أتت حرائق الغابات التي شهدتها الجزائر في الأيام الأخيرة على نحو 10 آلاف هكتار من حديقة القالة الوطنية التي تبلغ مساحتها حوالي 80 ألف هكتار، وهي محمية طبيعية فريدة تعد أحد الخزانات الرئيسة للتنوع البيولوجي في البحر المتوسط.
وأكد خبير لـ”وكالة الأنباء الفرنسية”، أمس السبت، احتراق أكثر من 10% من مساحة حديقة وطنية مصنفة على قائمة “اليونسكو” في شمال شرق الجزائر خلال الحرائق الواسعة التي اجتاحت البلاد في الأيام الأخيرة.
وتعتبر حديقة القالة الوطنية أحد الخزانات الرئيسة للتنوع البيولوجي في حوض البحر المتوسط، وتناهز مساحتها الإجمالية 80 ألف هكتار، وقد احترق أكثر من 10 آلاف هكتار منها في الأيام الماضية، وفق الجامعي رفيق بابا أحمد.
وتعد الحديقة موطن مئات من أنواع الطيور والثدييات والأسماك التي تمنحها ثراء بيولوجياً استثنائياً، كما أكد بابا أحمد الذي تولى سابقاً إدارة الحديقة.
ويورد موقع “اليونسكو” الإلكتروني أن محمية القالة موطن مهم للغاية للطيور ويزورها أكثر من 60 ألف طائر مهاجر كل شتاء.
وتضيف الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنها فسيفساء من النظم البيئية البحرية والكثبان والبحيرات والغابات، بشريطها البحري الغني بالشعاب المرجانية والأعشاب البحرية والأسماك.
وبلغت حصيلة الخسائر البشرية الناجمة عن الحرائق الهائلة، الأربعاء والخميس الماضيين، في شمال الجزائر، 37 قتيلاً وفق السلطات، فيما أفادت وسائل إعلام محلية بمقتل رجل آخر يبلغ 72 عاماً في قالمة (شرق)، فضلاً عن وجود مفقودين.
وقالت الحماية المدنية الجزائرية في بلاغ نشرته على صفحتها على “فيسبوك”: إنها تدخلت خلال آخر 48 ساعة من أجل إخماد 51 حريقاً من الغطاء النباتي في 17 ولاية، وأضافت أنها تواصل العمل على إخماد حريقين في ولاية تلمسان غرب البلاد.
ويتأثر شمال الجزائر كل صيف بحرائق الغابات، وهي ظاهرة تتفاقم من عام إلى آخر بتأثير تغير المناخ؛ ما يؤدي إلى تزايد الجفاف وموجات الحر.