اليوم نمضي مع د. عزام، رحمه الله، في كيفية بناء الدعاة أنفسهم؛ لأن الدعاة هم أصل العمل الجاد المثمر، يقول الدكتور إجابة لسؤال كيف يبني الدعاة أنفسهم؟
أولاً: بالعلم الحقيقي والعبادة الخالصة.
ثانياً: أن يربط الداعية نفسه أو يربطه شيخه بالقرآن الكريم تلاوة وتفسيراً ومعرفة أحكامه، وأن يبني المسلم نفسه بين أروقة المساجد حيث السكينة والرحمة والملائكة والاعتكاف.
ثالثاً: أن يحسن اختيار الصحبة الطيبة التي تدله على الله، وعليك يا أخي أن تحسن الاتصال بمن يدلك على الله حاله ويذكرك بالآخرة مقاله.
رابعاً: لا تنسَ قيام الليل، فله أثر عميق في بناء النفسية المسلمة وصفاء الروح، وقد كان قيام الليل دأب الصالحين، وكذلك صيام النافلة، وخاصة الإثنين والخميس، ولا بد من الذكر باستمرار لإحياء القلب وحفظه من الشيطان ووسواسه، ولتحصن النفس من الهوى والشهوة الجارفة والميل، وكذلك توطين النفس على الشكر في الرخاء والصبر على البلاء، والاستغفار من الذنوب والأخطاء، وتربية النفس على الصبر على متاعب الطريق وتضحيات العقيدة، ولأواء الجادة.
خامساً: لا بد من استغلال الوقت في المطالعة فيما يفيد، والعبادة والعمل، فلا يجوز أن نقتل حياتنا بالجلسات الفارغة والسهرات الخاوية من الفائدة، ويجب أن نراعي بناء التصور الصحيح لأنفسنا من خلال كتاب الله وسيرة رسوله صلى الله عليه وسلم وحياة السلف الصالح.
هذه توجيهات صادقة من الشهيد عزام، وأنصحك، أخي الداعية، أيضاً بالاطلاع على كتاب الشيخ محمد الغزالي “مع الله.. دراسات في الدعوة والداعية”، فهو رحمه الله ينصح الداعية أن يكون مدمن قراءة واطلاع، ولكن كيف يختار الداعية ما يقرأ؟
د. القرضاوي، مد الله في عمره، له كتاب اسمه “ثقافة الداعية”، وهو كتاب مهم يجب أن يقتنيه كل داعية ومسلم ليعرف ماذا يقرأ لينصر دينه عن فهم ودراية؛ لأن الهجوم على الإسلام كدين اليوم هجوم شرس وكاسح يحتاج من الدعاة رد الهجوم عن فهم ودراية بعيداً عن الفقه الاعتذاري وبعيداً عن التشنج.
وبالله التوفيق.