أعلن قادة عسكريون وأمنيون في العاصمة الليبية طرابلس استعدادهم للتصدي لكل من يحاول إحداث فوضى في المدينة، فيما عيّنت حكومة الوحدة الوطنية رئيسا جديدا لمؤسسة النفط وقررت إعادة تشكيلها، وسط تنامي الخلاف بين الفصائل السياسية بشأن السيطرة على هذه المؤسسة.
وفي بيان جديد صدر مساء أمس الثلاثاء، شدد قادة عسكريون وأمنيون على جاهزيتهم للتصدي لكل من يحاول إحداث فوضى داخل طرابلس، وطالبوا بالتمسك بالانتخابات مخرجا وحيدا للأزمة السياسية.
ورفض القادة العسكريون والأمنيون ما وصفوها بالمراحل الانتقالية الجديدة تحت أي مسمى.
وأكّد البيان على دعم مسار المصالحة الوطنية شريطة ألا يكون وسيلة لتمكين مجرمي الحرب من مفاصل الدولة، وفق تعبيرهم.
يشار إلى أن حكومة فتحي باشاغا المكلفة من مجلس النواب في طبرق، حاولت في وقت سابق العمل من داخل طرابلس، لكن القوات الموالية لحكومة الوحدة الوطنية منعتها من دخول المدينة.
وترفض حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة تسليم السلطة إلا لحكومة تُكلف من برلمان جديد منتخب.
رجل من حقبة القذافي
من جهة أخرى، قررت حكومة الوحدة الوطنية الليبية أمس إعادة تشكيل مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط برئاسة فرحات عمر بن قدارة، خلفا لمصطفى صنع الله.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر رسمي بوزارة النفط أن مجلس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية أعاد تشكيل مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط برئيس و4 أعضاء.
وأضاف المسؤول أن رئيس المؤسسة هو فرحات عمر بن قدارة، والأعضاء هم كل من: خليفة عبد الصادق وكيل وزارة النفط، وحسين عبد الله صافار، ومسعود موسى، وأحمد عمار.
وشغل بن قدارة منصب محافظ مصرف ليبيا المركزي في فترة حكم العقيد الراحل معمر القذافي بين العامين 2006 و2011.
وقاد صنع الله مؤسسة النفط بشكل مباشر منذ عام 2015، في ظل إلغاء وزارة النفط حتى عودتها مع حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة.
وفي 23 يونيو/حزيران الماضي، أعلن الدبيبة موافقته لوزير النفط محمد عون، بشأن تغيير صنع الله واقتراح أسماء جديدة لاعتماد الأنسب.
واتهم عون -في أكثر من مناسبة- صنع الله بحجب معلومات الإيرادات والإنتاج، ومخاطبة مديري الشركات بعدم الاعتداد بمراسلات وزارة النفط.
استئناف الصادرات
وفي سياق متصل، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا رفع حالة القوة القاهرة عن الصادرات من ميناءي البريقة والزويتينة.
وأضافت الشركة أن المفاوضات مستمرة لاستئناف الصادرات من ميناء السدرة، وتشغيل حقول شركتي الواحة ومْلِيتَه من جديد.
ومؤخرا، تراجع إنتاج البلاد من النفط الخام إلى ما بين 100 ألف و200 ألف برميل يوميا، بسبب إقفال محتجّين موانئ التصدير والحقول.
ومنذ 17 أبريل/نيسان الماضي، يشهد قطاع النفط الليبي موجة إغلاقات للحقول والموانئ، من جانب جماعات قبلية في الجنوب والوسط والجنوب الغربي والشرقي.
وتطالب هذه الجماعات بتسليم السلطة لحكومة فتحي باشاغا المكلفة من مجلس النواب في طبرق، فيما يرفض الدبيبة التسليم إلا لحكومة تكلف من برلمان جديد منتخب.
وقبل أزمة الإغلاقات، كان إنتاج البلاد من النفط الخام يبلغ 1.2 مليون برميل يوميا، ووصل في بعض الأيام 1.4 مليون برميل، مقارنة مع أقل من 700 ألف حاليا.