدحر عصابات الأسد والروس والإيرانيين.
2- ندين جميع محاولات التطبيع التي تقوم بها بعضُ الدول والهيئات والمنظمات مع العصابة الأسدية الفاقدة للشرعية، ونحن نتألم ونأسف أشد الأسف من أولئك الذين يسارعون في هذا الأمر –ولا سيما من كانوا من خلفيات إسلامية– ونعدُّ ذلك دعماً لنظام قاتل أوغل في الظلم والقهر وندعوهم للتراجع عن ذلك الموقف، ونذكرهم أن التاريخ لا يرحم، والنظام لن يزيدهم إلّا خبالاً وخسراناً.
3- إن جماعة الإخوان المسلمين مع الحل السياسي العادل الذي يحقق انتقالاً سياسياً حقيقياً يضمن وحدة سورية أرضاً وشعباً ويحفظ حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ويصون كرامته.
4- نتوجه بالشكر الجزيل لتركيا وقطر والمملكة الأردنية الهاشمية على مواقفهم في دعم الشعب السوري والوقوف مع قضيته العادلة، كما نشكر جميع دول الجوار، والدول العربية والأجنبية التي استضافت اللاجئين السوريين وندعوها لاتخاذ خطوات للتخفيف من معاناة أهلنا في الشمال السوري وتقديم المزيد من الدعم الإنساني.
5- نبارك عودة العلاقات التركية – العربية، فنحن مع كل خطوة تدعو إلى لمّ الشمل ونأمل أن نرى خطوات تخدم مصالح شعوب المنطقة.
6- نرفض ونجرِّم الدور الإيراني في المنطقة، ابتداءً من عمليات تغيير الهوية الثقافية إلى القتل والتخريب وانتهاءً بتحويل سورية إلى مكان لتصنيع المخدرات وتهريبها إلى دول العالم.
7- ندعو كلَّ القوى الوطنية والسياسية والفصائل الثورية في سورية إلى توحيد الكلمة ورصّ الصفوف والتمسك بمرتكزات العمل الوطني لتكون حافزاً للتغيير، وضماناً لسورية المستقبل، التي يستظل بها جميع أبنائها، ونقف مع أهلنا في مناطق النظام في مُعاناتهم، وندعوهم للصمود والانفكاك عن هذا النظام المجرم.
8- نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته التاريخية والعمل على الإفراج الفوري عن المعتقلين ومحاكمة المسؤولين عن التعذيب والقتل في المعتقلات السورية والكشف عن مصير المفقودين.
9- نهنئ من أفرج عنهم، ونؤكد أن ما يقوم به نظام الأسد من إفراجات قليلة تستخدم للتضليل الإعلامي، ولم تشمل إلا جزءاً يسيراً من مئات الآلاف في السجون والمعتقلات.
10- نرفض رفضاً شديداً كل المساعي الانفصالية، ابتداءً من سورية المفيدة التي ادعاها نظام الأسد إلى محاولات الـ”PYD” و”pkk” الذي يأتمر بأوامر خارجية ويشكل عامل تهديد لسورية ولكل دول الجوار.
11- نؤكد عدم اعترافنا بجميع اتفاقيات العار، التي وقعها نظام بشار الأسد مع قوى الاحتلالين الروسي والإيراني.
12- نؤكد على حق العودة الطوعي والآمن للمهجرين إلى مدنهم وأراضيهم التي هجروا منها ونعتبر أن مشروع العودة الطوعية إلى المناطق المحررة يُسهم في إحياء هذه المناطق ويوفر الحياة الكريمة للعائدين، مؤكدين أن تكون هذه العودة اختيارية لا تسقط حقهم بالعودة إلى بيوتهم، فحق العودة حق مشروع لا يسقط بالتقادم.
وأخيراً -نؤكد لشعبنا المكلوم، أنه ليس بعد الصبر إلا الظفر، وأن الأيام دول، فاستبشروا بالخلاص من هذا النظام المستبد الحاقد.
اللهم ارحم شهداء سورية واشف جرحاها وفرج عن معتقليها وأعد مُهجريها ورُدهم إلى ديارهم سالمين غانمين.
اللهم آمين.
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
(وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ)
ذو القعدة ١٤٤٣ هـ الموافق لـ حزيران ٢٠٢٢م